عشية الإعلان عن قيام الكيان الصهيوني عام 1948، وحتى قبل ذلك بعقود، انهمك قادة المشروع الصهيوني بقضية مركزية تشكل ركيزة أساسية في ترسيخ وديمومة هذا المشروع بصبغته الدينية اليهودية، وإضفاء أشكال زائفة من المشروعية، ليس لليهود أنفسهم فحسب، وإنما أيضا أمام العالم الخارجي.
فطن القادة الصهاينة مبكرا لأهمية المكون الديني والتاريخي رغم أن معظم القادة المؤسسين لم يكونوا من المتدينين، بل كانت نظرتهم لنشأة الدولة العبرية من منظور علماني بحت، فكانت الحاجة إلى استدعاء التاريخ والاجتزاء منه والتحريف في الغالب، وتطويع التوراة غصباً أو تزويراً وإسباغ أبعاد توراتية تلمودية على المشروع الصهيوني في فلسطين وفي مدينة القدس بالتحديد، بل إن القادة الصهاينة كانوا على استعداد لصناعة رواية جديدة وابتكار تاريخ آخر لتثبيت الرابطة المزعومة بين مدينة القدس واليهود والديانة اليهودية لتشكل حافزاً ليهود العالم، فكانت أنظار الحركة الصهيونية نحو القدس بمجرد دخول القوات البريطانية المدينة في يناير/كانون الأول عام 1917 لتثبيت الوجود اليهودي برعاية وإشراف الانتداب البريطاني.
القدس قبل النكبة
أقيمت أول مستوطنة في القدس عام 1859 "شكنوت شعانيم" بدعم السفير البريطاني المعتمد لدى الدولة العثمانية، ثم توالى بناء الأحياء والمستوطنات في القدس بإسناد من دول أوروبية، حتى وصل عددها إلى 16 مع بداية الحرب العالمية الأولى، كانت الحركة الصهيونية ممثلةً بالوكالة اليهودية والمنظمة الصهيونية العالمية والصندوق القومي اليهودي التي اتخذت من القدس مقراً لها على سباق مع الزمن بالاتفاق مع الاحتلال البريطاني لتكريس الوجود اليهودي في القدس، وخلال الانتداب البريطاني حتى عام 1948 أقيم 21 حيّاً استيطانياً في الجزء الشرقي من القدس خارج البلدة القديمة، وعليه وصل عدد اليهود عام 1945 حوالى 100 ألف (34%)، والعرب حوالى 295 ألف على مساحة 88.4% من مساحة لواء القدس، و2.1% يملكها اليهود، و 9.5% أراض عامة.
وفي سياق خطة مبرمجة لاجتثاث الوجود الفلسطيني واستبداله باليهودي أقدمت العصابات الصهيونية خلال حرب عام 1948 على تدمير 39 قرية فلسطينية غربي القدس وتهجير سكانها وأهمها دير ياسين والقضمون والمصرارة والطالبية ولفتا والقسطل وأقيمت مكانها مستوطنات، أهمها "جفعات شاؤول، ومحانيه يودا، وجبل هرتزل" والتي شكلت فيما بعد القدس الغربية.
وقد كانت القدس الغربية على موعد مع تهويدها شبه الكامل بتهجير ما تبقى من الفلسطينيين فيها، وإنشاء 21 تجمعاً استيطانياً جديداً (في الفترة ما بين عام 1948 حتى 1952)، ولتسهيل السيطرة على الأراضي تبنى الكنيست الصهيوني عام 1950م قانون "أملاك الغائبين" لنقل الأراضي التي هجر أهلها منها إلى دولة الاحتلال لمنحها للمستوطنين أو تحويلها إلى أراضي دولة.
القدس بعد النكسة
استكمل أحد أهم أركان المشروع الصهيوني في يونيو/حزيران عام1967 بالسيطرة على القدس الشرقية، والتي تكمن أهميتها في البلدة القديمة بمقدساتها وآثارها وتاريخها الضارب في القدم والرواية الصهيونية حول ما يسمى "جبل الهيكل" مكان بناء معبد الهيكل المزعوم، والمفترض أن يكون تحت مسجد قبة الصخرة.
