مقاطعة وانسحابات.. مثقّفون عرب يردّون على التطبيع الإماراتي

15 اغسطس 2020
(غرافيتي على جدار الفصل العنصري الصهيوني في بيت لحم، تصوير: أنتوني أسيل/ Getty)
+ الخط -

تتوالى، منذ أمس الجمعة، مواقف مثقّفين عرب مندّدة بتطبيع الإمارات مع الاحتلال الإسرائيلي؛ حيث أعلن عددٌ من الكتّاب والأكاديميّين والفنّانين عن مقاطعة المؤسّسات الإماراتية والتظاهرات الثقافية والجوائز الأدبية التي تُنظّمها، إلى جانب الصحف والمجلّات.

في هذا السياق، أعلن الناقد والمترجم السوري، ناصر ونوس، إيقاف تعاونه مع جميع المؤسسات الثقافية والإعلامية الإماراتية، احتجاجاً على اتفاق تطبيع العلاقات بين الإمارات والكيان الصهيوني.

وقال ونوس، في بيانٍ نشره على صفحته في فيسبوك: "إن كيان الاحتلال الصهيوني ما زال يحتل جزءاً من الأراضي السورية المتمثلة في مرتفعات الجولان التي احتلها في حرب حزيران عام 1967 وما زال يسيطر عليها حتى الآن، وبالتالي فإن أي خطوة من أي دولة عربية باتجاه تطبيع العلاقات مع هذا الكيان الغاصب هي طعنة في ظهر كلّ مواطن سوري، عدا عن أنها طعنة في ظهر كل مواطن فلسطيني تحتل إسرائيل أرضه وتدنّس مقدّساته وتحاصره في الضفّة وغزّة".

ودعا الناقد والمترجم السوري الصحافيين والنقّاد والكتّاب والمترجمين العرب إلى قطع  جميع علاقاتهم مع كلّ المؤسسات الإماراتية إلى أن تتراجع عن اتفاق التطبيع.

يُشار إلى أنَّ ونّوس كان يتعاون مع مشروع "كلمة" للترجمة في أبوظبي، والذي صدر له ضمنه كتابان هُما "صناعة الأفلام الوثائقية" (2011) و"الإخراج السينمائي- جمالياته وتقنياته" (2018)، كما راجع ضمن المشروع نفسه كتاباً بعنوان "سينما ساتياجيت راي". كما نشر ونّوس، الذي ترجم أيضاً لكلّ من "مؤسسة الشارقة للفنون" و"متحف الشارقة"، مقالاته في عدد من الصحف والمجلّات الإمارتية.

من جهتها، نشرت الكاتبة والمترجمة المغربية الزهرة رميج تدوينةً على فيسبوك أعلنت فيها انسحابها من ترشيح روايتها "قاعة الانتظار" من "جائزة الشيخ زايد للكتاب"، موضّحةً أنَّ خطوتها تأتي "تضامناً مع الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل استرجاع أرضه المغتصبة وإقامة دولته الحرة المستقلّة، ووفاءً للقضية الفلسطينية التي فتحتُ عيني عليها منذ سبعينيات القرن الماضي، وواكبتُ تطوُّراتها، وعايشتُ مآسيها، وساهمتُ في توعية الأجيال بعدالتها".

وأكّدت رميج أنها راسلت الجهة المسؤولة عن الجائزة للمطالبة بشطب اسمها من لائحة المترشّحين، مضيفةً: "فلسطين كانت وستظلّ قضيتنا إلى أن تتحقّق مطالب الشعب الفلسطيني المشروعة".

دعواتٌ لمساءلة الكتّاب والفنّانين الإماراتيّين عن مواقفهم من التطبيع

أمّا الكاتبُ الفلسطيني محمود أبو هشهش، فدعا إلى مساءلة الكتّاب والفنّانين الإماراتيّين عن مواقفهم من تطبيع بلادهم مع الكيان الصهيوني، قائلاً في تدوينة له على فيسبوك: "يجب مساءلة المثقفّين والفنّانين في الإمارات العربية المتحدة عن موقفهم الصريح من خطوة التطبيع مع دولة الاحتلال. ومَن لديه صوت فليُسمعه للجميع! وهذا لا يعفي المثقّفين والفنّانين العرب من ضرورة المجاهرة بمواقفهم الرافضة لهذه الخطوة". 

