"باركور" غزة... حركات خطرة وتطلعات نحو العالمية

14 أكتوبر 2018
فريق Exit Parkour Team(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
يعاند لاعب الباركور الفلسطيني، محمد كباجة، وإلى جانبه عدد من زملائه، المنطق والطبيعة عبر مجموعة من حركات الخفة البهلوانية التي تتم تأديتها على أكوام الردم والمتنزهات العامة والمباني المرتفعة.
صخور حوض ميناء غزة، والتي هي في الأساس قطع إسمنتية ضخمة نتجت عن قصف مباني قطاع غزة، تم وضعها لكسر الأمواج، أصبحت مركزاً أساسياً من المراكز العشوائية التي اتخذها محمد وفريقه لتدريباتهم اليومية، رغم الخطورة، وذلك نتيجة غياب الأندية المخصصة، والجهات الراعية. ويؤدي فريق Exit Parkour Team حركات رياضتهم المفضلة في الأماكن العامة، على الأكياس الإسمنتية وإطارات السيارات والشاحنات، كذلك على الجدران المرتفعة وداخل ساحات المستشفيات والشوارع والبنايات، وعلى شاطئ البحر. ويقول محمد كباجة (20 عاماً) من منطقة التوام شمال قطاع غزة لـ "العربي الجديد" أنه صادف فيديو لفيلم على موقع يوتيوب عام 2008 يظهر مجموعة من حركات "الجمباز"، ما أشعل فضوله لتقليد تلك الحركات. ويضيف: "لعبت لمدة عام بشكل بدائي، لعدم معرفتي بأساسيات لعبة الباركور، وكنت أطور من ذاتي عن طريق مقاطع الفيديو التي يبثها محترفون على موقع يوتيوب، إلى أن صادفت مجموعة لاعبين، يؤدون حركات متنوعة على السوافي الرملية، في منطقة مفتوحة شمالي مدينة غزة".

ويوضح مسؤول فريق "إكزت" أن منطقة سوافي أبراج المخابرات ضمت نحو 60 لاعباً هاوياً، مضيفاً: "كنا جميعاً بحاجة إلى تعلم المزيد من الحركات، ما دفعنا إلى تعليم بعضنا بعضا، إلى أن قمنا بتكوين فريق مكون من سبعة أشخاص، أصبحوا محترفين في ما بعد، إلى الحد الذي يمكنهم من المنافسة في المحافل الدولية". ويشير كباجة، صاحب الحركات الخطرة، والتي أثارت بعض الجدل على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لخطورتها إلى أن الفريق واصل تدريباته في الأماكن المفتوحة لعدم احتضانه من أي ناد، أو تقديم الدعم من أي مؤسسة، على الرغم من أهمية هذا الفن المنتشر عالمياً. أما عن سبب اختيار رياضة الباركور تحديداً، فيبين كباجة أنه يرجع إلى نسبة المخاطرة العالية والحرية العالية التي يتميز بها هذا النوع من الحركات، إذ يشعر اللاعب وكأنه حر بحركاته التي تجعله طليقاً في الهواء، يعاند الطبيعة والجاذبية"، مضيفاً: "لكن ثمة عقبات تواجهنا، أبرزها عدم انتشار ثقافة الباركور في قطاع غزة، إلى جانب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، والتي تحول بيننا وبين تأسيس ناد خاص بالباركور في غزة". ويوافقه زميله يوسف قاسم، قائلاً: "أهم شيء يمكن أن نقوم به، هو أن نؤسس ناديا خاصا بنا، يضم كل هواة رياضة الباركور العالمية، من أجل تطوير الأداء"، مشدداً على أن غزة تحوي طاقات يمكنها صنع الكثير من الإنجازات. ويقول قاسم، والذي التحق بالفريق قبل نحو عام، ويقطن في معسكر الشاطئ غربي مدينة غزة، لـ"العربي الجديد"، أنه انجذب للحركات الاحترافية التي يؤديها الفريق، والتي تلاقت مع الحركات التي بدأ يؤديها منذ عام 2010، وقد تطور أداؤه بعد معرفة المزيد من الحركات. ويطمح قاسم وإلى جانبه عدد من اللاعبين لتطوير الأداء والمشاركة في الأنشطة الدولية، موضحاً أن لعبة الباركور عبارة عن لعبة فردية، يؤدي فيها الشخص حركات صعبة، لكنها تمارس بشكل جماعي بهدف التشجيع والمساعدة وإشعال روح المنافسة بين اللاعبين، إذ يظهر اللاعب حينها أفضل ما لديه من حركات. أما زميله، إبراهيم عاشور (22 عاماً)، من منطقة النصر وسط مدينة غزة، فيوضح أنه بدأ اللعب عام 2012 برفقة صديقه على شاطئ البحر، لكنه حُرم منذ عامين من التدريب على رمال البحر نتيجة تآكل الشاطئ، وانعدام المساحة الرملية. ويشير عاشور لـ "العربي الجديد" إلى أنه يطمح برفقة فريقه إلى بناء أول نادي باركور تحدياً للظروف الصعبة التي يمر فيها قطاع غزة المُحاصر، مختتماً: "لدينا الطاقات والمواهب، وتنقصنا فقط الإمكانيات".
دلالات
المساهمون