هل هي عودة الطليان أم مجرد صدفة؟

22 ابريل 2023
يسعى فريق ميلان لتحقيق لقب أبطال أوروبا هذا الموسم (إيزابيلا بونوتو/Getty)
+ الخط -

صنع وصول 5 أندية إيطالية إلى الدور نصف النهائي في المسابقات الأوروبية للأندية (دوري الأبطال والدوري الأوروبي)، في هذا الموسم الحدث في وسائل الإعلام الإيطالية والأوروبية، خصوصاً وأنه يحدث لأول مرة في التاريخ من خلال تأهل إنتر وميلان إلى نصف نهائي دوري الأبطال وروما ويوفنتوس إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي، بالإضافة لفيورنتينا الذي وصل إلى المربع الذهبي في مسابقة دوري المؤتمر الأوروبي.

وفي هذا الإطار، عنونت صحيفة "لاغازيتا ديلو سبورت" في صفحتها الأولى "نحن أسياد أوروبا"، خصوصاً في ظل تواجد 3 مدربين إيطاليين في نصف نهائي دوري الأبطال، ما اعتبره البعض معياراً لقياس صلابة الكرة الإيطالية حاملة بطولة يورو 2021، بينما اعتبره البعض الآخر مجرد صدفة لم تكن لتتحقق لولا القرعة التي خدمت الأندية الإيطالية، في وقت تراجعت الكرة في إيطاليا وغاب منتخبها عن نهائيات كأس العالم لدورتين متتاليتين في روسيا وقطر.  
بعدما توجت 3 مرات بلقب دوري الأبطال منذ بداية الألفية بفضل ميلان 2003 و2007 وإنتر 2010، وبلغت النهائي بفضل يوفنتوس عام 2017، نجحت إيطاليا في بلوغ نصف النهائي مرتين فقط منذ سنة 2010، إذ هيمنت إسبانيا وإنكلترا وألمانيا على المسابقات الأوروبية.

وتراجعت نتائج أنديتهم في وقت تألق ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونخ ومانشستر يونايتد وتشلسي وليفربول، رغم أن الدوري الإيطالي كان دائماً واحداً من الدوريات الخمسة الكبرى الذي يستقطب النجوم الكبار والأموال الكثيرة، لكنه وقع تحت سيطرة "يوفي"، في وقت عاد ميلان وإنتر محلياً وأوروبياً، وتراجع مدى التطوير وحجم الكشف عن المواهب وشحّت الموارد المالية أيضاً، وبالتالي تراجعت نتائج المنتخب الإيطالي لدرجة الغياب عن نهائيات كأس العالم مرتين متتاليتين.
وضمنت إيطاليا هذا الموسم بلوغ فريق إيطالي نهائي دوري الأبطال رسميا بعد المواجهة نصف النهائية المقررة بين إنتر وميلان، وذلك لأول مرة منذ سنة 2017 عندما واجه يوفنتوس منافسه ريال مدريد، مع إمكانية التتويج باللقب لأول مرة منذ 2010، بل أكثر من ذلك وصل 3 مدربين إيطاليين إلى نصف النهائي بفضل اينزاغي وستيفانو بيولي مع إنتر وميلان، وكارلو أنشيلوتي مع ريال مدريد.

في وقت نجح المدرب، روبيرتو مانشيني، في قيادة إيطاليا نحو التتويج بلقب "اليورو"، وأخفق في التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2018 و2022، وهي معادلة صعبت من مأمورية فهم الواقع المتناقض، وصعبت من فهم الأسباب وما يجب فعله للحفاظ على توازن الكرة الإيطالية التي تأهلت في أصعب ظروفها إلى نصف نهائي مسابقتي الدوري الأوروبي ودوري المؤتمرات بفضل يوفنتوس وروما وفيورنتينا.
والبعض يعتبر هذه النتائج دليلاً على استفاقة الكرة الإيطالية وعودتها إلى الواجهة الأوروبية على مستوى الأندية بفضل جيل جديد من المواهب المحلية وروح وشخصية كبيرة، وبفضل نمط لعب تصعب مواجهته، بينما يعتقد البعض الآخر أن هذه النتائج ليست معياراً لتقييم المستوى، بل هي مجرد صدفة ومفاجأة مؤقتة تحققت بفضل القرعة التي أوصلت إيطاليا إلى الدور نصف النهائي، خصوصاً في دوري الأبطال الذي تجنب فيه ميلان وإنتر كلًّا من ريال مدريد ومانشستر سيتي بعد خروج ليفربول و"الباريسي"، ثم بايرن ميونخ وتشلسي وضعف مردود عدد من الأندية الأوروبية على غرار توتنهام وتشلسي ومانشستر يونايتد وليفربول وباريس سان جيرمان وبايرن ميونخ.

القرعة في أي مسابقة هي جزء من اللعبة والحظ أيضاً واحد من العوامل المهمة في جميع المسابقات الرياضية. ولا يمكن أن يشكل لوحده سبباً في التألق أو التتويج، كما أن المال لوحده أو الموهبة بمفردها لا يمكن أن تصنع الفارق في المستوى العالي إذا لم تتوفر جزئيات وتفاصيل أخرى سواء كانت ظرفية أو مستدامة، لأن أندية كثيرة تملك المال والنجوم لكنها لم تتمكن من تكوين فريق وتحقيق ما حققته الأندية الإيطالية هذا الموسم، والذي ربما يصل إلى درجة بلوغ إنجاز استثنائي بوصول ميلان أو إنتر إلى نهائي دوري الأبطال، وروما أو يوفنتوس إلى نهائي الدوري الأوروبي، ووصول فيورنتينا إلى نهائي مسابقة المؤتمر الأوروبي.

ولمَ لا حدوث المعجزة الكبرى بالتتويج بكل بطولات هذا الموسم، وعندها لا يمكن الحديث عن الصدفة أو الحظ فقط، بل الإعجاز وليس مجرد الإنجاز، الذي يُعيد إيطاليا إلى مكانتها والأمور إلى نصابها من جديد.

المساهمون