محاولة تلمس حلول لمشكلات المنطقة العربية فيما بينها عند هذا الطرف أو ذاك شرقا أو غربا فيها من المخاطر ما الله به عليم. فلا أحد سيكون مخلصا في إيجاد حل لمثل تلك المشكلات، من دون ثمن يُدفع، عاجلا أم آجلا.
الفساد هو آفة الآفات، وهو عدو التنمية، عندما يسري في مفاصل الحياة فيها، بسبب فاسدين ومتنفّذين من أبنائها، بمساعدة أطرافٍ خارجية تعرف أن استمرارية مصالحها في هذه الدولة أو تلك مُرتبطة ارتباطاً وثيقا بمثل هؤلاء الفاسدين الميّتةِ ضمائرُهم.
غالبية مواطني الدول التي تحاصر قطر غير راضين عمّا يجري تجاه أشقائهم القطريين. ونحن غيرُ راضين عمّا تعانيه شعوب تلك الدول من إجبارٍ على اتخاذ إجراءاتٍ هي غير مقتنعة بها تجاهنا.
أثبتت أزمة الحصار كفاءة مكونات المجتمع القطري وديناميكيته وقدرته، بجميع فئاته في إدارة أزمة هذا الحصار الظالم، والذود عن البلاد، كلّ في مجال تخصّصه، فقطر، مثل باقي دول العالم، فيها من الطاقات والكفاءات الكثير الكثير، متى ما أُعطِيت الفرصة.
نحن القطريون مستبشرون خيراً في القادم. وفي الوقت نفسه، نسعى إلى استدراك ما فات من فرص وطموحات مع دول الحصار، وترميم ما تحطّم من مشاريع معها على صخرة الحصار الظالم في ظل تصدّع كيان مجلس التعاون الخليجي.
علينا أن نعلم أن صوت العقل في دول الحصار يجب أن يسود في الأزمة الخليجية، والسعي إلى إنهائها، بدلاً من سياسة العداء لدولة قطر. فلا مكان لاستعراض القوة في السياسة، وخصوصا الخارجية منها بين الأشقاء، لسهولة التدمير فيها وانخفاض تكلفته.
ليس مقبولا بعد اليوم بقاء كيان مجلس التعاون الخليجي على حاله، ما لم يكن هنالك إعادة لبنائه على أسس جديدة بالكلية، تتمثل أولها بالعمل على نقل مقره إلى دولة من أعضائه أكثر حركة وديناميكية في العمل السياسي.