أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، مساء الثلاثاء، تعليق مشاركته في المشاورات الدائرة مع الحكومة المعترف بها دولياً برعاية السعودية، وذلك قبل أيام من الموعد المقرر لإعلان حكومة التوافق المشتركة بين الجانبين.
تبقى مكتسبات الشرعية اليمنية بعد خمس سنوات من حرب التحالف السعودي الإماراتي على اليمن، حبراً على ورق، إذ يعمد هذا التحالف إلى تجريدها عملياً من قوتها، وتقليم أظافرها، ما قد يصب في إطار سعيه لبناء شرعية موازية وتكريس احتلاله المبطن.
أحكم المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، ظهر اليوم السبت، سيطرته الكاملة على محافظة أرخبيل سقطرى اليمنية، بعد السيطرة على معسكر القوات الخاصة، آخر القواعد العسكرية التابعة للحكومة الشرعية المعترف بها دولياً.
لا تنفصل أهمية محافظة أبين جنوبي اليمن الجغرافية عن واقعها السياسي والعسكري، والذي يجعل منها ممراً إلزامياً لانتصارات الحرب والسلم، وهو ما كرّسه تاريخها الحديث، بدءاً من الاحتلال الإنكليزي، إلى الحرب التي تجري اليوم بين الانفصاليين وقوات الحكومة.
دلت تطورات الأيام الأخيرة جنوبي اليمن، بعد إعلان "المجلس الانتقالي الجنوبي" الإدارة الذاتية للمنطقة، ثم إشعال مواجهات في سقطرى، قبل أن يرد بعد 5 أيام على دعوة سعودية للتهدئة، على أن المنطقة تتحوّل مستنقعاً للرياض العالقة بين الحوثيين وأتباع أبوظبي.
بعد أكثر من أسبوع على إعلان الهدنة من طرف التحالف العربي في اليمن، بدت البلاد وكأنها انتقلت إلى مستوى آخر من العنف المتجدد، بدءاً من شمال البلاد ووصولاً إلى الجنوب حيث تتراكم مؤشرات انفجار قريب جراء ممارسات وكلاء أبوظبي.
تعرضت قوات سعودية في العاصمة اليمنية مؤقتة عدن، السبت، لهجوم ملغوم بعبوة ناسفة، هو الأول من نوعه منذ حلولها مكان القوات الإماراتية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
تحاول الإمارات التحايل على اتفاق الرياض الذي هدف لتنظيم العلاقة بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، عبر دفع وكلائها للاستعانة بالروس لمواجهة السعودية، بما يشي باتساع هوة الخلاف بين أبوظبي والرياض.