وأسفرت المواجهات حتى الآن، عن تقليص وجود تنظيم "جيش الجهاد" في القنيطرة، مع توقعات بقرب القضاء عليه هناك، بينما بادر "لواء شهداء اليرموك" إلى شنّ هجومٍ استباقي في درعا، سيطر خلاله على مواقع تابعة لـ "جبهة النصرة".
وبعد إعلان فصائل المعارضة الموقّعة على ميثاق "دار العدل" في حوران، سيطرتها على قرية العدنانية، في ريف القنيطرة، يوم الجمعة، وإخراج عناصر "جيش الجهاد" منها، أكدت أن "بلدة القحطانية المجاورة باتت على وشك السقوط أيضاً، والفصائل باتت قريبة من القضاء كلياً على داعش وأتباعه في محافظة القنيطرة". وقال القيادي في "جبهة النصرة"، الشيخ محمد العويصي، في تصريحات صحافية إن "سقوط بلدة القحطانية بات وشيكاً، خصوصاً أن مقاتلي داعش حاولوا الهروب مراراً، لكنهم أخفقوا بسبب إحكام الفصائل حصارها للبلدة".
من جهته، أعلن "جيش الإسلام" أنه "تمّت السيطرة أيضاً على منطقة رسم شولي، في ريف القنيطرة، بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيم جيش الجهاد". وأشار إلى أن "أمير التنظيم أبو مصعب الفنوصي، أُصيب أثناء المعارك، بينما تواردت معلومات عن اعتقاله أيضاً".
اقرأ أيضاً تقرير: 108 ماتوا تحت التعذيب في سورية أبريل الماضي
وفي محافظة درعا، أكدت فصائل عدة، من بينها الفرقة الأولى التابعة لـ "الجيش الحرّ" مواصلة عملياتها الهادفة للقضاء على ما سمّته "خلايا داعش" في منطقة حوض اليرموك، غرب المحافظة، متمثلة تحديداً بـ "لواء شهداء اليرموك"، والذي يُقال أيضاً، إن "قيادته بايعت سراً تنظيم الدولة".
وجاء ذلك على خلفية شن "لواء شهداء اليرموك"، عملية عسكرية سيطر خلالها على بلدة سحم الجولان، غرب درعا، بعد مواجهات مع "جبهة النصرة"، ما أدى إلى مقتل عدد من مقاتلي الطرفين، واقتحام مقرات "النصرة". وذكر ناشطون أن "المنطقة تشهد بشكل خاص استنفاراً لعناصر لواء بروج الإسلام، الذين نصبوا حواجز في سحم الجولان ومحيطها، عقب قيام لواء شهداء اليرموك باعتقال قائدهم مع مرافقيه في ريف درعا الغربي".
من جهته، أفاد نائب قائد لواء "شهداء اليرموك" أبو عبد الله الجاعوني، في شريط مسجل، أن "اللواء هاجم مقرّات جبهة النصرة في بلدة سحم الجولان، في خطوة استباقية، كي لا يتم التحشيد هناك من قبل الفصائل المحسوبة عليها لقتالهم". واتّهم "محكمة دار العدل في حوران، بالتبعية لجبهة النصرة".
وحول حقيقة مبايعة اللواء لـ "داعش"، رفض الجاعوني التعليق بشكل واضح، واكتفى بالمطالبة بالعودة إلى بياناته، قائلاً إن "النصرة باغية، ودار العدل ظالمة، والراية السوداء المرفوعة على مرافق اللواء موضوعة منذ بداية تشكيل اللواء".
أما الشيخ أحمد المصلح في "جبهة النصرة"، فاتهم "لواء شهداء اليرموك" بمبايعة "داعش"، و"إعلان الحرب على فصائل درعا، بشنّه عملية مباغتة قُتل خلالها عدد من مقاتلي النصرة وفصائل أخرى، إضافة إلى قطع الطريق الرئيسية المؤدية إلى القنيطرة". وكشف المصلح أن "معظم الفصائل المسلّحة أبدت رغبتها بالقضاء على لواء شهداء اليرموك، والسيطرة على منطقة وادي اليرموك الخاضعة لسيطرته".
مع العلم أن الفصائل الثورية الموقعة على ميثاق "دار العدل"، هي "جيش اليرموك" و"الجيش الأول" و"حركة أحرار الشام الإسلامية" و"جبهة النصرة" و"جيش الإسلام". وأفاد ناشطون بأن "أسامة اليتيم، رئيس دار العدل، يقوم شخصياً بالإشراف المباشر على المعارك مع التنظيم".
