"بيت الشعر" في المغرب: لا للاستسلام للإرادة الأميركية

17 اغسطس 2020
("القدس" للفنان المغربي فريد بلكاهية)
+ الخط -

خلال الأيام القليلة الماضية أصدرت أكثر من ثلاثين هيئة نقابية وحقوقية وثقافية مغربية بياناً أدانت فيه اتفاق التطبيع بين دولة الإمارات و"إسرائيل" والذي عدّته جريمة ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، كما أعلن مثقّفون مغاربة انسحابهم من الترشُّح لنيل "جائزة الشيخ زايد للكتاب"، ومن هيئة تحرير منشورات إماراتية، في سياق احتجاجهم.

أمس الأحد، أصدرت الهيئة التنفيذية لبيت الشعر في المغرب بياناً قالت فيه "يعتبر هذا الاتفاق خيانة ليس لقضية العرب الأولى فحسب، بما هي واحدة من من أنبل قضايا العصر، بل لعدالة كافة القضايا الإنسانية، التي لطالما انبرى الشعر للانتصار لها والدفاع عنها من أجل عيش حر وكريم تتحقق فيه كرامة الإنسان وحقه في الحياة والحلم والجمال".

لطالما انبرى الشعر للانتصار لها والدفاع عنها من أجل عيش حر وكريم تتحقق فيه كرامة الإنسان

يأتي البيان متزامناً مع إعلان العديد من المثقفين المغاربة مواقفهم الصريحة المندّدة التي تنسجم مع جملة مواقف سابقة اعترضت على أية مشاركة صهيونية في تظاهرات تقام في بلادهم، أو انخراطاً مغربياً في التطبيع، تلفت إليه يقظة دائمة من قبل هيئات ناشطة لرفض إقامة علاقات طبيعية مع الكيان الصهيوني.

ورأت الهيئة التنفيذية لبيت الشعر أن "الاتفاق المذكور الموقع بحبر الاستسلام للإرادة الرسمية الأميركية، علاوة على أنه لن يحقق السلام كما يتوهم دعاته، جاء ليعمق الجرح الفلسطيني ويكرس سياسة الاستسلام ومباركة النزوع الاستيطاني الذي ينهجه الكيان الصهيوني، كما أنه جاء في زمن تحتاج فيه القضية الفلسطينية لا إلى نكء جراحها، بل إلى تقوية الدعم العربي والعالمي لها بعد أن أصيب، في العقدين الأخيرين، بالتراخي وبنوع من الانتكاس واللامبالاة، وبعد أن تقوى الجشع الاستعماري الصهيوني، الذي ما انفكت أطماعه تتوسع مع كل خطوة يقبل عليها، على نحو ما أفصحت عنه المهزلة المسماة “صفقة القرن”، أو ما أعرب عنه التحدي السافر بالإعلان عن نية فرض السيادة الإسرائيلية على الجزء الغربي من غور الأردن بضم أجزاء من الضفة الغربية".

يقف البيان عند الوضع النفسي المقلق الذي قد يجتازه عدد من المثقفين والكتاب والشعراء الإماراتيين الشرفاء

واستحضر بيت الشعر في المغرب وهو يدين قرار التطبيع الذي غامرت به دولة الإمارات العربية، ما وصفه بـ"دقة المرحلة والوضع النفسي المقلق الذي قد يجتازه عدد من المثقفين والكتاب والشعراء الإماراتيين الشرفاء، ويؤكد، في السياق ذاته، تضامنه اللامشروط مع شاعرات وشعراء فلسطين مستحضراً الدور الكبير الذي نهضت به الشعرية الفلسطينية في توطين القضية في الوجدان العربي والإنساني وفي التصدي لكل خنوع واستسلام وتطبيع".

وتوجّه البيت إلى كافة المثقفين والكتاب والشعراء  المغاربة والعرب داعياً إياهم إلى المزيد من التضامن والالتحام مع القضية الفلسطينية وأفقها النضالي والشعري والإنساني، وكذا الانخراط في كل المبادرات التي تجعل من فلسطين، ومن السردية الفلسطينية أساساً، خطاً أحمر لا ينبغي تخطيه أو الإساءة إليه بأي شكل من الأشكال. كما يناشد، من جهة أخرى، كافة القوى الحية والضمائر الإنسانية في العالم، وكذا عموم الهيآت الثقافية والأكاديمية إلى المزيد من الدعم لفلسطين وتعزيز حركة مقاطعة الكيان الصهيوني لرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني، وذلك في أفق تحقيق الدولة الفلسطينية بالسيادة الكاملة فوق أراضيها المحتلة.
 

المساهمون