سعيد ناشيد

فجأة تلاشى الحلم، وانقلب الاتجاه، فارتفع سنّ التقاعد، وتقلّصت العطل، وارتفعت أيام وساعات العمل، وأصبحت عطلة نهاية الأسبوع نفسها في بعض المجتمعات موضع تساؤل.

حين ينتابك إحساس بالعجز، فلا تقل أنا عاجز طالما العجز ليس في الذات بل المهارات، ولا تخَف من العجز أصلاً طالما الخوف من الشيء يُعجّل به.

تُمثل مجتمعات الجنوب اليوم، بكلّ آلامها وخيباتها وزلازلها وأعاصيرها وفتنها التي لا تبقي ولا تذر، مختبراً حقيقيّاً، وبالتالي أفقاً جديداً للتّفلسف.

ليس ضرورياً أن تكون العقبات عوائق في طريقك، فقد تكون أدراجاً لصعودك وارتقائك في سُلّم الحياة، وكلّ ما عليك فعله هو تعديل زاوية نظرك كي تصل إلى حيث تريد.

من لم يمتلكْ شجاعة الوجود لن يجرؤ على استعمال عقله، لأن البحّار الذي لا يمتلك شجاعة مواجهة العواصف لن يواصل إمساك دفّة القيادة برجاحةِ العقل ورصانةِ الموقف.

عاشت حياة قصيرة مثل ومضة خاطفة، لكنها بركان من الأفكار، لا يزال يلقي بشراراته إلى الآن. إنّها الفيلسوفة الفرنسية، سيمون فايل التي تُعرّفنا إليها هذه المادة.

الإصرار على اعتبار الضعف ثغرة يجب إخفاؤها عن الغير حتى لا يستغلها ضدنا، أو حتى لا نخسر صورتنا أمام الغير، قد يجعلنا ننسى ما تحمله مكامن الضعف من طاقة كامنة

يكمن المعنى الحقيقي للشجاعة في شجاعة تقبُّل الخسارة، ما يعني تقبّل الإفلاس، الفشل، الفقدان، الألم، الملل، المرض، الموت.. وفي النهاية العيش بكلّ شجاعة.

في كلّ ضعف هناك طاقة كامنة، والتنمية في آخر المطاف هي ثمرة ذكاء الإنسان في توليد الطاقة من الضعف.. هذا ما تقوله لنا فرضية "طاقة الضُّعف".

الفكرة لا تُقاس بعدد الأشخاص المستعدّين للموت من أجلها، بل تقاس بعدد الأشخاص المستعدّين للتفكير ومعاودة التفكير فيها، المستعدّين لمساءلتها ومعاودة بنائها.