المشاركة في لعبة الديمقراطية في أوروبا

01 مارس 2015
+ الخط -
يقف الشاب أسامة سبارطلي حائراً بين أمرين، فهو ولد في بلجيكا ويعد من الجيل الثالث، تعلم في مدارسها ومعاهدها، وبذات الوقت يرى كيف أنه ولسنوات كان أصدقاء له ولوالده من العرب والمسلمين لا يأبهون بالمشاركة في الحياة السياسية المحلية ولا في الانتخابات. بالنسبة لأسامة، وبنتيجة ما اكتسبه في سنّي تعليمه، فإن قضية المشاركة هي أحد أهم عوامل الرفع من شأن مواطنة مواطني الدولة التي يعيش فيها.
ليس سراً بأن أسامة ومثله آلاف الشباب العرب في بلدان الهجرة يستمعون مثلما استمع الجيل الأول والثاني إلى خطابات "تحريم الانتخابات والديمقراطية". ولسنوات بقي أمر "تكفير الديمقراطية" يقف عائقاً حقيقياً أمام الخروج من حالة التهميش والعزلة التي اختارها البعض لجالياته وخصوصاً لفئة الشباب منهم، الذين كانوا يشاهدون كيف أن زملاءهم الغربيين ما أن يتموا الثامنة عشر حتى يتهيأون لممارسة حقوقهم في التصويت والترشيح. وهي عملية يجري التحضر لها حتى في الصفوف الابتدائية والاعدادية.
ثمة مئات آلاف الأصوات يملكها العرب والمسلمون في دول أوروبية كثيرة، على صعيد الانتخابات المحلية والعامة، ليكون لهم تأثير في القرارات المهمة لهم كمواطنين. جرى هدر مئات آلاف الأصوات، وتهميش ذلك التأثير بتحريم لا يرتبط بواقع أجيال تعيش متناقضات. فمن جهة يفتخر البعض بوجود عمدة عربي ومسلم لهذه وتلك من مدن الغرب، بينما يريد من جاليته ألا تصوت وتمارس حقها.
ذلك السؤال الذي يشغل أسامة وغيره من أصدقائه في أوروبا هو ما يبحثون له عن جواب هذه الأيام، ليوجهوا رسالة واضحة للجاليات العربية: بدون ممارسة الحق والواجب في الدول التي يقيمون فيها ستظل مواطنتهم منقوصة.
فالسعي للخروج من حالة العزلة والتهميش ولامبالاة السياسيين والإعلام بهم، بات يتطلب حسم الموقف لمصلحة المشاركة.
المساهمون