عملت مليشيات الحراك في جنوب اليمن، منذ اليوم الأول لتحرير عدن والمحافظات الجنوبية من سيطرة الانقلاب الحوثي، على تقويض الدولة ومؤسساتها، وإهدار مواردها والعبث بالأمن والاستقرار فيها.
عندما اجتمع اليمنيون، شمالا وجنوبا، شرقا وغربا، بمختلف توجهاتهم السياسية والاجتماعية، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ اليمن الحديث في حوار وطني شامل، وجدنا من يشكك في مخرجاته ونتائجه، وكالعادة أخونة مخرجات الحوار الوطني.
وإذا كان كلّ تصرف تقوم به الإمارات في اليمن لا يخدم الشرعية، ولا يخدم أهداف التحالف العربي لدعم الشرعية، فلماذا السكوت والصمت المريب على هذا كله من الشرعية أولاً، ومن قيادة التحالف، متمثلة في السعودية ثانيا؟
بعد قرابة عام من بدء عمليات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن الذي تقوده السعودية، أصبح دور الأمم المتحدة مكشوفاً على الآخر، في محاولة لإنقاذ الحوثيين وصالح، وإخراجهم بمكاسب سياسية على أقل تقدير.
لم تتعلموا من دروس الأمس أن أصحاب العلم والشهادات ومختلف التخصصات والثقافة والفن والأدب هم من يقاومكم اليوم في تعز، كم ستقتلون وكم ستهدمون وكم ستحرقون؟
معنويات المقاومين في اليمن مرفوعة، لأنهم أصحاب قضية عادلة، ومن نسيج الشعب، فهم الطالب والمدرس والطبيب والمهندس والعامل والفلاح والمثقف والكادح، ولجميعهم هدف واحد، هو دحر المليشيات المغتصبة للمدن. ولذلك، تنتقم مليشيات صالح والحوثي من المدنيين، الحاضنة الشعبية للمقاومة.
ينتقم علي عبدالله صالح من ألد خصومه، والحوثيون يزيلون حجر العثرة من طريقهم. كان حزب الإصلاح يدرك ما يدور، ويعلم أن هناك دعماً إقليمياً وخارجياً، ومن أقرب المقربين إليه، شركائه في السلطة. ورأى كيف أن الدولة عاجزة عن حماية نفسها.
في المشهد اليمني المكتنف بالغموض والحيرة ربما، القبائل وحدها التي تعرف طريقها بوضوح. أقصد قبائل مأرب وشبوة والجوف والبيضاء، وهي ملائكتنا المنشودة، والتي حددت مهمتها، إيقاف الحوثيين عند حدهم، في حال إقدامهم على مغامرة غير محسوبة.
أسئلة كثيرة وصعبة تدور في رؤوس اليمنيين جميعاً، تبحث عن إجابة، وربما الإجابة أكثر تعقيداً من الوضع الراهن. الشارع يغلي، والشباب رافضون فكرة الحوار مع الحوثيين جملة وتفصيلاً، ولهم في ذلك كامل العذر.