في عام 2016، حلّ بانكسي ضيفاً على العاصمة الإيطالية في معرض بعنوان "الحرب والرأسمالية والحرية"، من خلال مجموعة من رسوماته التي عبّر من خلالها عن اعتراضه على جملة من الأحداث السياسية والاجتماعية التي تتعلّق بمزيد من الانتهاكات التي يتعرض إليها الإنسان بفعل توحش النظام الاقتصادي والحروب حول العالم.
مرة ثانية يعود الفنان البريطاني في رفض جديد للمنظومة ذاتها في معرض احتضنه دير "دلبرامنتي" في روما تحت عنوان "احتجاج بصري" منذ الثامن من الشهر الجاري، ويتواصل حتى الحادي عشر من نيسان/ أبريل من العام المقبل.
تتوزّع الأعمال المئة المعروضة على طابقين في متاهة من الغرف التي تتعرّج مداخلها في أروقة الدير، الذي يعود تاريخ بنائه للقرن السادس عشر، تم إنجاز العديد منها في مرحلة مبكرة من مشوار الفنان، حيث تتصّدر الرسومات عمل الطفلة الممسكة بالبالون، وهي عبارة عن طباعة على شاشة ووضع آلة لتقطيع الورق في إطارها، ما أدّى إلى تمزّقها تلقائياً مباشرة بعد بيعها في مزاد علني في دار "سوذبيز"، مقابل أكثر من مليون جنيه استرليني، لتعبّر عن تشككه بهراء الفن الاستهلاكي.
كما تُعرض أعمال مثل "حب في الجو"، ولوحة "النابالم"، وقد أُنجزت الأعمال الفنية تلك خلال الفترة الممتدة بين 2001 و2017، وبعضها يُعرض للمرة الأولى، إلى جانب لوحة "برلمان القردة" وتظهر فيها قردة الشامبانزي في مجلس العموم البريطاني تناقش بدلاً من المشرعين.
وتشير قيّمة المعرض نتاليا دي ماركو إن إلى نجاح بانسكي يعود إلى استعماله صورًا لأيقونات مشهورة تجعل أعماله مفهومة، وأداة مثالية لنقل رسائل معينة، مشيرة إلى استعمال الفنان لأيقونات عالم معاصر في غير سياقها، حيث يستعملها الفنان كوسيلة اتصال.
وكثيراً ما يصدم الفنان جمهوره بأعمالٍ لم تخطر على بال أحد، مثلما فعل في مدينة لوس أنجليس الأميركية عندما وضع فيلاً حقيقياً يبلغ من العمر 37 عاماً في الغرفة وقام بتغطيته بالكامل بطلاء غير سام، إذ حيرت هذه الحيلة الناشطين في مجال حقوق الحيوان.
ويُعتقد أن بانسكي ولد في بريستول البريطانية بداية السبعينيات، ويعد أحد أبرز رموز فناني الشارع، ولا تعرف هويته الحقيقية حتى اليوم، وبدأت أعماله تُعرض في مدن عديدة حول العالم منها لندن ونيويورك والقدس والبندقية، وفيها يدين واقع الحروب والقمع والعولمة والاستهلاك والفقر والبيئة.