"الجمهورية" السوري يطرح ميثاق عمل للفصائل العسكرية

19 يونيو 2015
يتضمن الميثاق ضوابط ومعايير للعمل العسكري (حسين نصير/الأناضول)
+ الخط -
تقدم حزب "الجمهورية" السوري المعارض أول من أمس، بميثاق عمل للفصائل العسكرية في سورية، يشتمل على مبادئ عامة وضوابط ومعايير للعمل العسكري في سورية، بما يخدم "أهداف الثورة في الحرية والكرامة، وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية "، بحسب رؤية الحزب.

ويأمل الحزب أن تتحول هذه الضوابط إلى ميثاق عمل عسكري لكل الفصائل، وأن تتوافر الشجاعة السياسية والأخلاقية لدى الجميع لإدانة أي عمل مسلح يخرج عنها. وتضمن الميثاق عدداً من الضوابط على مستوى العقيدة القتالية، التي رأى الحزب أنها يجب أن تستند إلى عقيدة وطنية ترفض التفرقة بين أبناء الوطن الواحد على أسس قومية أو دينية أو طائفية أو مذهبية، وتلتزم بالتقاليد العسكرية المعروفة في كل الجيوش، من حيث الأوامر والتنفيذ والانضباط العسكري ووحدة القيادة، وعدم دخول الفصائل العسكرية في نزاعات مسلحة في ما بينها لأسباب تتعلق بالخلاف في الرأي، في ما عدا الفصائل التي تقوم بممارسات إرهابية ضد السوريين المدنيين. 

كما تضمن 12 ضابطاً على مستوى الأداء الميداني، أهمها عدم ممارسة القتل العشوائي واحترام حماية المدنيين وإدانة جرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانية، ورفض جميع أشكال العنف أو الاستغلال أو الاستعباد الجنسي، واحترام المعتقدات الدينية والسياسية للفئة التي ينتمي إليها الأسير. كما شرح الميثاق دور الفصائل العسكرية في سورية الجديدة، بعد رحيل نظام بشار الأسد.

وأكد الرئيس التنفيذي لحزب الجمهورية محمد صبرا في حديث لـ "العربي الجديد"، أنّ هدف الميثاق هو "حماية المواطنين وضمان حقوقهم وحرياتهم"، مبيناً أنّ "إسقاط النظام هو وسيلة حتمية للوصول لأهداف الميثاق وليس غاية"، موضحاً أن "وضع ميثاق عمل للفصائل العسكرية من شأنه أن يشجع المقاتلين من جميع الأطراف على الالتزام بالقواعد الوطنية". وأشار إلى أنّه "لا يتعارض مع إيديولوجية الفصائل الفاعلة، والتي تتخذ غالبيتها منحى إسلامياً، فإذا أحصينا أعداد فصائل الجيش الحر المبعثرة سنجدها أكثر من نظيرتها الإسلامية، لكنها لم تتبلور بالطريقة الأمثل".

اقرأ أيضاً: الائتلاف السوري يحدد آلية لتشكيل مجلس عسكري جديد

وبيّن صبرا أنّ تجربة "الجيش الحر" في معارك الجنوب، من خلال الجيش الأول، والتي أدت إلى سقوط اللواء 52، تحمل دلالة واضحة على أن هذه الفصائل ذات فعالية عسكرية كبيرة جداً. وفي حال تم تشكيل منظومة عسكرية مركزية، ستكون فاعلية العمل العسكري أكبر، خصوصاً إذا كانت تتبنى عقيدة قتالية واضحة، وقواعد اشتباك تلتزم بأعراف وقوانين الحرب. وسيشجع هذا الالتزام الكثير من المترددين على الانخراط بالعمل الوطني والثوري، على حدّ تعبيره.

وعن الجهات التي تم التواصل معها بشأن الميثاق، قال صبرا: "لقد تشاورنا مع بعض المنشقين والضباط العسكريين من أجل الوصول إلى صيغة مقبولة لجميع المقاتلين، كما تواصلنا مع أطراف سياسية بالمعارضة السورية، وكنا نأمل أن يصدر هذا الميثاق عن مؤسسات المعارضة الرسمية، وأن يكون محل إجماع لديها".

وبين صبرا أن حزب "الجمهورية" سيصدر خلال هذا الشهر أكثر من وثيقة، تتعلق الأولى منها برؤية سياسية شاملة تتضمن (اليوم الحالي، والعملية الانتقالية، واليوم التالي). وأضاف "نحن متفائلون جداً في مستقبل سورية، واقتراب الحل، الذي بات مطلباً سورياً محلياً وإقليمياً متعلقاً بدول المنطقة".

دلالات
المساهمون