حرب غزة بيومها الـ144 | قصف على رفح ودير البلح واشتباكات بحي الزيتون

حذرت دولة قطر من أن مئات الآلاف من الأطفال في رفح يواجهون خطر الإبادة الذي يلوح في الأفق، وأن هناك آلافاً آخرين يتضورون جوعاً حتى الموت في شمال قطاع غزة، ودعت مجلس حقوق الإنسان إلى الوقوف بحزم وقوة ضد الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي الإنساني والعقاب الجماعي للسكان المدنيين الفلسطينيين، الذين يعيشون "جحيماً على الأرض"، في ظل نظام فصل عنصري حتى قبل أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول بوقت طويل.

جاء ذلك في كلمة وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية لولوة بنت راشد الخاطر، أمام مجلس حقوق الإنسان، في جنيف.

وطالبت الوزيرة القطرية بالوقف الفوري لإطلاق النار والأعمال العدائية في غزة، وتسليط الضوء على "فشل مجلس الأمن مؤخراً في تمرير قرار لوقف إطلاق النار"، مشيرة إلى أنه "حتى القرارات التي تم تبنيها، بما في ذلك القرار الأخير رقم 2720، الذي يطالب بإيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى المدنيين في غزة، قد تم تجاهلها إلى حد كبير من قبل إسرائيل".

وتساءلت الوزيرة "عما إذا كان يتم تطبيق مبادئ حقوق الإنسان على الجميع"، في الوقت الذي يتم فيه الاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

أكدت الأمم المتحدة أن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي تمنع "بشكل منهجي" الوصول إلى سكان غزة الذين يحتاجون للمساعدة، ما يعقد مهمة إيصال المساعدات إلى منطقة حرب لا تخضع لأي قانون.

وقال ينس لايركه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إنه أصبح من شبه المستحيل تنفيذ عمليات لإجلاء المرضى والجرحى وتوصيل مساعدات في شمال غزة، كما يزداد الأمر صعوبة في جنوب القطاع.

وأشار لايركه إلى حادث وقع يوم الأحد الماضي، عندما تم منع قافلة نظمتها منظمة الصحة العالمية والهلال الأحمر الفلسطيني لإجلاء المرضى من مستشفى الأمل المحاصر في مدينة خانيونس الجنوبية طيلة سبع ساعات واحتجاز عدد من المسعفين.

قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، اليوم الثلاثاء، إنّ أزمة الحرب الإسرائيلية على غزة كشفت معضلة ازدواجية المعايير في التعاطي مع الأزمات الدولية، والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي لحقوق الإنسان، في ظل حالة الاستقطاب الحاد التي بات يعانيها النظام الدولي، منتقداً محاولات بعض الأطراف الدولية إجهاض مساعي وقف إطلاق النار في القطاع، في الوقت ذاته الذي تبذل فيه كل ما بوسعها لوقف الحرب في أزمات أخرى، بما يعني إعطاء إسرائيل ضوءاً أخضر للاستمرار في انتهاكاتها.

وأضاف شكري، خلال إلقاء بيان مصر في الدورة الخامسة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، أن الشعب الفلسطيني يعاني أبشع الجرائم نتيجة الحرب المستمرة على قطاع غزة، فضلاً عمّا تشهده الضفة الغربية من استيطان وهدم للمباني واقتحامات عسكرية، مؤكداً إدانة بلاده الكاملة لكل انتهاكات القانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، واستخدام إسرائيل سلاح التجويع والحصار والتهجير القسري لتصفية القضية الفلسطينية.

وشدد شكري على موقف مصر الداعي إلى ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، والامتناع عن أي عمليات عسكرية إسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية، والتي تمثل الملاذ الأخير لأكثر من 1.4 مليون نازح، محذراً كذلك من العواقب الكارثية لأي عمل عسكري في المنطقة.

كما أعرب شكري عن استهجان مصر تقاعس بعض الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان عن اتخاذ ما اتخذته من إجراءات حيال قضايا أخرى بخلاف الحرب في غزة، قائلاً إنّ هذه الدول اكتفت في حالة غزة بالتوقع بأن يُحترم القانون الدولي وحقوق الإنسان، من دون اكتراث إذا ما استجيب لنداءاتها أو لم يُستجب لها، مستطرداً بأن ما تعكسه هذه المواقف هو أن الحياة في غزة لا ترقى إلى اهتمام هذه الدول، وأن حياة الأطفال الذين قُتلوا بعشرات الآلاف لا تحرك مشاعرها "المرهفة" باعتبارهم أقل قيمة من غيرهم.

قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، إن 13 من جنوده "أُصيبوا" بالمعارك في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.

ووفقاً للمصدر ذاته، ارتفع عدد الضباط والجنود الإسرائيليين الجرحى منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر إلى 2981، بينهم "465 أصيبوا بجروح خطيرة، و791 بجروح متوسطة، و1724 بجروح طفيفة".

قال الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إنه يواصل عملياته العسكرية في حي الزيتون شرق مدينة غزة.

وأضاف، في بيان: "يواصل جنود مجموعة القتال التابعة للواء 401 عملية المداهمة واسعة النطاق لحي الزيتون". وأشار إلى وجود "اشتباكات وجهًا لوجه مع مسلحين (فلسطينيين)".

وزعم الجيش أنه "خلال النشاط، عثر الجنود على وسائل قتالية في المنطقة، منها موقع لصناعة الوسائل القتالية، ومنصات إطلاق القذائف الصاروخية ومنظومات تستخدمها منظمة حماس ضد قواتنا".

وأردف: "كجزء من نشاط مجموعة القتال خلال الحملة على مستوى الفرقة في الزيتون، عثرت القوات على مستودع لتخزين الوسائل القتالية ومخرطة لصناعة الأسلحة والتي احتوت على الكثير من العتاد".

من جهة ثانية، ادعى الجيش الإسرائيلي أن "قوات الهندسة اللوائية دمرت العشرات من المباني العسكرية التابعة لمنظمة حماس وسط قطاع غزة".

وقال: "بقيادة مركز النيران التابع لفرقة غزة وقيادة المنطقة الجنوبية، أغار سلاح الجو أمس (الاثنين) على وسط القطاع، بعد إطلاق النار باتجاه بلدات منطقة غلاف غزة بساعات قليلة".

كما ذكر الجيش الإسرائيلي أن "جنود مجموعة القتال التابعة للواء غفعاتي يستمرون في النشاطات اللوائية شرق خانيونس (جنوب قطاع غزة) حيث داهمت القوات على مدار آخر 24 ساعة المناطق المعادية وطهرت الأراضي المجاورة لبلدات منطقة الغلاف" دون مزيد من التفاصيل.

ولم تعلق "حماس" أو أي من الفصائل الفلسطينية بغزة على الفور على بيان الجيش الإسرائيلي.

دعا وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، اليوم الثلاثاء، إلى "صحوة الضمير الإنساني لوقف قتل المدنيين في غزة".

وشدد بوريطة، في كلمة أمام الدورة الـ55 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، على الأوضاع الكارثية التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة الذي يعرف "أزمة غير مسبوقة وكارثة إنسانية لا يمكن للمجتمع الدولي مواصلة غضَّ الطرف عنها"، ودعا إلى "الوقف الفوري والشامل والمستدام للحرب الإسرائيلية على غزة"، كما شدد على ضرورة "ضمان حماية المدنيين وعدم استهدافهم، في ظل استمرار القصف الإسرائيلي العشوائي للمستشفيات والمدارس ودور العبادة وغيرها من المنشآت المدنية".

وطالب الوزير المغربي بـ"السماح بإيصال المساعدات الإنسانية بانسيابية وبكميات كافية إلى غزة، وحماية الفلسطينيين من التهجير من وطنهم". كما أكد ضرورة "إرساء أفق سياسي للقضية الفلسطينية، كفيل بإنعاش حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اليوم الثلاثاء، إنه يجب مضاعفة المساعدات الإنسانية الموجهة إلى قطاع غزة للحيلولة دون تفاقم أزمة الجوع التي تؤثر في أكثر من مليوني شخص.

وفي تعليقات نقلتها وسائل إعلام رسمية، قال الملك عبد الله لمديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور، التي تزور المنطقة، إنه يتعين على المجتمع الدولي زيادة الضغوط على إسرائيل لتخفيف القيود المفروضة على تدفق المؤن الغذائية إلى القطاع.