غسّان مفاضلة

بعد أكثر من ربع قرن على مغامرته الأولى مع مسرح المقهى، يعود المخرج الأردني حكيم حرب (1966) مع عرضه الجديد "ليلة سقوط طيبة" إلى المقهى، الذي جعل منه حاضناً لتقويض الجدار الفاصل بين المسرح والجمهور، ومنطلقاً للنهوض بمسرحٍ تفاعلي مغامر.

في محاضرة ألقاها الآثاري الفلسطيني معاوية إبراهيم بمناسبة قرن على "وعد بلفور" في عمّان، تناول كشوفات الآثاريين الإنكليز والأميركيين منذ منتصف القرن التاسع عشر، والتي عملت على تأكيد أحداث التوراة انطلاقاً من تحريف الحقائق العلمية تبعاً للسردية الأسطورية.

لا تنفصل عشوائيات عمّان اليوم عن جذور النمو العشوائي، الذي درجت عليه المدينة منذ نهاية أربعينيات القرن الماضي. فنمو المدينة، التي عرفت أول مخطط هيكلي في 1956، كان عبارة عن تشنّجات مفاجئة نتجت عن عوامل سياسية شهدتها المنطقة.

في معرضها الأخير المقام في عمّان، تجمع المصوّرة الفرنسية أعمالاً من مشروعيها "على قيد الحياة" و"مكتوب"، حيث تقارب حيوات المعزولين في الأول، وتناقضات الشباب في الثاني. في حديثها لـ "العربي الجديد" تكشف عن تقاطعات هذه المشاريع مع مرحلة "الربيع العربي".

في معرضه "سمك وذاكرة"، الذي يقام حالياً في عمّان، يستخدم محمد عفيفة مساحات اللوحة ليرصد علاقات التنافر والتجاذب بين الحقيقي والتخيّلي، ويعتمد تسلسلاً مشهدياً يربط بين لوحات المعرض بطابعها التعبيري المتقشّف والمُحكم التأثيث، ضمن حوارٍ بصريٍ بين الذاكرة والغريزة والسلطة.

في لقائها بـ "العربي الجديد"، تعود الفنانة التشكيلية الأردنية وجدان الهاشمي إلى نقاط شهدت فيها مسيرتها تحوّلات شكلية ومضمونية. مسيرة تتفاعل مع التاريخ العربي الحديث المليء بالتقلّبات والهزّات، والتي جعلت لها فسحة كي تنعكس في لوحاتها مرتكزة على "المدرسة الخطّية".

يحاول التشكيلي المغربي، من خلال مجمل تجربته، أن يفتح نوافذ جديدةً تُطلّ على العالم؛ على راهنه ومستقبله، من دون أن يتخلّى عن الشروط الجمالية والأخلاقية التي تقتضي "كنْس تراكمات الغبار التي باتت تحجب أفق النور، لصالح حرّاس الظلام".

في معرض "نسيم النيل" المقام في عمّان، يغطّي الفنان عبد القادر البخيت مساحة واسعة من الموروث السوداني، متكئاً على الأسطورة والشعر والأغنية والحكاية الشعبية، مصادر يذهبُ مباشرة إلى معاينة ارتساماتها البصرية التي سرعان ما تكتسب حياة أخرى على سطح لوحته.

الحياة اليومية والتفاصيل البيئية، النساء البغداديات وطقوسهنّ، أسطرة الواقع والانزياح به نحو مناخات حالمة؛ هي أبرز سمات أعمال الفنانة العراقية وسماء الآغا التي رحلت قبل أيام. أعمالٌ انتمت إلى تقاليد الرسم العراقي، مستمّدةً فاعليتها من الحضور المركزي للمرأة.

بين مسافتين مجازيتين للنجمة: إحداهما ضوئية، والأخرى تتطابق مع الدرجة صفر للبصر، تفَرد الفنانة الفلسطينية إميلي جاسر منجزها الفني الذي حقّقته على مدار 15 عاماً، في أرجاء مساحات "دارة الفنون" التي تحتضن معرضها العمّاني حتى نيسان/ أبريل المقبل.