هكذا نحمي حقوق المرأة

23 يناير 2015
ماذا قدّمت المنظومة التي ينتمي إليها قاسم للمرأة؟(فرانس برس)
+ الخط -
كتب الشيخ نعيم قاسم، نائب أمين عام حزب الله في لبنان مقالة تحمل عنوان: "كيف نحمي حقوق المرأة؟" في جريدة "النهار" اللبنانية بتاريخ 25 ديسمبر/كانون الأول 2014. يمكن تلخيص المقالة بفكرتين أساسيتين. يعتبر قاسم أولاً أن المنظمات الدولية تريد "تغيير الإيديولوجيا وتثبيت منظومة ثقافية مختلفة بمبادئها وتفاصيلها عن الإسلام". ينتقد الرؤية الغربية كونها "تركّز على جسد المرأة". ويستنكر ثانياً أن "التيار الغربي يسعى إلى تكريس المساواة الكاملة بين النساء والرجال ما من شأنه أن يؤدي إلى تخريب الأسرة والعلاقات الزوجية". اعتبر قاسم أن المساواة في الحقوق "من شأنها أن تنتج مساكنة ما يعطل بنية الأسرة"، وقد تؤدي إلى "تبني الأولاد الذي من شأنه أن يوفّر الإنجاب والهروب من مسؤولية الحمل".

إن انتهاك حقوق المرأة يحصل تحديداً في المنطلقات التي انطلق منها المقال، وتحديداً في تلك الفكرتين:

ــ الأيديولوجيا والمنظومة الثقافية التي يخشى الشيخ قاسم من المساس بها هي نفسها تلك التي تكرّس دونية المرأة. إذ أشار المقال في أكثر من موقع إلى أن النساء "النموذجيات" هن "الخلوقات" و"المربيات". ماذا يعني ذلك؟ يعني نزع الحقوق عن باقي النساء "غير الخلوقات"، أو "غير المربيات". يعكس هذا الكلام إذاً أيديولوجيا تنطلق من الحكم على الآخر من منطلق أخلاقي (والمقصود بالأخلاق هنا، الفهم الديني لها، وليس المعنى الفلسفي المنطلق من كونها قيما إنسانية). من هنا، فإن هذا المنطق يفرض على المرأة أن تربط دورها في المجتمع بأن تكون "الابنة"، "الأم"، "المربية"، "المجاهدة" أو "العالمة" لتحظى بحقوقها.

ــ لافت جداً الخطاب المتنامي لدى بعض التيارات الأيديولوجية الذي يربط بين حصول النساء على حقوقهن وبين التفكك الأسري. المطلوب من النساء، بحسب هذا التيارات، السكوت عن التعرض للعنف الجسدي والمعنوي والقبول بحياة غير سعيدة، فقط لإرضاء رجال الدين، ورغبتهم بخفض مستويات الطلاق. وكأن تفكك الأسرة، محصور في حالات الطلاق، وهو أمر غير صحيح. والأسوأ، حصر مسؤولية التفكك الأسري بالنساء دون الرجال، رغم أنها مسؤوليّة مشتركة، يُضاف إليها مسؤولية المجتمع بمختلف مؤسساته.

يسأل الشيخ قاسم دعاة حقوق المرأة عما فعلنه لحماية المرأة وحقوقها؟ حضرة الشيخ، حماية حقوق المرأة تبدأ من ألا تعتبر أن حقوقها بحاجة لحماية، بل لتكريس ودعم وتفعيل. والسؤال هنا: ماذا قدّمت المنظومة الفكرية التي ينتمي إليها الشيخ للمرأة؟ هل زار المحكمة الشرعية مؤخراً؟

(ناشطة نسوية)
المساهمون