"القدس موعدنا"... جدارية في غزة ضد التهويد

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
07 نوفمبر 2019
2232A288-E55E-4393-9328-5A1EBDA9A457
+ الخط -
جسّد عدد من الفنانين الفلسطينيين ملامح القدس بهويتها العربية والفلسطينية، عبر جدارية "القدس موعدنا" التي جُهزت على الجدار الشرقي لميدان فلسطين الرئيسي وسط مدينة غزة، اليوم الخميس.

وحاول الفنانون المشاركون في رسم الجدارية التي نفذتها "مؤسسة رواسي للثقافة والفنون" التعبير عن الرفض الفلسطيني للممارسات الرامية إلى تهويد القدس، وتقديمها على طبق من ذهب للاحتلال الإسرائيلي، عبر اعتبارها العاصمة الأبدية لدولة الاحتلال.

ورأى المشاركون عبر ريشتهم وألوانهم، أن الجدارية التي تأتي قبيل حلول الذكرى الأولى لنقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس المحتلة أنها محاولة لتأكيد الحق الفلسطيني والعربي في القدس والمسجد الأقصى، وبطلان إجراءات الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية.

وظهرت الملامح الفلسطينية واضحة في خطوط الجدارية ومحتوياتها، التي غلب عليها اللون البني بمختلف درجاته، تعبيراً عن المسجد الأقصى والقباب والأسوار العالية، بينما توسطها الحصان الفلسطيني الثائر، رمزاً لصمود الشعب الفلسطيني في وجه محاولات تهويد القدس.

واحتوت ميمنة الجدارية على عدد من الشبان والمواطنين الفلسطينيين حاملي العلم الفلسطيني ذي الألوان الأربعة، بينما احتوت ميسرتها على مُسنين حملوا العلم الفلسطيني، وتوسطتها ملامح المدن الفلسطينية العتيقة والمُحتلة.

(عبد الحكيم أبو رياش)

وتقول الفنانة الفلسطينية، هبة أبو الكاس، إن الفنان يعايش الهموم اليومية للمواطن الفلسطيني، ويحاول التعبير عنها من خلال ريشته وألوانه، إلى جانب سعيه إلى بث الرسائل وإيصالها إلى العالم.

وتوضح أبو الكاس لـ"العربي الجديد" أن الجدارية حملت اسم "القدس موعدنا" لاختصار كل حكاية القضية الفلسطينية؛ القدس سترجع يوماً ما إلى الفلسطينيين، وسيطرد منها الاحتلال الإسرائيلي، وفق تعبيرها.

ويوافقها في الرأي الفنان التشكيلي، مهندس السايس الذي تحدث عن رحلة عمل الجدارية، قائلاً: "بدأنا بدهان الألوان الأساسية، ثم بدأنا بخط الخطوط الرئيسية للجدارية، ثم التعبير عن الفكرة عبر رسم القدس والمدن الفلسطينية، وحمل الفلسطينيين للعلم في طريقهم إلى الأقصى".

ويبين السايس في حديث مع "العربي الجديد" أن الجدارية تأتي لتأكيد الرفض الفلسطيني لكل الممارسات التي تسعى لتهويد القدس، أو منح الأرض الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي. ويؤكد أنه "ستبقى القدس فلسطينية الجنسية".

أما زميله، الفنان مهند صيام، فيوضح أن الجدارية تعتبر رسالة واضحة للعالم، أن القدس ستبقى محتفظة بمكانتها العربية، رغم محاولات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ووعده بأن تكون عاصمة للاحتلال الإسرائيلي. ويضيف صيام: "لن يغدو وعد ترامب سوى حبر على ورق".

وتوضح الفنانة رنين الزريعي، أهمية الفن في إيصال رسائل الشعوب، مبينة أن الجدارية تعتبر بمثابة ناقوس الخطر لما يهدّد المقدسات الفلسطينية، بينما تبين الفنانة ديما عاشور أن الفنان يمتلك شعوراً مختلفاً حين يرسم جدارية تحمل رسالة ذات بعد وطني.

من جهة ثانية، يبين مدير "مؤسسة رواسي"، الفنان التشكيلي فايز الحسني، أن الجدارية جاءت لعكس دور الشباب في التعبير عن القضايا الوطنية، مضيفاً أن "الفن له ما يقوله في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي".

(عبد الحكيم أبو رياش)

ويقول إن المشاركين في تنفيذ الجدارية جسدوا الواقع الفلسطيني عبر قبة الصخرة، والمباني القديمة، والحصان الغاضب، والشباب المتقدم نحو تحرير القدس، مضيفاً: "نقول لترامب، ولوعد بلفور، إن ما جُسِّد من بيانات ووعود بأن القدس للإسرائيليين باطلة".

ويشير في حديث مع "العربي الجديد" إلى أن المستجدات السياسية دفعت إلى إيجاد عمل فني يؤكد الرفض الفلسطيني لكل محاولات النيل من الأرض الفلسطينية، مشدداً على أهمية التعبير عن القضايا الوطنية عبر الرسم والمسرح وغيرها من الفنون.

ذات صلة

الصورة
مكب نفايات النصيرات، في 21 مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

يشكّل مكبّ نفايات النصيرات في قطاع غزة قنبلة بيئية وصحية تُهدّد بإزهاق الأرواح وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة، وسط أوضاع إنسانية مأساوية..
الصورة
حرب غزة | آثار قصف المواصي في رفح 22/6/2024 (بشار طالب/فرانس برس)

سياسة

ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة بعد قصفها خيام نازحين في منطقة المواصي بمدينة رفح في أقصى قطاع غزة، التي سبق أن ادعت أنها مناطق آمنة.
الصورة
عائلة أبو عمشة في غزة تعاني من ويلات النزوح والمرض والحرب، 18 يونيو 2024 (الأناضول)

مجتمع

لم يتجاوز عمر الطفلة انشراح أبو عمشة الـ 16 عاماً، عاشتها في غزة كغيرها من أطفال القطاع المحاصر غير أنها عانت خلال أعوامها الصغيرة الحرب والسرطان
الصورة
طبيبة وطفل في رواق مشفى الأقصى، 6 مارس 2024 (أشرف عمرة/ الأناضول)

مجتمع

منذ أن بدأ الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، خرج نحو 32 مستشفى ومركزاً صحياً، بينها مستشفى شهداء الأقصى، عن العمل.
المساهمون