على ساحل البحر الأبيض المتوسط، غرب مدينة غزة، يستلقي مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين، الذي لا تزال تفاصيل نكبته التي بدأت لحظة التهجير الأولى عام 1948 وزادت بعد نكسة 1967 محفورة بين طرقاته وأزقته العتيقة والضيقة.
اقــرأ أيضاً
تلك الأزقة التي لا يتسع بعضها لمرور شخص واحد، تضم مئات الأسر الفلسطينية، يتشاركون الهم والفرح، الغم والسرور، ومختلف المناسبات، إذ ما زال أهل المخيم محتفظين بالنكهة الأصلية للبلاد الفلسطينية، محافظين على العادات والتقاليد ، ويتشاركون في أدق التفاصيل، حين يتقاسمون الأفراح والأتراح.
طول المخيم الفلسطيني صاحب الكثافة السكانية العالية، والتي زادت عن 90 ألف نسمة، يتراوح ما بين 800 متر، حتى كيلو متر، وعرضه يتذبذب بين 250 حتى 500 متر، تختلف حسب اتساع العرض باتجاه الناحية الشرقية للمخيم، الذي تغيرت ملامحه عن عام 1948، حيث تحول إلى كتلة إسمنتية، بعد سنوات قضاها أهله تحت أسقف "الزينقو"، وألواح "القرميد".
ويضم مخيم الشاطئ لاجئين من مختلف المدن والقر
ى الفلسطينية، وتحديداً قرى "برير، حمامة، هربيا، الجورة، السوافير، الفالوجا، المجدل، يافا، وغيرها، ولا زالت بعض نسائه المتقدمات في العمر يرتدين الزي الفلسطيني، ولم ينفك أهله ينطقون بلهجة بلادهم، ولكنتها الأصلية، دون أن تعكر صفوها ضجة المدينة.
وأثرت خطط "تفريغ المخيم" التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل الانتفاضة الأولى عام 1987، على ملامحه، عندما قامت بتهجير بعض عائلات المخيم إلى منطقة "الشيخ رضوان" شمال مدينة غزة، من أجل هدم بيوتهم وتوسعة الشوارع لملاحقة المناضلين الفلسطينيين، وكانت حينها تفرض الطوق الأمني وحظر التجوال لأيام طويلة، وصلت في بعض المرات لأكثر من 45 يوماً.
اقــرأ أيضاً
ويبدأ معسكر الشاطئ جنوباً من منطقة "بلوك 1" المحاذية لمركز تموين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، وينتهي شمالاً على "تبة الشمالي"، في شارع طويل ووحيد، تتفرع منه عشرات الشوارع والأزقة الفرعية، والتي تؤدي بك جميعها في حال اتجاهك غرباً إلى البحر.
ويضم المخيم 12 مربعاً، إضافة إلى منطقة وسطى تسمى "البلاخية"، وتختلف أحجام تلك البلوكات، والكثافة السكانية في كل منها، وتتركز الكثافة في بلوك 5 وبلوك 12 اللذين يعتبران الأكبر مساحة، ويضم عدة مراكز رعاية صحية، ومنها "سويدي المعسكر"، "مستوصف خدمات الشاطئ"، "الخدمات العسكرية"، إضافة إلى "سويدي النصر"، والذي يقع على التماس الشرقي للمخيم.
كما يحوى المخيم، صاحب التفاصيل القديمة، مركز شرطة وتسع مدارس داخل حدوده ال
جغرافية، إضافة إلى ست مدارس حكومية على الأطراف الشرقية، يستفيد منها أطفال المخيم ما دون الثانوية العامة، كذلك يضم مدرسة وحيدة خاصة بالثانوية العامة للفتيات وهي مدرسة "كفر قاسم"، بينما يتوزع طلبة الثانوية العامة على مدارس خارج المخيم.
ويتزين قلب المخيم وأطرافه بمجموعة من المساجد مختلفة الأحجام، ومنها مسجد خليل الرحمن، الجامع الأبيض، جامع السوسي، الجامع الغربي، مسجد عسقلان، مسجد الشيخ أحمد ياسين، ولا يوجد به أي مساحات للزراعة، حيث يحصل بائعو الخضرة على بضائعهم من التجار خارج المخيم.
ويتلقى أهالي مخيم الشاطئ خدماتهم بشكل أساسي من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، التي قامت بتسليمهم الخيام والأراضي منذ اللحظة الأولى للتهجير، وقامت بعض العائلات بشراء أراض لتوسعة بيوتهم طولاً وعرضاً، كي تتناسب مع الأعداد المتزايدة للأفراد.
لا توجد مساحات شعبية أو مساحات عامة داخل المخيم نتيجة مساحته الصغيرة، بخلاف "منتزه الشاطئ" الذي تم إغلاقه بعد حرب عام 2008، ومنتزه "الشمالي" الذي يقع على التماس الشرقي للمخيم ويستفيد منه بعض الأهالي، لكن الجزء الشمالي من المخيم يحوي "نادي خدمات الشاطئ" والذي يعتبر من أندية الدرجة الأولى، شارك في عدة مباريات، وحصل على جوائز.
الطبيعة الجغرافية للمخيم دفعت العشرات من قاطنيه إلى البحر للصيد وبيع الأسماك والاسترزاق، وتباع تلك الأسماك عن طريق العربات المتجولة بين الأزقة، وفي حسبة السمك داخل "سوق المعسكر" وهو السوق الوحيد هناك، ويضم مختلف أنواع الخضار والفواكه ومستلزمات البيوت.
ويكتظ المخيم بعشرات المحال التجارية المتنوعة، ومنها محال البقالة، التموين والمواد الغذائية، الأجهزة الكهربائية والإلكترونية وأجهزة الجوالات، محطات تحلية المياه، مطاعم شعبية، مخابز، محال الحلاقة وتنظيف الملابس، وتصليح السيارات وغيرها.
اقــرأ أيضاً
المشاكل التي يعاني منها م
خيم الشاطئ لا يمكن حصرها، ومنها شدة ملوحة المياه التي تصل إلى البيوت "في حال وصولها أصلا"، أزمة السكن والاكتظاظ المتزايد، سوء التهوية وسوء وصول الشمس وزيادة نسبة الرطوبة بسبب تلاصق المنازل، برودة الشتاء، وحرارة الصيف، وغيرها من المشاكل التي يعاني منها مخيم الشاطئ، وهو ثالث مخيم للاجئين من حيث الكثافة السكانية، من بين المخيمات الثمانية المنتشرة من شمال القطاع حتى جنوبه.
لحظة خروج الأطفال من المدارس، تغرق أزقة المخيم المتشابكة، والتي تشبه لغز "المتاهة" بالصغار، إذ تنفذ الشوارع المتقاطعة على بعضها البعض، في مشهد يشعرك بالدوار وفي حال كنت غريباً عن تلك الديار .. فأنت بحاجة إلى خريطة للرجوع من حيث أتيت.
تلك الأزقة التي لا يتسع بعضها لمرور شخص واحد، تضم مئات الأسر الفلسطينية، يتشاركون الهم والفرح، الغم والسرور، ومختلف المناسبات، إذ ما زال أهل المخيم محتفظين بالنكهة الأصلية للبلاد الفلسطينية، محافظين على العادات والتقاليد ، ويتشاركون في أدق التفاصيل، حين يتقاسمون الأفراح والأتراح.
طول المخيم الفلسطيني صاحب الكثافة السكانية العالية، والتي زادت عن 90 ألف نسمة، يتراوح ما بين 800 متر، حتى كيلو متر، وعرضه يتذبذب بين 250 حتى 500 متر، تختلف حسب اتساع العرض باتجاه الناحية الشرقية للمخيم، الذي تغيرت ملامحه عن عام 1948، حيث تحول إلى كتلة إسمنتية، بعد سنوات قضاها أهله تحت أسقف "الزينقو"، وألواح "القرميد".
ويضم مخيم الشاطئ لاجئين من مختلف المدن والقر
وأثرت خطط "تفريغ المخيم" التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل الانتفاضة الأولى عام 1987، على ملامحه، عندما قامت بتهجير بعض عائلات المخيم إلى منطقة "الشيخ رضوان" شمال مدينة غزة، من أجل هدم بيوتهم وتوسعة الشوارع لملاحقة المناضلين الفلسطينيين، وكانت حينها تفرض الطوق الأمني وحظر التجوال لأيام طويلة، وصلت في بعض المرات لأكثر من 45 يوماً.
ويبدأ معسكر الشاطئ جنوباً من منطقة "بلوك 1" المحاذية لمركز تموين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، وينتهي شمالاً على "تبة الشمالي"، في شارع طويل ووحيد، تتفرع منه عشرات الشوارع والأزقة الفرعية، والتي تؤدي بك جميعها في حال اتجاهك غرباً إلى البحر.
ويضم المخيم 12 مربعاً، إضافة إلى منطقة وسطى تسمى "البلاخية"، وتختلف أحجام تلك البلوكات، والكثافة السكانية في كل منها، وتتركز الكثافة في بلوك 5 وبلوك 12 اللذين يعتبران الأكبر مساحة، ويضم عدة مراكز رعاية صحية، ومنها "سويدي المعسكر"، "مستوصف خدمات الشاطئ"، "الخدمات العسكرية"، إضافة إلى "سويدي النصر"، والذي يقع على التماس الشرقي للمخيم.
كما يحوى المخيم، صاحب التفاصيل القديمة، مركز شرطة وتسع مدارس داخل حدوده ال
ويتزين قلب المخيم وأطرافه بمجموعة من المساجد مختلفة الأحجام، ومنها مسجد خليل الرحمن، الجامع الأبيض، جامع السوسي، الجامع الغربي، مسجد عسقلان، مسجد الشيخ أحمد ياسين، ولا يوجد به أي مساحات للزراعة، حيث يحصل بائعو الخضرة على بضائعهم من التجار خارج المخيم.
ويتلقى أهالي مخيم الشاطئ خدماتهم بشكل أساسي من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، التي قامت بتسليمهم الخيام والأراضي منذ اللحظة الأولى للتهجير، وقامت بعض العائلات بشراء أراض لتوسعة بيوتهم طولاً وعرضاً، كي تتناسب مع الأعداد المتزايدة للأفراد.
لا توجد مساحات شعبية أو مساحات عامة داخل المخيم نتيجة مساحته الصغيرة، بخلاف "منتزه الشاطئ" الذي تم إغلاقه بعد حرب عام 2008، ومنتزه "الشمالي" الذي يقع على التماس الشرقي للمخيم ويستفيد منه بعض الأهالي، لكن الجزء الشمالي من المخيم يحوي "نادي خدمات الشاطئ" والذي يعتبر من أندية الدرجة الأولى، شارك في عدة مباريات، وحصل على جوائز.
الطبيعة الجغرافية للمخيم دفعت العشرات من قاطنيه إلى البحر للصيد وبيع الأسماك والاسترزاق، وتباع تلك الأسماك عن طريق العربات المتجولة بين الأزقة، وفي حسبة السمك داخل "سوق المعسكر" وهو السوق الوحيد هناك، ويضم مختلف أنواع الخضار والفواكه ومستلزمات البيوت.
ويكتظ المخيم بعشرات المحال التجارية المتنوعة، ومنها محال البقالة، التموين والمواد الغذائية، الأجهزة الكهربائية والإلكترونية وأجهزة الجوالات، محطات تحلية المياه، مطاعم شعبية، مخابز، محال الحلاقة وتنظيف الملابس، وتصليح السيارات وغيرها.
المشاكل التي يعاني منها م
لحظة خروج الأطفال من المدارس، تغرق أزقة المخيم المتشابكة، والتي تشبه لغز "المتاهة" بالصغار، إذ تنفذ الشوارع المتقاطعة على بعضها البعض، في مشهد يشعرك بالدوار وفي حال كنت غريباً عن تلك الديار .. فأنت بحاجة إلى خريطة للرجوع من حيث أتيت.