أعرب عدد من ممثلي جمعيات الرفق بالحيوان في مصر عن رفضهم دعوات إلى قتل الكلاب في الشوارع بحجة أنها تنقل أمراضا، من بينها "أنفلونزا الكلاب"، والتي ظهرت أخيراً، وفق تصريحات الهيئة العامة للخدمات البيطرية في وزارة الزراعة، مؤكدين أن الترويج بوجود أنفلونزا الكلاب، والزعم بأنها تنقل الأمراض إلى الإنسان، يهدف إلى إنهاء أو تخفيف معارضة المجتمع المدني لقتلها.
ولم تسجل وزارة الصحة المصرية أي حالات إصابة بمرض "أنفلونزا الكلاب" بين المواطنين، في حين أكد عضو مجلس النقابة العامة للأطباء البيطريين ورئيس لجنة حقوق الحيوان والحياة البرية، الدكتور الحسيني محمد عوض، أن "وجود أنفلونزا الكلاب وانتقالها إلى البشر شائعة مُغرضة وغير حقيقية"، مؤكداً في بيان صحافي أن "الفيروس الذي يسبب أنفلونزا الكلاب هو (إيه إتش 3 إن 8)، وتم تحديده أول مرة في ولاية فلوريدا الأميركية عام 2004 ويصيب الجهاز التنفسي للكلب بشكل رئيسي. كما يتميز بأنه شديد العدوى، إذ يمكن أن تتعرض الكلاب للفيروس وتقاوم العدوى من دون ظهور علامات سريرية".
وأوضح الحسيني أن "الفيروس بحد ذاته غير ضار للبشر حتى الآن، إلا إذا اتحد مع أنفلونزا بشرية"، وأفاد بأن أعراض وأنواع أنفلونزا الكلاب قد تتطور عند الكلاب المصابة، وتظهر أعراض مثل سعال رطب أو جاف، وتصاحبها إفرازات من الأنف في معظم الحالات، وتستمر هذه الأعراض من 10 إلى 30 يومًا، وعادة ما تختفي من تلقاء نفسها. أما الأعراض الشديدة التي من الممكن أن تعاني منها الكلاب فتشمل الارتفاع في درجة الحرارة، والالتهاب الرئوي والنزيف المرافق له، فضلًا عن السعال والعطاس وفقدان الشهية واحمرار العين وسيلان الأنف".
وحذّرت نائبة رئيس الاتحاد المصري لجمعيات الرفق بالحيوان، الدكتورة منى خليل، من اتجاه الهيئة العامة للخدمات البيطرية التابعة لوزارة الزراعة لإعدام الكلاب الضالة في الشوارع تحت مسمى أنها "مريضة" وحاملة لأنفلونزا الكلاب، موضحة أن تلك الدعوات من الممكن أن تلقى ترحيبا في الشارع المصري، إذا ترافقت مع الادعاء بوجود أنفلونزا قاتلة بين الكلاب تنتقل إلى البشر.
ولفتت إلى أنه لا توجد أمراض تنتقل من الكلاب إلى الإنسان، وما يحدث هو محاولة مقننة لإعدام كلاب الشوارع بطريقة تراها الحكومة المصرية أنها قانونية.
وأضافت خليل أن شائعة وجود كلاب مصابة بـ"الأنفلونزا" غير دقيقة، هدفها إثارة البلبلة والذعر بين المواطنين، وانتهاز الفرصة لقتل الكلاب بكل الطرق غير الإنسانية، مؤكدة أن هناك اتجاها من قبل مجلس النواب والحكومة بقتل الحيوانات الأليفة في البلاد، باستخدام السم أو الرصاص، وبطريقة عشوائية وبدون رحمة.