كورونا ينحسر في آسيا ويتفشى في أوروبا.. وحذر في أفريقيا

لندن

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
14 مارس 2020
+ الخط -
يتواصل انحسار تفشي فيروس كورونا في الصين، بؤرة الوباء الأولى والكبرى، كما يواصل انحساره في جاراتها، وخصوصا كوريا الجنوبية التي شهدت عدد إصابات كبيرا، في حين أعلنت منظمة الصحة العالمية أن قارة أوروبا باتت بؤرة الوباء الجديدة في العالم.
وسجّلت الصين السبت، 11 إصابة جديدة فقط بفيروس كورونا، أربع منها في مدينة ووهان مركز تفشي الوباء، حسب ما أعلنت وزارة الصحة. أما الإصابات السبع الأخرى فسُجّلت أربع منها في شنغهاي، واثنتان في مقاطعة قانسو، وواحدة في بكين.
ورغم إعلان الرئيس الصيني شي جين بينغ في وقت سابق، أن ووهان تمكنت من "السيطرة عمليا" على فيروس كورونا، إلا أن السلطات الصحية لا تزال يقظة تجاه وصول مسافرين مصابين، ولا سيما من إيران وكوريا الجنوبية وإيطاليا والولايات المتحدة.
وكشفت بيانات نشرتها لجنة الصحة الوطنية بالصين، اليوم السبت، أن عدد حالات الإصابة الوافدة بفيروس كورونا تجاوز عدد الإصابات المحلية بالمرض لأول مرة، وأن 95 مصابا وفدوا إلى الصين من الخارج. وتشير الأرقام إلى أن التهديد الأكبر للصين الآن هو حالات العدوى الوافدة من الخارج، وأنها تواصل إبطاء انتشار الفيروس على المستوى المحلي.
وبلغ عدد الوفيات بالفيروس في بر الصين الرئيسي 3189 شخصا حتى أمس الجمعة، بزيادة 13 حالة عن اليوم السابق. وجميع حالات الوفاة الجديدة كانت في هوبي، ومنها عشر في مدينة ووهان.
وقالت المراكز الكورية لمكافحة الأمراض إن كوريا الجنوبية سجلت 107 إصابات جديدة بفيروس كورونا اليوم السبت، ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 8086 مصابا. وتتسق أحدث الأرقام مع اتجاه نزولي في عدد الحالات الجديدة، وهي أقل بقليل من العدد المسجل أمس الجمعة، والبالغ 110 حالات.
وأمس الجمعة، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن أوروبا أصبحت الآن مركز وباء كورونا، داعيا للاستفادة من تجارب الصين وكوريا الجنوبية واليابان في التصدي للوباء.


وأعلنت هيئة الحماية المدنية في إيطاليا، الجمعة، أن عدد الوفيات من جراء الإصابة بفيروس كورونا قفز إلى 1266 وفاة. بزيادة قدرها 25 في المائة، وارتفع إجمالي الإصابات بالفيروس إلى 17660 إصابة، بزيادة تقدر بنحو 17 في المائة.
وفرضت إيطاليا إغلاقا كاملا في أنحاء البلاد، الأحد الماضي، للحد من التفشي الكبير للوباء في أنحائها، بعد أن فرضت في السابق إغلاقا في مناطق الشمال، وأعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الخميس، إغلاق كل المراكز التعليمية، بدءاً من الاثنين وحتى إشعار آخر، واقترح ماكرون، الجمعة، على الاتحاد الأوروبي فرض قيود مشددة على حدود منطقة شنغن التي تضم 26 بلداً أوروبياً، وإغلاقها في المناطق الأكثر تضرراً.
من جانبها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية إن "منظمة الصحة العالمية لا تعتبر منع السفر الشامل أمراً ناجعاً"، مؤكدة ضرورة تشديد التدابير الصحية.
وخارج الاتحاد الأوروبي، أعلنت أوكرانيا عن إغلاق حدودها مع تسجيل أول وفاة فيها، بينما أعلنت روسيا أنها ستخفض، اعتباراً من الاثنين، رحلاتها إلى الاتحاد الأوروبي. وأعلنت إسبانيا، التي سجلت حتى الآن 4200 إصابة و120 وفاة، حالة التأهب، وأوصى رئيس بلدية مدريد بإغلاق كافة الحانات والمقاهي، كما أعلنت البرتغال التأهب بعد أن سجلت 112 إصابة من دون وفيات.
وبعد إيطاليا، أعلنت النمسا وبلغاريا واليونان إغلاق المتاجر غير الضرورية. وبقيت فقط الصيدليات ومحلات السوبرماركت والمستوصفات والعيادات الطبية مفتوحة في اليونان. وأعلن المستشار النمساوي سيباستيان كورتز: "اعتباراً من الاثنين، علينا الحد من حياتنا الاجتماعية إلى أدنى مستوى". 
وستجري الانتخابات البلدية في فرنسا بموعدها المقرر الأحد، بينما أرجأت بريطانيا الانتخابات المحلية المقررة في مايو/أيار لمدة عام. وأغلقت في الأثناء معالم سياحية بارزة في باريس هي متحف اللوفر وبرج إيفل وقصر فرساي، كما المتاحف والمواقع الأثرية في اليونان. وبدت العاصمة الأيرلندية دبلن، حيث أغلقت المدارس والحضانات والجامعات والمؤسسات الثقافية، الجمعة، مثل مدينة أشباح.