ويضيف أبو هشهش، الذي يشغل منصب مدير برنامج الثقافة والفنون في مؤسسة "عبد المحسن القطان" في فلسطين: "كما يجب مساءلة الأخيرين (المثقّفون والفنّانون العرب) والعاملين في المؤسسات الثقافية والفنية الفلسطينية والعربية عن موقفهم من التعاون مستقبلاً مع المؤسسات الثقافية والفنية وصناديق الدعم الإماراتية التي  تساند هذه الخطوة، أو لا تعبر عن معارضة صريحة لها؟ لأن الفعل الثقافي إن إنجرف، أيضاً، خلف مصالحه المادية ومنابع الدعم والفرص، فحينها تكون العواقب أشد وقعاً، والانحطاط أشد تسارعاً".

كما أعلن الفنّان الفوتوغرافي الفلسطيني محمد بدارنة، عبر حسابه الشخصي على فيسبوك، عن انسحابه من معرض فنّي تُقيمه "مؤسّسة الشارقة للفنون"؛ حيث خاطب الأخيرة قائلاً: "مع إعلان الإمارات العربية المتحدة عن تطبيع علاقاتها مع دولة الاحتلال الإسرائيلي التي ما زالت تمارس قمعها وسلبها لحقوق شعبي في فلسطين والشعوب العربية، وانطلاقاً من إيماني بأنّ الفن ما لم يكن مشتبكاً بالقضايا الإنسانية والعدالة فلا قيمة له، أعلن سحب مشاركتي من معرضكم "وجهة نظر8" المقام في 29 آب / أغسطس المقبل".

وبدوره، أعلن الروائي الفلسطيني أحمد أبو سليم سحب ترشُّحه لجائزة الرواية العربية "البوكر"، مبيّناً في تغريدة على حسابه في فيسبوك: "ردّاً على الخطوة التي قامت بها دولة الإمارات بإعلان التطبيع مع دولة العدو الصهيوني، فإنني أُعلن سحب ترشيح روايتي "بروميثانا" لجائزة بوكر، وأُعلن عن مقاطعتي لكافة النشاطات الثقافية لدولة الإمارات، كما وأدعو كافّة المثقّفين العرب الشرفاء إلى المقاطعة".

وأعلنت الروائية الأردنية كفى الزعبي، أيضاً مقاطعتها لـ"البوكر"، قائلة في تغريدة لها: "بعد قرار دولة الإمارات تطبيع علاقتها رسمياً مع العدو الصهيوني، سأنتهز الفرصة للتأكيد على رفضي ترشيح روايتي الجديدة التي ستصدر قريباً للبوكر أو لأية جائزة خليجية أُخرى، مع الإشارة إلى أنني لم أشارك في السابق بأي جائزة غير البوكر".

وفي سياق ردود الفعل على التطبيع الإماراتي مع الاحتلال الصهيوني، نشر الروائي الجزائري عبد الوهاب بن منصور تغريدةً قال فيها: "القضية الفلسطينية هي قضية الإنسان أوّلاً، ثم قضية تصفية استعمار. التطبيع منذ بدأ مع السادات هو تطبيع الحكومات وليس الشعوب... لكننا اليوم نشهد فصلاً جديداً؛ حيث المثقّف هو أوّل مؤيّدي التطبيع! لماذا؟ الجواب ليس خافياً على أحد".

قريباً لن يجد الفنان الحقيقي مكاناً لنشر كتبه سوى على حبل الغسيل

وعلّقت الكاتبة الفلسطينية أحلام بشارات، في تغريدة على حسابها في فيسبوك، قائلةً: "قريباً، لن يجد الفنان الحقيقي مكاناً لنشر كتبه سوى على حبل الغسيل، ولن يشارك في فعاليات ثقافية سوى على بلكونته، حتى يتجنّب تلويث نفسه". 

وعلى حسابه في فيسبوك، عقّب الشاعر والكاتب والسينمائي العُماني عبد الله حبيب على بيان خارجية بلاده الذي أيّد الخطوة الإماراتية، حيث كتب: "أُعلن أنا المواطن العُماني عبد الله حبيب استهجاني الشديد للبيان الصادر اليوم من وزارة الخارجية في بلادي عن تأييدها لما حدث يوم أمس مِن تطبيع العلاقات بين دولة الإمارات والكيان الصهيوني، وأعرب عن تخوُّفي من أن تكون بلادي هي المُستهدَف الثاني في الخليج بهذا التطبيع، وأتمسّك بأني عربي وأن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية لهذه الأمّة إذا ما هي أرادت أن يكون لها مكان تحت الشمس".
 

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون