في كتابها الأوّل؛ "التلقي بين الأدب والسينما"، الصادر مؤخراً عن "دار سليكي" في طنجة، تقتحم الباحثة المغربية جميلة عناب قضايا متشعّبة يفتح عليها اختيار موضوع التلقي للدراسة، وهو ما يستجيب لكثير من الأسئلة المتواترة حول نجاح الأفلام ومعايير تصنيفها.
يبدو الواقع الثقافي المغربي وكأنه عجلة تدور في مكانها،لترفع معها في كل مرة حدثاً، تجعل منه الأكثر تداولاً وصخباً، قبل أن يأتي الدّور على أحداث أخرى، دون أن تتقدم "العربة". عام آخر لم يحد عن ذلك إلا في تفاصيل صغيرة.
واقع النقد العربي ومساراته، الذي يبدو وكأنه يعيد أسئلة العقود الماضية، كإشكال توحيد المصطلح النقدي، وإشكال الترجمة، وترديد نظريات غربية دون سياقات مناسبة، كانت مواضيع لقاء "العربي الجديد" مع عبد اللطيف محفوظ الناقد والسيميائي المغربي.
مع كل هذا الإهمال، البنايات و"القصبات" التاريخية لا تزال قائمة فقط لأنها لا تزال قادرة على ذلك، ولأن عوامل الطبيعة لم تنل منها بعد. وقد ينتابك شعور، بأن لا أحد معني بالتراث الذي يعود إلى حضارات عديدة مرّت على المغرب.
هل التمكن من تقنيات الصورة الفوتوغرافية ممكن دون استحضار بعدها الجمالي؟ إشكالية يطرحها عمل الباحث المغربي إدريس القرّي، والذي يأتي بعنوان "عتبات في الجماليات البصرية.. الفوتوغرافيا". وهو كتاب أوّل ضمن رباعية تكتمل لاحقاً تحيط بعد الصورة الفوتوغرافية، بالسينما والمسرح والتشكيل.
في "حكاية مغربية" تتواصل لعبة السرد على لسان الأنثى، ومن خلال حكاية "أسماء"، الفتاة التّطوانية، يعود الكاتب إلى سنوات الثمانينيات في شمال المغرب؛ سنوات الثورة والاعتقالات، ومن ضمن هذه الأحداث يستلّ قصة أخرى من ماضي المرأة المغربية.
يدين النقد السينمائي العربي لسمير فريد بجملة أشياء من بينها عمله برفقة نقّاد آخرين على تغيير رؤية الناس والصحافة إلى الكتابة النقدية حول السينما وتخليصها من الاتجاهات التي كانت ترى فيها امتداداً للتحرير الفني المتتبّع لهوامش الفن السابع وبريقه.
يتنقّل الناقد المغربي بين حقول مختلفة سعياً وراء هدف واحد؛ تأويل النص. أحياناً تكون الصورة في نصوص تراثية مرجعاً أساسياً في اقترابه من قراءتها، وأحياناً يشتغل من داخل نصوص حديثة، هنا لقاء مع "العربي الجديد" حول تجربته التأويلية مع النص.
أخذ نقد الاستشراق والمستشرقين موقعاً أساسياً في خارطة الفكر العربي، من أنور عبد الملك إلى محمد أركون. على أعمال هذا الأخير، يعتمد الباحث التونسي، محمد المزوغي، ليبيّن حجم المغالطات التي باتت تمرّر باسم "نقد الاستشراق" في الثقافة العربية.
مع فيلمه "المساعدة"، المقتبس عن رواية مواطِنته كاثرين ستوكيت، أثبت المخرج الأميركي تيت تايلور أنه أحد الذين يحسنون التعامل مع النصوص الروائية عند تحويلها إلى الشاشة الكبيرة، وهو حكم يتعزّز أكثر بآخر أفلامه "الفتاة في القطار"المقتبس عن رواية بولا هوكينز.