ومنذ الأيام الأولى للاحتلال انهمك قادة الكيان في وضع الخطط لتهويد القدس وأسرلتها وطرد سكانها العرب وطمس هويتها ومعالمها الإسلامية ورغم تعدد الخطط والجهات التي أعدتها، إلا أنها كانت إما متممة لبعضها بعضاً أو لاستحداثها، ومن أهم هذه المخططات:
خطة الأحزمة الاستيطانية عام 1967م والتي هدفت إلى:
- عزل مدينة القدس عن امتدادها الجغرافي والديموغرافي عن الضفة الغربية.
- توسيع حدود مدينة القدس تجاه مدينة رام الله شمالا وبيت لحم جنوباً.
- الطرد الجماعي من بعض المناطق وإحلال المستوطنين بدلا منهم.
واستهل الكيان مخططه بهدم حي المغاربة بالكامل والذي شمل 135 بيتاً ومسجدين، كما وطرد قسماً كبيراً من سكان أحياء الشرف وباب السلسلة لإقامة ما يسمى "حائط المبكى" وكنيس للصلاة اليهودية، ومع نهاية عام 1968 كان الحزام الاستيطاني الأول قد أنجز بإقامة إحياء استيطانية خارج أسوار المدينة المقدسة، وفي عام 1969 شرع في إنشاء الحزام الاستيطاني الثاني بـ 15 مستوطنة حول القدس الشرقية من جهاتها الثلاث، ثم توالت حملات المصادرة عام 1970 وعام 1977، وبين عام 1990 حتى 1993 رافق مصادرة الأراضي قدوم حوالي 38 ألف مستوطن.
خطة القدس الكبرى "متروبولان القدس" عام 1993
تم اعتماد الخطة في شباط عام 1993 وهي خطة مركزية تمت بلورتها بمشاركة عدة وزارات، وما يسمى "دائرة أراضي إسرائيل" ، وهي خطة حتى عام 2010 وهدفت إلى خلق تواصل بين اليهود في القدس (معاليه أدوميم وجفعات زئيف وغوش عيتسيون) وتقليص التماس بين العرب واليهود، وتعزيز ما يسمى "مكانة القدس كعاصمة دينية وقومية وثقافية أبدية لدولة إسرائيل".
مخطط القدس 2020
وهي خطة عشرية تمتد لعشر سنوات من عام 2010 حتى 2020 وتهدف إلى:
- تقليص عدد الفلسطينيين في القدس إلى 10-12% من مجمل عدد السكان (100-120 ألفاً فقط).
- توسيع مساحة القدس إلى حوالي 10% من مساحة الضفة الغربية.
- تهويد القدس وطمس المعالم والرموز الإسلامية.
وقد سارت الحكومات الصهيونية المتعاقبة من اليسار واليمين لتنفيذ هذه المخططات، واتبعت سياسات ممنهجة ومتسلسلة لتحقيق هذه الأهداف عبر:
- مصادرة الأراضي وفق قانون "أملاك الغائبين" لعام 1950.
- حشر الفلسطينيين في 13% من مساحة القدس الشرقية، من خلال تحويل 35% إلى مناطق خضراء، و52% مناطق غير مهيأة للبناء.
- تقليص عدد الفلسطينيين من خلال إجراءات أهمها إخراج 120-140 ألف فلسطيني من حدود بلدية القدس بفعل الجدار العازل (مخيم شعفاط، كفر عقب، الرام، الضاحية، عناتا).
- تحجيم البناء في الأحياء العربية من خلال سلسلة طويلة ومعقدة ومكلفة مادياً مفروضة على العرب.
- مصادرة الهوية المقدسية لأسباب متعددة، والتي أدت إلى سحب حوالي 16 ألف هوية منذ عام 1967 حتى الآن.
- أسرلة ما تبقى من الأقلية الفلسطينية في القدس من خلال الإدماج في المؤسسات التعليمية الإسرائيلية وتقديم تسهيلات بلدية ومنح الجنسية الإسرائيلية، وقد بلغ عدد الطلبة الفلسطينيين في المدارس الإسرائيلية حوالي 40 ألف طالب مقدسي.
وبحلول عام 2017م كان المخطط الإسرائيلي "القدس 2020" قد حقق على أرض الواقع جزءاً كبيراً من أهدافه ، وبالتالي مع نهاية العام فإن واقع القدس على النحو التالي:
- يبلغ عدد سكان القدس بشطريها 865 ألفاً، منهم 323 ألف فلسطيني غالبيتهم العظمى في القدس الشرقية أي حوالي 37% فقط، بينما عدد اليهود 542 ألف يهودي.
- يحكم الاحتلال قبضته على حوالي 87% من مساحة حدود بلدية القدس (126.4كم2) وهي عبارة مستوطنات، ومناطق خضراء، وأرض دولة لا يسمح للفلسطينيين بالبناء فيها ، بينما لم يتبق للفلسطينيين سوى 13% للبناء بشروط معقدة.
- هودت إسرائيل سبعة آلاف موقع فلسطيني في القدس ، وأنشات 218 كنيساً يهودياً ، منها سبعون داخل البلدة القديمة.
- استكملت إسرائيل معظم الجدار العازل في القدس الشرقية (حوالي 142 كم) والذي سيخرج من 120-140 ألف مقدسي وسلخهم عن امتدادهم الديموغرافي في القدس الشرقية.
أما قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمةً لدولة الكيان فيأتي تتويجاً للمخطط الصهيوني وترجمة عملية للرواية التوراتية الزائفة وتحقيق الرؤية العبرية للقدس، بضغوط من الجناح المتصهين في الإدارة الأميركية وبإلحاح من الكنائس الإنجيلية التي ترى في تمكين الصهاينة من القدس وفلسطين مقدمة لقدوم المسيح المخلص.
لكن الوعد الأميركي وإجراءات الصهاينة في القدس لا يمكن أن يغيرا من الحتمية التاريخية بعودة الروح إلى الأمة العربية والإسلامية وتجاوز مرحلة الضعف والانهيار، إلى مرحلة التمكين والنصرة وإعادة ما تم احتلاله وتطهير الأرض الفلسطينية من غير الفلسطينيين.
فطن القادة الصهاينة مبكرا لأهمية المكون الديني والتاريخي رغم أن معظم القادة المؤسسين لم يكونوا من المتدينين، بل كانت نظرتهم لنشأة الدولة العبرية من منظور علماني بحت، فكانت الحاجة إلى استدعاء التاريخ والاجتزاء منه والتحريف في الغالب، وتطويع التوراة غصباً أو تزويراً وإسباغ أبعاد توراتية تلمودية على المشروع الصهيوني في فلسطين وفي مدينة القدس بالتحديد، بل إن القادة الصهاينة كانوا على استعداد لصناعة رواية جديدة وابتكار تاريخ آخر لتثبيت الرابطة المزعومة بين مدينة القدس واليهود والديانة اليهودية لتشكل حافزاً ليهود العالم، فكانت أنظار الحركة الصهيونية نحو القدس بمجرد دخول القوات البريطانية المدينة في يناير/كانون الأول عام 1917 لتثبيت الوجود اليهودي برعاية وإشراف الانتداب البريطاني.
القدس قبل النكبة
أقيمت أول مستوطنة في القدس عام 1859 "شكنوت شعانيم" بدعم السفير البريطاني المعتمد لدى الدولة العثمانية، ثم توالى بناء الأحياء والمستوطنات في القدس بإسناد من دول أوروبية، حتى وصل عددها إلى 16 مع بداية الحرب العالمية الأولى، كانت الحركة الصهيونية ممثلةً بالوكالة اليهودية والمنظمة الصهيونية العالمية والصندوق القومي اليهودي التي اتخذت من القدس مقراً لها على سباق مع الزمن بالاتفاق مع الاحتلال البريطاني لتكريس الوجود اليهودي في القدس، وخلال الانتداب البريطاني حتى عام 1948 أقيم 21 حيّاً استيطانياً في الجزء الشرقي من القدس خارج البلدة القديمة، وعليه وصل عدد اليهود عام 1945 حوالى 100 ألف (34%)، والعرب حوالى 295 ألف على مساحة 88.4% من مساحة لواء القدس، و2.1% يملكها اليهود، و 9.5% أراض عامة.
