كان بيير جان مارييت (1694 - 1774) جامعاً للأعمال الفنية وتاجراً في المطبوعات والرسومات القديمة، وخبيراً ذائع الصيت فيها، كما عمل في مجال نشر الكتب، وكان إلى جانب كل ذلك من أشهر من يطبع نسخاً من اللوحات. وُلد ورحل في باريس وكان شخصية محورية في الثقافة الفنية للمدينة طيلة عقود عمله فيها.
في عام 1967، قام "متحف اللوفر" بعرض مقتنيات مارييت، البصرية من رسم ونحت ولوحات، والمكتوبة من مخطوطات وكتابات مختلفة، لتكريم ذكراه كواحد من صانعي الذوق الفني في باريس في القرن الثامن عشر، كما طبع المتحف دليلاً يحتوي قائمة لممتلكات المقتني والناشر الأبرز.
وبعد أكثر من خمسة عقود، يعود اللوفر إلى سيرة مارييت ليقيم معرضاً آخر، ولكنه يخصص معظم المعروضات للنسخ والمقتنيات والرسومات والتخطيطات التي امتلكها مارييت لفنانين إيطاليين غيروا تاريخ الفن، وكان المتحف قد نشر الرسومات الفرنسية التي يمتلكها مارييت عام 2011.
وتحت عنوان "الرسومات الإيطالية" يعرض اللوفر، حالياً وحتى الثلاثين من أيلول/ سبتمبر المقبل، أكثر من مئة رسمة لأبرز الفنانين الإيطاليين؛ وهم: رافائيل، ومايكل أنجلو، وتيتيان، وفيرونيز، وكاراشي، وريني، وغيرشن.
في عام 1750، نشر مارييت رسالة تاريخية عن الأحجار المحفورة في خزانة الملك، وتناول المجموعة الملكية بالعموم. وأسهمت سمعته كمتذوق رفيع في أن يصبح عضواً فخرياً في "الأكاديمية الملكية للرسم والنحت".
ظلّ مارييت يحلم بوضع كتاب عن تاريخ نسخ الرسومات بتنقنية الحفر، وأن يعد قاموساً عن الفنانين، وبدأ فعلاً في جمع كل ما يستطيع من معلومات عن فنانين وسيرهم وكتب تاريخ الفن، لكنه رحل قبل أن ينجز المشروع الذي ظل حلماً.