ثلاثية المطالب المقدسة للأردنيين في 2015

05 يناير 2015
المطالب المعيشية أولوية المواطنين (صلاح ملكاوي/Getty)
+ الخط -
من منطقة وسط البلد في العاصمة الأردنية عمّان، حيث تتركز الحركة التجارية التقليدية ‏بإيراداتها المتوسطة وامتداداتها العائلية المعروفة، إلى منطقة عمان الغربية، حيث شوارع مكة ‏والمدينة والصويفية، الأمكنة الأكثر استقطاباً لبارونات التجارة والصناعة والاستثمار.. ‏لا تخلو تطلعات الأردنيين حول عام 2015 من التباين.

التنمية المستدامة 
‏"الأردنيون يستحقون الأفضل"، هكذا يقال لك في وسط العاصمة. ويتبين من جولة ميدانية لـ"العربي الجديد"، أن حل مشكلتي الفقر ‏والبطالة وتحسين الوضع المعيشي، تعتبر ثلاثية مقدسة في قائمة المطالب. ويعبر المواطنون عن مطالبهم في جذب المزيد من الاستثمارات، وتوزيع مكاسب التنمية على ‏كافة المحافظات. كما يشغل مطلب تحسين مستوى معيشة المواطنين، الحيز الأكبر من ‏تفكير شريحة من الأردنيين. حيث يعبّر البعض عن وجوب تحقيق التنمية المستدامة، عبر التقليل من الاختلالات الاجتماعية الحاصلة، كأساس أي جهد ‏حكومي في عام ‏‎2015‎‏.‏
أما في عمان الغربية، التي تزداد تألقاً، فلم تنطبق التطلعات الآنفة مع ما تناولته أحاديث النخبة ‏ورجال المال والأعمال. فلشارع الشركات في منطقة الصوفية كما يحلو للأردنيين تسميته، ‏تطلعات في المجال الاقتصادي ذات منحى آخر. أحد المتحدثين يتمنى في حديث مع "العربي ‏الجديد" أن يكون ‏‎2015‎‏ عام الشراكة الحقيقية بين القطاعين العام والخاص، واعتبار الأخير ‏شريكاً رئيسياً للحكومة في تطوير الوضع الاقتصادي، وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين.‏
ويلفت آخر إلى ضرورة أن تضاعف الحكومة، خلال العام الجديد، جهودها لتطبيق برامج الإصلاح ‏الاقتصادي والمالي التي أقرتها، وتعظّم دور القطاع الخاص في المشهد الاقتصادي، وذلك ضمن ‏مناخ يكفل الإصلاحات السياسية والديمقراطية والترابط الاجتماعي، ويزود الأردنيين بالأدوات ‏اللازمة التي تمكنهم من تطوير بلدهم.‏

توقعات اقتصادية إيجابية
ويؤكد الخبير الاقتصادي، محمد الشريف، في حديث مع "العربي الجديد" أن النظرة المستقبلية للاقتصاد الأردني في عام ‏‎2015‎‏ ‏إيجابية للغاية. فمن المتوقع أن يرتفع النمو إلى ‏‎3.8‎‏%، وأن يتقلص العجز في الحساب الجاري إلى ‏‎5.9‎‏% من إجمالي الناتج المحلي.
ويضيف الشريف أنه "من المؤكد أيضاً أن يوفر تراجع أسعار ‏النفط الذي شهدته الأشهر الأخيرة من عام 2014، فرصة لخفض ‏عجز الموازنة العامة للدولة، بسبب تراجع قيمة فاتورة الطاقة". ويشرح أن الحكومة تعتمد على الوقود ‏الثقيل والسولار في توليد الكهرباء منذ أبريل/نيسان الماضي، الأمر الذي فاقم خسائر شركة ‏الكهرباء الوطنية أكثر من مليار دينار في 2014. وبالتالي، فإن هذا الانخفاض سيؤدي إلى ‏ارتفاع القوة الشرائية، كما سيوفر للمواطنين مبالغ إضافية سيتم صرفها على احتياجاتهم ‏المختلفة.‏
ويستعد الأردن في ‏‎2015‎‏، كما تقول مصادر حكومية لـ"العربي الجديد"، لإطلاق ‏‏"رؤية الأردن 2025"، بناء على 150 استراتيجية قطاعية موجودة. وتركز الرؤية، وفق ‏المصادر ذاتها، على أولويات قطاعية، باعتبارها ذات ارتباط مع ‏القطاعات الأخرى، ومحركات رئيسية للنمو، مثل الطاقة، المياه، النقل، والتعليم.‏
ويرى الشريف أنه من الضروري في عام ‏‎ 2015‎تعزيز القطاعات ذات القيمة المضافة ‏والإنتاجية العالية، خاصة أنها تتميز في قدرتها الاستيعابية على تشغيل الأيدي العاملة ‏الأردنية الماهرة. ومن هذه القطاعات: الصناعات الدوائية، الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ‏الخدمات المصرفية، خدمات الأعمال، التعليم، والصحة. ويضيف: "كذلك، يجب تسهيل الاستثمارات الخاصة في القطاعات الاقتصادية الناشئة، التي تتطلب قدراً كبيراً ‏من المهارات؛ مثل قطاعات تكنولوجيا المعلومات، التكنولوجيا النظيفة، الهندسة ‏والعمارة، والتي تملك إمكانية كبيرة لتحقيق النمو الذي يحتاجه الأردن في الأعوام المقبلة".
المساهمون