عماد حسين: آخر شهداء العقرب

08 أكتوبر 2015
مات عماد ثاني أيام عيد الأضحى (مواقع التواصل)
+ الخط -
عماد حسين، إنسان مصري صادق مع ذاته، متّسق مع أفكاره وصفاته. باختصار هو أكثر صدقاً في القول والفعل ممن يطنطنون بالصبر والثبات والصمود آناء الليل وأطراف النهار. سيقول غير واحد، وأكثر من قائل، ولكننا لا نعرف عماد حسين هذا؟! وما ضره لو لم نعرفه طالما لم نعد نعرف الوجه الحقيقي اليوم لنا وفينا.. لأنفسنا أولاً؟!


عماد حسين آخر شهداء المعركة الدائرة رحاها في مصر ممن هم ميتون في انتظار إعلان الوفاة في سجن العقرب. وبحسب تقارير صحافية، فإنه مصاب بنوع من أنواع السرطان ألمه هائل، ورغم ذلك تم منع العلاج عنه، ومعاملته معاملة غير بشرية، ومنع معالجته في القصر العيني، وقد كان صراخه قبل وفاته بساعات يشق عنان السماء، مات رحمه الله من الجوع ومنع العلاج والتعذيب، ومن يرى هيكله العظمي بعد الوفاة يعرف إلى أي مدى يعاني هؤلاء في غفلة منا جميعاً، ويعرف أن أمثاله هم الوحيدون الذين يدفعون الثمن، وأن الجمع غير جاد ولا صادق في إيجاد حل للأزمة، ولكن كلٌّ بدرجات. فهل لو أننا جميعاً تعاملنا على أننا في ضنك وكرب مسجون أو ممنوع عنه العلاج.. أو يعاني آلام سرطان.. لتركنا أنفسنا على هذا النحو للآمال التي لا يساندها شيء في الواقع، وما كان يُعرضُ على الجماعة بالتحديد من إمكانيات حل بالأمس لم يعد مطروحاً اليوم، وبقايا اليوم لن يكون لها موقع أو مكان في الغد.. ولا أحد يريد أن يعمل عقله ليعرف أن الفاتورة باهظة التكاليف، وأن استمرار هذه المعركة يمثل مزيداً من الاستنزاف، وأن المندسّين وتجار الأزمات والخونة.. ثم أصحاب العقول الضئيلة.. جميع هؤلاء هم المستفيدون من الوضع بالغ المرارة الذي لا يلوح له ضوء من حل..

مات عماد ثاني أيام عيد الأضحى.. وكان ازداد ألمه مساء يوم وقفة عرفات، وكم من عماد مات قبله؟ وكم من عماد سيموت؟ لم نعد نتابع حتى الأرقام، ولم نعد نشفق على أمهات بشر في نفس الموقف الثوري مثلنا يُذهبُ للقبض عليهم فتتم تصفيتهم على الفور، المهم أن فينا ومنا من يناقش مستقبل الحراك الثوري: سلمي أم بالسلاح؟ بل يقتات على حساب استمرار الأزمة، والنصر المزيف لديه على الأبواب، فقط نفتح له أبواب الوهم والخيال.

ألا رحم الله عماد حسين، وكل عماد مات كمداً من حالنا وسيموت.. ورحم الله عقولنا من الهزيمة النفسية التي أوصل الانقلابيون قادة كان متوقعا منهم إعمال عقول أكثر من هذا وعدم استسلام لليأس.. وقتل شرفاء المصريين بالإصرار على موقف متجمد لا يبشر بخير اليوم أو غدا.. اللهم إلا إذا فكروا وحاولوا إعمال عقولهم! 

(مصر)
المساهمون