يشهد عالم الرياضة عامة، وكرة القدم على وجه الخصوص، العديد من اللفتات الإنسانية. فرغم المنافسة التي تطغى أحيانا على أغلب الأحداث، فإنه تبقى للجانب الانساني مساحة كبيرة بشكل دائم.
في هذا التقرير، سنحاول تسليط الضوء على أبرز الحالات الإنسانية التي بادر إليها نجوم أو أندية رياضية على مختلف الأصعدة، في الوقت الذي ستكون فيه حصة الأسد للمعشوقة الأولى كرة القدم.
وبعد تفشي فيروس كورونا، الذي ذهب ضحيته العديد من البشر في مختلف بقاع العالم، مع كم هائل من الإصابات، جاء دور الأندية واللاعبين ليقدموا لفتاتهم، حيث قدم لاعب منتخب العراق السابق لكرة القدم عماد محمد الفندق الخاص الذي يمتلكه في محافظة كربلاء إلى السلطات الحكومية، من أجل تحويله إلى مستشفى ميداني لعلاج المصابين بفيروس كورونا.
ونبقى في العراق، الذي شهد رحيل العديد من نجومه بسبب هذا الفيروس، ورغم ذلك، خاطر حارس المنتخب الأولمبي العراقي السابق مصطفى سعدون، الذي توفي قبل أشهر بعد تعرضه لجلطة دماغية، بحياته حينها، في مبادرة إنسانية كبيرة لمساعدة الناس من خطر وباء كورونا، بعد أن قرر حارس فريق النفط العراقي ترك منزله والتوجه إلى مستشفى ابن الخطيب، المخصص لاحتواء المصابين بفيروس كورونا، لمساعدة المصابين من الرياضيين وغير الرياضيين.
وعالمياً، أجرى أعضاء نادي لاتسيو الإيطالي زيارة إلى نصب تذكاري لضحايا فيروس كورونا في مدينة بيرغامو قبل مواجهة أتالانتا، ضمن منافسات الأسبوع الـ(27) في الدوري الإيطالي لكرة القدم، حاملين أكاليل الزهور، قبل ساعات من مواجهة الفريق.
وشهدت المواجهة الثانية لمباراة نصف نهائي كأس إيطاليا لفتة إنسانية من لاعبي فريق نابولي وإنتر ميلان تجاه الكوادر الصحية التي تقاتل في الخطوط الأمامية لمكافحة فيروس كورونا، بعد أن اصطف ثلاثة من العاملين في مستشفى "كوتوغنو" في منتصف الملعب قبل انطلاق المباراة، ليتلقوا التحية على الجهود التي قدموها في محاربة هذه الجائحة.
من جهته، قرر يوفنتوس الإيطالي التبرع بأطعمة كانت مخصصة لمباراته ضد ميلان، التي تأجلت حينها بسبب فيروس كورونا، في إياب نصف نهائي كأس إيطاليا لكرة القدم، لدور رعاية المشردين والمحتاجين.
وسارع النجم البرازيلي نيمار دا سيلفا، مهاجم نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، إلى اللحاق بمبادرة مكافحة فيروس كورونا، حيث كشفت صحيفة "ميرور" البريطانية أنّ اللاعب قدّم تبرعاً سخياً حتى يساعد بمكافحة الفيروس، بإعطاء 769 ألف جنيه إسترليني (نحو مليون دولار أميركي) إلى منظمة يونيسيف، وإلى صندوق تضامن أنشأه المشاهير خلال الفترة الأخيرة للمساعدة بعلاج المصابين.
وواصل نجوم كرة القدم العالمية أعمالهم الخيرية وتحدياتهم في المبادرات التي تم إطلاقها من أجل محاربة فيروس كورونا، بعد أن قرر النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، مهاجم نادي يوفنتوس الإيطالي، ووكيل أعماله الشهير خورخي مينديز، التبرع بثلاث وحدات عناية مركزة إلى مركزين طبيين في بلادهما، من أجل المساعدة في مواجهة فيروس كورونا.
