من الواضح أن تصريح مصطفى كمال أتاتورك في سراي بورنو عام 1928، تعليقاً على الحفل الذي قدّمته المطربة المصرية منيرة المهدية في إسطنبول، قد أشعل النقاشات التي انعكست في أعمدة الصحف وشكَّل مادة مهمّة لمحبّي الموسيقى الغربية.
في بداية الفترة الجمهورية، كان بعض المثقفين الأتراك ينتقدون الموسيقى التركية الكلاسيكية، بزعم أنها غامضة وصعبة الإدراك، فيتعذر على الأتراك فهمها، ولها مقامات معقدَّة وليست تركية.
لم تكن مصادفة مشاركة الأتراك والخبراء المستشرقين من الدول الأوروبية في المؤتمر الدولي للموسيقى العربية في مصر. هذا مهم لأنه يوضح أن هناك نقاطاً مشتركة بين الموسيقيين. إن أقرب نظام موسيقي للموسيقى التركية الكلاسيكية في العالم هو الموسيقى العربية.
بلَغ التفاعل العربي التركي في الذوق الموسيقي أعلى مستوياته في الحقبة العثمانية، وجُرِّب هذا التفاعل بشكل أوضح في مدن مثل إسطنبول وبيروت والقاهرة ودمشق وحلب وبغداد، واستُخدمت نفس الآلات الموسيقية لعدة قرون في كل من العالم التركي والعربي.
في صيف 1928، قدّمت المطربةُ المصرية، التي كانت واحدةً من ثلاثة أصوات نسائية أحبّها المصريون إلى جانب أم كلثوم وفتحية أحمد، حفلاً في إسطنبول أدّت فيه مجموعةً من الأغاني العربية، من بينها قصيدةٌ تمدح أتاتورك الذي استمع إليها بإعجاب.