وفي سياق خطة مبرمجة لاجتثاث الوجود الفلسطيني واستبداله باليهودي أقدمت العصابات الصهيونية خلال حرب عام 1948 على تدمير 39 قرية فلسطينية غربي القدس وتهجير سكانها وأهمها دير ياسين والقضمون والمصرارة والطالبية ولفتا والقسطل وأقيمت مكانها مستوطنات، أهمها "جفعات شاؤول، ومحانيه يودا، وجبل هرتزل" والتي شكلت فيما بعد القدس الغربية.
وقد كانت القدس الغربية على موعد مع تهويدها شبه الكامل بتهجير ما تبقى من الفلسطينيين فيها، وإنشاء 21 تجمعاً استيطانياً جديداً (في الفترة ما بين عام 1948 حتى 1952)، ولتسهيل السيطرة على الأراضي تبنى الكنيست الصهيوني عام 1950م قانون "أملاك الغائبين" لنقل الأراضي التي هجر أهلها منها إلى دولة الاحتلال لمنحها للمستوطنين أو تحويلها إلى أراضي دولة.
القدس بعد النكسة
استكمل أحد أهم أركان المشروع الصهيوني في يونيو/حزيران عام1967 بالسيطرة على القدس الشرقية، والتي تكمن أهميتها في البلدة القديمة بمقدساتها وآثارها وتاريخها الضارب في القدم والرواية الصهيونية حول ما يسمى "جبل الهيكل" مكان بناء معبد الهيكل المزعوم، والمفترض أن يكون تحت مسجد قبة الصخرة.
ومنذ الأيام الأولى للاحتلال انهمك قادة الكيان في وضع الخطط لتهويد القدس وأسرلتها وطرد سكانها العرب وطمس هويتها ومعالمها الإسلامية ورغم تعدد الخطط والجهات التي أعدتها، إلا أنها كانت إما متممة لبعضها بعضاً أو لاستحداثها، ومن أهم هذه المخططات:
خطة الأحزمة الاستيطانية عام 1967م والتي هدفت إلى:
- عزل مدينة القدس عن امتدادها الجغرافي والديموغرافي عن الضفة الغربية.
- توسيع حدود مدينة القدس تجاه مدينة رام الله شمالا وبيت لحم جنوباً.
- الطرد الجماعي من بعض المناطق وإحلال المستوطنين بدلا منهم.
واستهل الكيان مخططه بهدم حي المغاربة بالكامل والذي شمل 135 بيتاً ومسجدين، كما وطرد قسماً كبيراً من سكان أحياء الشرف وباب السلسلة لإقامة ما يسمى "حائط المبكى" وكنيس للصلاة اليهودية، ومع نهاية عام 1968 كان الحزام الاستيطاني الأول قد أنجز بإقامة إحياء استيطانية خارج أسوار المدينة المقدسة، وفي عام 1969 شرع في إنشاء الحزام الاستيطاني الثاني بـ 15 مستوطنة حول القدس الشرقية من جهاتها الثلاث، ثم توالت حملات المصادرة عام 1970 وعام 1977، وبين عام 1990 حتى 1993 رافق مصادرة الأراضي قدوم حوالي 38 ألف مستوطن.
خطة القدس الكبرى "متروبولان القدس" عام 1993
تم اعتماد الخطة في شباط عام 1993 وهي خطة مركزية تمت بلورتها بمشاركة عدة وزارات، وما يسمى "دائرة أراضي إسرائيل" ، وهي خطة حتى عام 2010 وهدفت إلى خلق تواصل بين اليهود في القدس (معاليه أدوميم وجفعات زئيف وغوش عيتسيون) وتقليص التماس بين العرب واليهود، وتعزيز ما يسمى "مكانة القدس كعاصمة دينية وقومية وثقافية أبدية لدولة إسرائيل".
