الصورة ليست ورديّة بأي حال، إذ لا تزال الملفات التي تحتاج إلى حلول عديدة ومتعدّدة، ولا سيما بعد التعديل الوزاري الأخير، منها الملف الأمني و"الإرهاب والاضطرابات الاجتماعية والإنماء غير المتوازن بين المناطق، والصعوبات الاقتصادية الكبيرة..إلخ.
الشعب العربي الذي عانى طويلا هول الفواجع والمواجع، مدعوّ إلى إيقاظ الشارع من غفوته، لتشكّل صحوته القومية تعرية لهذا الواقع العربي المترجرج، لا سيما أنّ العدوّ لا يتجسّد فقط بالكيان الصهيوني، بل هو يتمثّل أيضا بالحاضنة الأميركية لهذا العدوّ.
لمَ لا نحتكم للسّلاح؟ ولمَ الاتكاء على ركيزة الرأي العام العالمي وهو الذي وقف منذ 1948 إلى جانب إقامة دولة يهودية في فلسطين، وما زال يعادي ضمنياً الطموحات العربية لاسترداد فلسطين؟
يمكنك أن تذهب بأحلامك من حافة الموت إلى حافة الحياة، حيث سترى خلف دخان الجنون وجلبة القوّة دمشق، وشمسها ونخيلها وبساتينها ومساجدها وسماءها.. وتحت سمائها تتلألأ الرنّة السخيّة لفرح الإنسان.
ألم ندرك بعد، أنّ الغرب الاستعماري لا يزال حاضرا في عمقنا بوجهه البشع، يحاربنا برفق رموزه وعبر أساليبه المخاتلة ويجرّنا من دون وعي منا صوب مهاوي الضياع.
ألم نصمت حين ظهرت القاعدة وفرّخت "داعش" و"النصرة" وباقي أخواتها. فهل اختلطت علينا الأمور إلى حد لم نعد نميّز بين تجليات الهوية في مواجهة الاغتصاب الأجنبي، وإفرازات الإقليمية كإحدى ثمار الهزيمة؟
من الواضح أنّ نظاما انبثق من دخان المعارك، وتشبّع بسعير الحروب، لن ينثني أبدا عن إشعال فتيل اللهب في أية لحظة، فهو يرفع شعار السلم، لكنه يستخدم الحرب أداة والعنف وسيلة.
كيف يمكن تجاوز حالة الركود السياسي، وما أفرزته من انحسار وتراجع للفكر القومي في ظل هذه التداعيات حيث يسيطر التباين والاختلاف على الخطاب العربي، بمختلف أدبياته؟ وكيف نتيح الوسائل الناجعة لحلحلة أوضاعنا وتطوير نظامنا العربي لمستوى طموحات هذه الأمة؟
ليس أمام الأنظمة العربية من خيارات غير تصحيح توازن القوى المختل الذي يسود المنطقة، والذي بدونه لن يتحقّق سلام شامل وعادل، علماً أنّ إسرائيل لا تخشى الحرب، بقدر ما تخاف السلام، وما على العرب إلا تفعيل التعاون في ما بينهم.