وشارك النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، قائد برشلونة، ومدربه السابق بيب غوارديولا، المدير الفني الحالي لنادي مانشستر سيتي الإنكليزي، بالحملة العالمية التي أطلقها مشاهير كرة القدم في العالم، حيث كشفت صحيفة "آس" الإسبانية أن ميسي قرر التبرع بمبلغ مليون يورو لشراء معدات طبية للمساعدة في محاربة الفيروس، فيما قرر غوارديولا التبرع بمبلغ مليون يورو لإحدى المؤسسات الطبية في إقليم كتالونيا للغرض ذاته.
ووجّه النجم الإسباني سيزار أزبيليكويتا، قائد نادي تشلسي الإنكليزي، دعوة لطفل، من أجل الحضور إلى تدريبات الفريق ولقاء لاعبي "البلوز"، بعد انتهاء فترة الحجر الصحي المفروضة في المملكة المتحدة بسبب تفشي فيروس كورونا.
وبعيداً عن كورونا، واصل النجم الجزائري رياض محرز، لاعب مانشستر سيتي الإنكليزي، لفتاته الإنسانية الرائعة، بعدما بادر إلى اتخاذ خطوة إنسانية تجاه أحد الأطفال الناجين من زلزال مدمّر ضرب إندونيسيا في نهاية شهر سبتمبر/ أيلول العام الماضي، باستضافة الطفل الإندونيسي محمد رزقي، البالغ من العمر 13 عاماً، بمدينة مانشستر، حيث شاهد الطفل المباراة التي فاز فيها "السيتي" بهدف لصفر على ملعب نادي ليستر سيتي.
وكان للنجم المصري محمد صلاح لفتة مميزة، بعد أن كان موجوداً في محطة للبنزين بمنطقة "ساينزبوري بلباس"، مقر تدريب فريق ليفربول، ودفع ثمن البنزين لكل الأشخاص الذين كانوا هناك، بحسب موقع صحيفة "دايلي ستار".
وقدم نادي الرمثا الأردني لفتة حظيت بتقدير الجماهير في مختلف مواقع التواصل بالبلاد، بعدما أعلن النادي، الذي يقع مقره في شمال البلاد، عن قيامه بتوزيع طرود غذائية للأسر المتعففة ومحدودة الدخل داخل المحافظة.
أما لاعبو الوداد البيضاوي وبعض أفراد فصيل "أولتراس وينرز" الفريق الأحمر، فقد زاروا بعض الأطفال المصابين بمرض السرطان، في أحد مستشفيات مدينة الدار البيضاء، في لفتة تركت صدىً طيباً في نفسية العديد من الصغار.
وفي وقت سابق، قدم المدرب الأسطورة السير أليكس فيرغيسون حوالي 405 آلاف جنيه إسترليني لصالح المستشفى الذي أجرى فيه العملية، بعد تعرضه لجلطة دماغية، تعويضاً عن المصاريف التي قدمتها المؤسسة الطبية، بالرغم من أنه لم يكن مجبرا على القيام بذلك.
واستقبل وفد من فريق ريال مدريد الإسباني، الذي زار العاصمة العراقية بغداد في مارس/ آذار 2019، أربعة أطفال من ذوي ضحايا التفجير الذي طاول رابطة مشجعي "الملكي" في مدينة بلد شمال العاصمة بغداد عام 2016.
وخطف النجم الفرنسي كيليان مبابي، مهاجم نادي باريس سان جيرمان، الأضواء، بعدما قام بلفتة إنسانية تجاه طفل صغير عمره 8 سنوات يعاني من سرطان الدماغ، في رسالة وجهها على حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
وقام فريق نادي سيركل بروج البلجيكي بلفتة تجاه حارسه ميغل فان دام، الذي يعالج من مرض اللوكيميا منذ عام 2016 وتعرض لانتكاسة هذا العام، بعد أن أعلن رئيس النادي تجديد عقده لموسم جديد.