كان يَعصِبُ ساقه الخشبيّة ويخرج إلى الزّريبة. وعلى ضوء القمر، كان يراه إنريكي يذهب عشر مرات من الخنزارة إلى الحديقة، رافعاً قبضتيه، ومتعثّراً في كل ما يعترضه. وفي الأخير يعود إلى حجرته ويبقى مُحملِقاً فيهما، كأنّه يُحمّلهما مسؤوليّة مَخْمَصَة باسكوال.
هو كان يحبّ كعكة الميرينغي لا غير. رغم أنّه لم يذقها قطّ، بل كان يحتفظ بصورة حيّة لمجموعة من الأطفال يضعونها في الفم، كما لو أنّها ندفة ثلج، ويوسخون بها ربطات العنق الصّغيرة. مذْ ذاك اليوم، وكعكات الميرينغي هي هاجسه.
في يوم المأدبة، كان الواشون هم أوّل الواصلين. قبعوا في الزاوية منذ الساعة الخامسة بعد الظهر، محاولين جاهدين الحفاظ على سريةٍ خانتُهم فيها قبّعاتهم، وعاداتهم الشاردة بإفراط، وخاصّة جوّ الجريمة الرهيب، ذاك الذي يتّسم به غالباً رجال التحرّي.