ينطلق "مهرجان المدينة للثقافة والفنون" في دورته الأولى التجريبيّة في مدينة حيفا الشهر المقبل بتنظيم من "جمعية الثقافة العربية"، ليمتد لثلاثة أيام ما بين الأول والثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر.
يتضمن المهرجان فعاليات وعروضًا يسعى من خلالها إلى توفير مساحة ثقافيّة مستقلة تشمل أنواعًا ثقافية مختلفة من موسيقى ومسرح وسينما وعروضًا أدائيّة ومحاضرات وورشات، تُعزز من حضور الثّقافة العربيّة والهُويّة الفلسطينيّة في مدينة حيفا خصوصًا في الأحياء التي يقطنها الفلسطينيون مثل وادي النسناس والهدار، ويسعى المهرجان إلى تحولّه لحدث ثقافي سنوي يقصده الفلسطينيون من خارج مدينة حيفا ومن شرائح مختلفة.
تعتمد رؤية "مهرجان المدينة" الفنيّة على التاريخ الثقافي الفلسطيني وعرض تطوره بشكله المعاصر في أيامنا، من خلال تناول مواضيع مثل الماضي والأرشيف، والحداثة والابتكار والإبداع والخيال الفلسطيني والعربي، والمشاريع المستقلة المبتكرة، والتطور الثقافي المستقل.
إضافة لذلك، يعمل المهرجان على توحيد المناطق الجغرافية الفلسطينيّة متجاوزًا الحدود والتقسيمات، ويُقدّم مضامين مختلفة: المجتمع المدني المحلي والإقليمي العربي، ومواجهة محاولات فصل العلاقة بين الهوية الفلسطينيّة والعربيّة، وموضوع الهويّة في سياق الاحتلال والاستعمار، والعولمة.
اختارت "جمعيّة الثقافة العربيّة" اسم "مهرجان المدينة"، وذلك لمركزيّة ثيمة المدينة في السياق السياسي والثقافي للفلسطينيين في أراضي الـ48. إذ فقد الفلسطينيون في النكبة عام 1948 مدنهم المركزيّة وهُجّر معظمهم منها، وتحوّلت هذه إلى مدن محتلّة يقصدها الفلسطيني الباقي في وطنه للعمل ويعيش على هامشها.
إلا أنه في العقدين الأخيرين جرى في مدينة حيفا تحوّل ملحوظ في استعادة المدينة الفلسطينيّة المفقودة أو إعادة تشكيلها وبناء حيّز وفضاء ثقافي مدني فلسطيني فيها. ويسعى هذا المهرجان إلى الاحتفال بالمدينة الفلسطينيّة وفضائها الأرحب محليًا وعربيًا وعالميًا.
وقالت مديرة "جمعية الثقافة العربية" رُلى خوري إن "هناك حاجة للمجتمع الفلسطيني في الداخل لعروض ومشاريع تركّز على الثقافة الفلسطينيّة، وتقديمها بأسلوب معاصر وتستهدف جميع أفراد المجتمع وتكشف أعمالًا أدائيّة باللغة العربيّة، وتقديم مشاريع فنيّة فلسطينيّة مبتكرة إبداعيّة محليّة، وأيضًا من الوطن العربي".
وأضافت: "يهمنا في "جمعيّة الثقافة العربيّة" توفير منصّة للإنتاجات الفلسطينيّة ودعمها وتقديمها لجمهورنا، ومحاربة عزلة الإنتاج الثقافي عن السياق الفلسطيني والعربي من خلال رؤية وطنيّة موحدة تضم أعمالًا لكافة الفلسطينيين من الداخل الفلسطيني، القدس، الضفة الغربية، غزة، والشتات والعالم العربي".
وأكدت خوري أنّ "مهرجان المدينة للثقافة والفنون لا يتعامل مع الثقافة بأسلوب سطحي ومجحف، ويختلف عن مهرجانات أخرى تتعامل مع وادي النسناس على سبيل المثال كحيّز ترفيهي وسياحي منزوع السياق السياسي الثقافي". وأضافت: "يضع المهرجان في صلب رؤيته السياق الفلسطيني والطموح في ثقافة تعكس روح مدينة فلسطينيّة".
وخلصت إلى القول: "نستعد هذه الأيّام لإطلاق الدورة التجريبيّة للمهرجان الذي نسعى لأن يتحوّل إلى حدث سنوي ليس فقط في حيفا، وندعو أهالي حيفا والجمهور من خارج المدينة للقدوم والمشاركة في فعاليات المهرجان التي سيُعلن عنها في برنامج متكامل خلال الأيّام المقبلة".