وينتشر لواء "شهداء اليرموك" بمئات المقاتلين في مناطق جملة ونافعة وحيط والعلان بالريف الغربي لسحم الجولان، وفي المناطق القريبة من الحدود السورية مع الجولان المحتل بريف محافظة درعا الغربي. وأقام حواجز عدة في المناطق الواقعة تحت سيطرته، وأوقف حركة المرور على الطريق العام الممتد من مدينة درعا حتى المناطق الغربية حيث معاقله، تحسباً لأي هجوم مضاد من فصائل المعارضة.
وكان قد قُتل خمسة أشخاص على الأقلّ، منذ أيام، بينهم ضابط من "الجيش السوري الحر"، ومقاتلون من "جبهة النصرة"، في كمين نفذه مسلحون ملثمون ينتمون لـ "جيش الإسلام"، اعترضوا موكبهم أثناء توجههم إلى إحدى جبهات القتال مع قوات النظام في بلدة القحطانية بمحافظة القنيطرة.
وطالبت "دار العدل" في حوران، جميع الفصائل بضرورة قتال هذا الفصيل وتسليم قياداته وعناصره إلى المحكمة المركزية. وذكرت في بيان رسمي أن "المدعو أبو مصعب الفنوصي، وضع حواجز عسكرية، وقطع الطريق على الثوار خلال توجههم لجبهات القتال في درعا، كما هاجم الفصيل مجموعة تابعة للواء سيوف الحق، وقتل قائدها النقيب سامر السويداني".
وقال المتحدث الإعلامي باسم "ألوية الفرقان"، أبو يحيى، إن "هذه العملية جاءت لإحباط معركة مدينة البعث، التي كانت تتحضّر لها الكتائب العاملة في القنيطرة، حيث كانت كتائب أحرار نوى آخر الفصائل التي التحقت بالمعركة، وقد تم اعتراض أفرادها من قبل مجموعة أبو مصعب الفنوصي في بلدة القحطانية".
كما اعتبر المتحدث باسم الجبهة الجنوبية، الرائد عصام الريس، أن "ظهور هذا الفصيل في القنيطرة، أثّر بشكل سلبي جداً على سير المعارك، خصوصاً أن المنطقة التي تجري فيها الاشتباكات لملاحقة جيش الجهاد، تُعدّ خطوط انطلاق لتحرير ما تبقى من محافظة القنيطرة، كمدينة البعث، وخان أرنبة، اللتين تقعان تحت سيطرة قوات النظام".
ورأى الريس أنه "بعد فشل النظام والمليشيات الداعمة له، وبعد الانتصارات الكبيرة التي حققها ثوار الجنوب، اتبع النظام تكتيكاً جديداً بالسماح لداعش بالظهور في المنطقة، وتغذية خلاياه النائمة، لخلق فوضى في مناطق الجنوب". وتوعّد بالتعامل مع التنظيم "بقبضة من حديد وعدم السماح له بأن يكون له موطئ قدم في مناطقنا الجنوبية، وأي فصيل يثبت انتماؤه لداعش أو تعاونه معه، سيتم اقتلاعه".
أما نائب قائد "جيش اليرموك"، أبو كنان، فنفى أي وجود لـ "داعش" في محافظة درعا، لافتاً إلى "وجود جماعات صغيرة مثل جماعة مضاف الطويطرة والفنوصي، اللذين لا يعتبران تنظيمين حقيقيين". واعتبر أن "غياب الدعم الحقيقي الذي يضمن توحّد جميع المقاتلين تحت تشكيلات الجيش الحر في المنطقة الجنوبية، هو السبب الرئيسي لظهور هذه التنظيمات". وأشار إلى أن "الأشخاص الذين يحملون فكر التكفير والتخوين، يستقطبون الشباب ببعض الشعارات البرّاقة التي تلامس عواطفهم ولا تلامس عقولهم". وأكد أن "جيش اليرموك لن يسمح بوجود أي تنظيم أو عنصر يحمل هذا الفكر في المنطقة، باعتباره عدواً أساسياً ورئيسياً للثورة السورية، كالعدو الأصلي (الرئيس السوري) بشار الأسد".
اقرأ أيضاً معركة القلمون: "جيش الفتح" يستنسخ تجربتي إدلب وجسر الشغور