"الحوليات المصرية الملكية": اكتشافات جديدة

13 مارس 2019
(جانب من الحوليات الملكية المصرية)
+ الخط -

بحلول نهاية القرن التاسع عشر، بدأت الاكتشافات الأركيولوجية للوحات حجرية كبيرة تعود إلى عصر الأسرة الخامسة التي حكمت مصر في الألف الثالث قبل الميلاد توضّح مزيداً من التفاصيل التي تتعلّق بأحداث مفصلية تتعلق بتوحيد منطقتي شمال الدلتا وجنوبها وتفاصيل الملوك في تلك الحقبة.

"الحوليات الملكية المصرية القديمة: تحقيقات واكتشافات جديدة حول حجر باليرمو وشظايا القاهرة" عنوان المحاضرة التي يلقيها عالم المصريات والآثاري الإيطالي ماسيميليانو نوزولو عند السادسة من مساء غدٍ الخميس في "المعهد الفلمنكي الهولندي" في القاهرة.

مع اكتشاف اللوحات السبع التي احتوت على كلّ واحدة منها على ستة أسطر من النصوص الهيروغليفية كُتبت من اليمين إلى اليسار، توّزعت أجزاء بين متحف "أنطونيوس ساليناس" في مدينة باليرمو الإيطالية ولذلك اكتسب تسيمتها منها، وأخرى بين القاهرة ولندن.

لم يستطع العلماء قراءة كامل النص واستيعاب محتوياته، حيث لا تغطي البقع الداكنة مساحات عديدة على سطوح اللوحات، لكن مع تطوّر التقنيات الجديدة في التصوير ثلاثي الأبعاد الذي يتيح إعادة إنتاج النصوص بعملية التحويل الانعكاسي بات من الممكن سد فجوات كثيرة وتقديم رؤية جديدة قد تعيد تقييم إحدى أقدم الحضارات في العالم.

يوضّح نوزولو في أبحاث سابقة الحضور الكبير للمرأة في نظام الحكم المصري خلال الألف الثالث قبل الميلاد، حيث كانت أم الملك تلعب أدواراً كبيرة من دون أن تحمل لقب الملكة، لكن كان يشار إليها كصاحبة مقامٍ رفيع، إضافة إلى الاعتقاد الراسخ لدى قدماء المصريين بأن الملك الذي يمثّل المظهر الدنيوي للقوة الخارقة المطلقة هو مزيج من عناصر ذكورية وأنثوية توضحها أساطير الخلق والبعث والقيامة لديهم.

يتحدّث المحاضر أيضاً عن مشاركة النساء في العبادة وطقوس الحكم حيث تمنح أمّ الملك خصوصيتها ضمن المشهد العام وصلاحيات تؤّهلها لتولي مهام سياسية عديدة، وظلّ الحال على تلك الصورة منذ الأسرة الرابعة وصولاً إلى الأسرة السادسة كما توثّقها الحوليات الملكية.

من جهة أخرى، تفصّل الحوليات كيفية انتقال السلطة من ملك إلى آخر وطبيعة العلاقة بين الحاكم والآلهة وكيف تنعكس الرموز الدينية في هيئة وأزياء وصولجان وغيرها من متعلقات الحكم، والفوارق التي تخصّ صورة الملك عن والدته في هذا السياق.

المساهمون