وبدأت الدنمارك عند منتصف اليوم السبت إغلاق حدودها البرية والجوية والبحرية بوجه الأجانب، بعدما وصلت حالات الإصابة فيها إلى 800. وبحسب القرار، فلن يسمح لأي مواطن أوروبي أو غيره بدخول البلد، حتى الثالث عشر من إبريل/ نيسان المقبل. ويستثنى من المنع المواطنون الدنماركيون العائدون إلى بلدهم.

في النرويج، سجلت أوسلو حتى صباح السبت أكثر من 750 إصابة، وثلاث وفيات. واتخذت الحكومة النرويجية إجراءات استثنائية بوقف سفر مواطنيها إلى خارج البلد، وبنشر قوات من الجيش في بعض البلديات وفي صالات الوصول في مطار أوسلو الدولي، مع بدء تنفيذ قرارها بمنع دخول الأجانب من دول غير عضوة في مجموعة "دول الشمال" (الدول الإسكندنافية وفنلندا وأيسلندا) إلى البلد، ووقف العمل بعملية الحجر الصحي للقادمين لمدة أسبوعين، والاستعاضة عن ذلك بترحيل سريع لهؤلاء القادمين إلى الدول التي أتوا منها. وتأتي الإجراءات النرويجية الطارئة بعد أن وقع القطاع الصحي تحت ضغوط هائلة مع اتساع رقعة الفيروس. وخصصت النرويج بعض الفنادق في بعض البلديات لتأمين 350 غرفة للقيام بعملية حجر صحي لمسافرين وجدوا في البلد قبل بدء تطبيق القرار الجديد.

وتسبب الإعلان عن الإغلاق في كل من الدنمارك والنرويج بحالات هلع وشراء المواطنين مواد غذائية بكميات كبيرة، رغم تأكيد السلطات أنه لا داعي لذلك لتوفر تلك المواد.

وعلى عكس الدنمارك والنرويج، حيث باتت المدن أشبه بمدن خالية بعد قرارات الإغلاق، التي تطاول مؤسسات القطاع العام، ما تزال السويد تعيش حالة شبه طبيعية. فلم تصدر حكومة استوكهولم توجيهات بإغلاق المدارس والجامعات والأندية والحانات كما فعلت كوبنهاغن. ورغم إصابة نحو 814 شخصاً بالفيروس، 309 منهم في العاصمة، لا يزال سكان المدينة يخرجون في نهاية الأسبوع إلى الحانات والملاهي الليلية.  

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ليلة الأربعاء/ الخميس، أن الولايات المتحدة ستعلق استقبال كافة الرحلات الجوية القادمة من أوروبا بأكملها، باستثناء بريطانيا، لمدة 30 يوما، في محاولة لوقف انتشار وباء كورونا.
في أفريقيا، ما زال انتشار الوباء محدودا، في دول الوسط والجنوب، ومتوسط الانتشار في دول شمال القارة، وخاصة مصر التي سجلت 93 إصابة، وأكدت كينيا وإثيوبيا والسودان وغينيا وموريتانيا وإي سواتيني (سوازيلاند سابقا) أولى حالات إصابة بالفيروس، ليصل بذلك عدد الدول الأفريقية التي ظهر فيها المرض إلى 20، لكن لا يزال عدد الإصابات في معظم البلدان محدودا.
وترتبط معظم الإصابات المرصودة بأجانب، أو بأفراد سافروا إلى الخارج، لكن يتزايد القلق بشأن قدرة القارة على التعامل مع الفيروس. ورُصدت إصابات في المغرب وتونس والجزائر والسنغال وتوغو والكاميرون وبوركينا فاسو وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب أفريقيا ونيجيريا وساحل العاج والغابون وغانا وغينيا والسودان وكينيا وإثيوبيا وموريتانيا وإي سواتيني.

ذات صلة

الصورة
المسؤولون العسكريون الإسرائيليون سمحوا بقتل أعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين (محمد عبد / فرانس برس)

منوعات

يفاقم الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في الحروب المخاوف من خطر التصعيد ودور البشر في اتخاذ القرارات. وأثبت الذكاء الاصطناعي قدرته على اختصار الوقت.
الصورة
غزة (محمد عبد/ فرانس برس)

مجتمع

ينذر تراكم النفايات في شوارع غزة بكارثة صحية وبيئية، وسط تحذيرات أممية من تفشي الأمراض والأوبئة بين السكان الذين يشكون عدم قدرة البلديات على التخلص منها.
الصورة
أطفال فلسطينيون جرحى في غزة (أشرف أبو عمرة/ الأناضول)

مجتمع

يمثّل غياب اللقاحات الدورية عن محافظَتي غزة وشمال غزة خطراً إضافياً يهدّد حياة الأطفال الفلسطينيين، إلى جانب القصف الإسرائيلي المتواصل منذ نحو 98 يوماً.
الصورة
ميناء أشدود/Getty

اقتصاد

انعطفت الأسواق الإسرائيلية سريعاً نحو أوروبا، وسط نقص وتأخير في السلع القادمة من آسيا تحديداً، بسبب استهداف الحوثيين المكثف للسفن المتجهة إلى إسرائيل.
المساهمون