أدولف هتلر

قد لا تُقدّم هذه المطالعة إجابة شافية عن السؤال المطروح بعد انتهاء فعاليات مونديال قطر، عمّا إذا كانت الرياضة والسياسة صنوين لا يفترقان إلّا أنّها تُقدّم مساهمة متواضعة في إثراء نقاشٍ لا ينتهي عن تلك الصلة اللامرئية بين لعبة الرياضة وألعاب السياسة.

صحيح أن عدد المنتسبين إلى حركة مواطني الرايخ في ألمانيا لم يتجاوز الـ21 ألفاً في وطن يُعدّ أكثر من 84 مليون نسمة، غير أن الأمر لا يتعلق بالعدد بشكل حصري. مجموعة من الرجال حول هتلر كانوا كافين للإمساك بالسلطة، وفرض سطوتهم على ملايين الألمان.

لم تسقط روسيا، في القرنين الماضيين، تحت احتلال خارجي من الغرب. لا نابوليون نجح في قرع أبوابها، ولا هتلر تمكّن منها. دائماً ما يكون سقوط أي أمة روسية، من الإمبراطورية والقيصرية والسوفييتية وصولاً إلى أيامنا الحالية، ناجما عن جنوح سيد القصر، أيا كان.

أبناءُ الطُّغاة الذين عرفنا بعضَهم في بلداننا، المولودون على صورة آبائهم، وحوشًا صغيرة مستبدّة من دون رحمة، ليسوا همّنا في هذي العجالة. كثر من هؤلاء استفادوا من مواقعهم ما استطاعوا، بل إن بعضهم كان أشدّ بطشا وأكثر توحّشا بعد توريثه السُّلطة.

لا يريد بعضهم الإقرار بحقيقة أن روسيا والولايات المتحدة حليفان "طبيعيان" لإسرائيل، غير أن واشنطن تؤدي دور "الشرطي السيئ" وموسكو "الشرطي الجيّد". يصفع أحدهما شخصاً فيما يحضنه الآخر، لكنهما، في نهاية المطاف، شرطيان بخدمة المعتدي لا الضحية.