مخطط القدس 2020
وهي خطة عشرية تمتد لعشر سنوات من عام 2010 حتى 2020 وتهدف إلى:
- تقليص عدد الفلسطينيين في القدس إلى 10-12% من مجمل عدد السكان (100-120 ألفاً فقط).
- توسيع مساحة القدس إلى حوالي 10% من مساحة الضفة الغربية.
- تهويد القدس وطمس المعالم والرموز الإسلامية.
وقد سارت الحكومات الصهيونية المتعاقبة من اليسار واليمين لتنفيذ هذه المخططات، واتبعت سياسات ممنهجة ومتسلسلة لتحقيق هذه الأهداف عبر:
- مصادرة الأراضي وفق قانون "أملاك الغائبين" لعام 1950.
- حشر الفلسطينيين في 13% من مساحة القدس الشرقية، من خلال تحويل 35% إلى مناطق خضراء، و52% مناطق غير مهيأة للبناء.
- تقليص عدد الفلسطينيين من خلال إجراءات أهمها إخراج 120-140 ألف فلسطيني من حدود بلدية القدس بفعل الجدار العازل (مخيم شعفاط، كفر عقب، الرام، الضاحية، عناتا).
- تحجيم البناء في الأحياء العربية من خلال سلسلة طويلة ومعقدة ومكلفة مادياً مفروضة على العرب.
- مصادرة الهوية المقدسية لأسباب متعددة، والتي أدت إلى سحب حوالي 16 ألف هوية منذ عام 1967 حتى الآن.
- أسرلة ما تبقى من الأقلية الفلسطينية في القدس من خلال الإدماج في المؤسسات التعليمية الإسرائيلية وتقديم تسهيلات بلدية ومنح الجنسية الإسرائيلية، وقد بلغ عدد الطلبة الفلسطينيين في المدارس الإسرائيلية حوالي 40 ألف طالب مقدسي.
وبحلول عام 2017م كان المخطط الإسرائيلي "القدس 2020" قد حقق على أرض الواقع جزءاً كبيراً من أهدافه ، وبالتالي مع نهاية العام فإن واقع القدس على النحو التالي:
- يبلغ عدد سكان القدس بشطريها 865 ألفاً، منهم 323 ألف فلسطيني غالبيتهم العظمى في القدس الشرقية أي حوالي 37% فقط، بينما عدد اليهود 542 ألف يهودي.
- يحكم الاحتلال قبضته على حوالي 87% من مساحة حدود بلدية القدس (126.4كم2) وهي عبارة مستوطنات، ومناطق خضراء، وأرض دولة لا يسمح للفلسطينيين بالبناء فيها ، بينما لم يتبق للفلسطينيين سوى 13% للبناء بشروط معقدة.
- هودت إسرائيل سبعة آلاف موقع فلسطيني في القدس ، وأنشات 218 كنيساً يهودياً ، منها سبعون داخل البلدة القديمة.
- استكملت إسرائيل معظم الجدار العازل في القدس الشرقية (حوالي 142 كم) والذي سيخرج من 120-140 ألف مقدسي وسلخهم عن امتدادهم الديموغرافي في القدس الشرقية.
أما قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمةً لدولة الكيان فيأتي تتويجاً للمخطط الصهيوني وترجمة عملية للرواية التوراتية الزائفة وتحقيق الرؤية العبرية للقدس، بضغوط من الجناح المتصهين في الإدارة الأميركية وبإلحاح من الكنائس الإنجيلية التي ترى في تمكين الصهاينة من القدس وفلسطين مقدمة لقدوم المسيح المخلص.
لكن الوعد الأميركي وإجراءات الصهاينة في القدس لا يمكن أن يغيرا من الحتمية التاريخية بعودة الروح إلى الأمة العربية والإسلامية وتجاوز مرحلة الضعف والانهيار، إلى مرحلة التمكين والنصرة وإعادة ما تم احتلاله وتطهير الأرض الفلسطينية من غير الفلسطينيين.