العراق: الكاظمي يشرك أجهزة أمنية حساسة في لجنة التحقيق بقضايا الفساد

04 سبتمبر 2020
جهاز مكافحة الإرهاب مهمته تنفيذ قرارات القضاء المتعلقة بعمل اللجنة (الأناضول)
+ الخط -

اتخذت السلطات العراقية خطوة أكثر تقدماً لتطبيق وعودها السابقة بالحد من الفساد الذي تعاني منه الدولة منذ سنوات، ومحاسبة الفاسدين، وذلك من خلال تشكيل لجنة دائمة للتحقيق في قضايا الفساد يترأسها ضابط رفيع، ويشارك في عضويتها ممثلون عن أجهزة أمنية حساسة، مثل جهازي المخابرات والأمن الوطني، بينما يتولى جهاز مكافحة الإرهاب مهمة تنفيذ قرارات القضاء المتعلقة بعمل اللجنة.

وبحسب وثيقة تداولتها وسائل إعلام، فإن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أصدر أمراً بتشكيل اللجنة للتحقيق بقضايا الفساد والجرائم المهمة التي تحال إليها، تقوم بعد إكمال عملها بعرض النتائج أمام الكاظمي، على أن يرأسها الفريق الحقوقي أحمد طه هاشم من وزارة الداخلية، و3 ممثلين آخرين، أحدهم عن جهاز المخابرات الوطني، وثانٍ عن جهاز الأمن الوطني، وثالث عن هيئة النزاهة، على ألا تقل الدرجة الوظيفية لكل منهم عن مدير عام، فضلاً عن الاستعانة بـ25 محققاً و15 موظفاً إدارياً.

وخوّل الكاظمي لجنة التحقيق بقضايا الفساد حق طلب أي أوليات أو معلومات متعلقة بالقضايا التي تنظر فيها، من الوزارات، أو المؤسسات غير المرتبطة بالوزارات، واستدعاء من تقتضي مجريات التحقيق استدعاءه بعد تحديد صفته، باستثناء المتهمين الذين لا يمكن إحضارهم من دون قرار من القاضي المختص.

وكلّف رئيس الوزراء جهاز مكافحة الإرهاب بمهمة تنفيذ القرارات الصادرة عن قضاة التحقيق أو المحاكم المختصة بالمسائل التي تخص لجنة التحقيق بقضايا الفساد، وفقاً للقانون، مشيراً إلى الاستعانة بالقضاء لتسمية قاضٍ أو أكثر، ونائب مدّعٍ عام للإشراف على إجراءات التحقيق.

ويعد هذا الإجراء هو الأهم الذي تتخذه حكومة الكاظمي التي نالت الثقة قبل نحو 4 أشهر للحد من تفشي الفساد، ومحاسبة الفاسدين، غير أن مراقبين يعتقدون أن اللجنة الجديدة قد تصطدم بمافيات الفساد.

 

وقال رئيس مركز التفكير السياسي إحسان الشمري، في تغريدة على موقع "تويتر"، إن "تكليف جهاز مكافحة الإرهاب بتنفيذ القرارات المتعلقة بقضايا الفساد مؤشر لاحتكاك مسلح مع زعامات ومافيات الفساد".

 

وفي السياق ذاته، عبّر ناشطون عن عدم ثقتهم بالإجراءات الحكومية لمحاربة الفساد الذي تفشى خلال السنوات الماضية.

وقالت مريم محمد، في تغريدة على موقع "تويتر"، إن "جميع الذين حكموا العراق منذ عام 2003 (الاحتلال الأميركي) وحتى الآن فاسدون"، مبينة أن اللجنة التي شكلها الكاظمي "لن تحقق شيئاً حتى بعد مرور 10 سنوات".

 

كذلك اعتبر حساب "أبو حمد" على موقع "تويتر" أن الكاظمي يحاول من خلال تشكيل اللجنة "ذرّ الرماد في عيون الشعب وأميركا وأوروبا، من خلال تشكيل لجنة للبحث في قضايا يطالب الشعب بالتحقيق فيها".

 

وكان رئيس الوزراء قد تحدث، في وقت سابق، عن تشكيل لجنة عليا تختص بقضايا الفساد الكبرى والجرائم الاستثنائية.

واعتبر عضو لجنة النزاهة في البرلمان العراقي حسن شاكر، الثلاثاء الماضي، أن تشكيل لجنة لمحاربة الفساد "تعد خطوة في الاتجاه الصحيح"، داعياً الحكومة إلى "اتباع الآليات الصحيحة في مواجهة حيتان الفساد".

وأشار إلى أن "الأشخاص الذين يسمون حيتان الفساد متنفذون في وزارات الدولة، ولا بد من محاسبتهم"، مبيناً أن "الفساد منتشر بشكل واسع في العراق، ويحتاج إلى جدية وعمل حقيقي لمكافحته".

المساهمون