وأوضحت المنظمة أن هناك عملاً لتأمين المواد الخاصة بجلسات الغسيل، علماً أن خدمات غسيل الكلى تقدّم من خلال أربعة مراكز متخصصة موزعة في مناطق عدة من الشمال السوري، إضافة إلى جهاز لتفتيت حصوات الكلى الذي يعد الأحدث من نوعه في الشمال السوري.
ويبدو سالم مصطفى (39 عاماً) متعايشاً مع مرض الفشل الكلوي. يقول لـ "العربي الجديد": "أعاني من المرض منذ ثمانية أعوام. كان والدي يريد التبرع لي بكلية قبل وفاته، لكن التحاليل الطبية بيّنت أنّ جسدي لا يتقبلها. ثم بدأت بعملية غسيل الكلى، وكنت أتردد على مراكز عدة في الشمال السوري. ومكثت في تركيا لبعض الوقت، إلا أن المصاريف كانت مرتفعة، ما اضطرني للعودة إلى إدلب".
يضيف مصطفى: "دائماً ما أشعر بالغثيان والتعب، خصوصاً قبل موعد الغسيل. بعد الجلسة، أشعر بارتياح كبير، ثم أعيش هاجس انتظار الجلسة التالية. وما من حلٍّ نهائي غير زرع كلية من متبرع. لكن لم يحدث تطابق بيني وبين أي من أفراد عائلتي، وهو ضروري بالدرجة الأولى للقيام بعملية زرع. أخواتي وزوجتي يحاولن التخفيف عني على الدوام، وقد تأقلمت مع وضعي في ظل قلة الخيارات أمامي".
مدير الصحة الحرة في إدلب الطبيب مصطفى العيدو يؤكد لـ"العربي الجديد" أن هناك 525 مريضاً بالفشل الكلوي، بحسب مديرية صحة إدلب. ويوضح أن "مواد الغسيل المخصصة لـ 16 ألف جلسة ستوزع على مراكز ابن سينا وشفق وباب الهوى وقاح وبابيلا وسراقب وأريحا في محافظة إدلب، التي عانت خلال الأشهر الماضية من نقص حاد في عدد جلسات غسيل الكلى، الأمر الذي كاد يهدد حياة مئات المرضى في المحافظة".
وتتفاوت أعداد مصابي الفشل الكلوي في سورية بين منطقة وأخرى. وساهمت الحرب في زيادة معدل الإصابات بشكل كبير، كما سجلت حالات وفاة عدة لمرضى الفشل الكلوي، خصوصاً خلال فترات حصار النظام للغوطة الشرقية ومناطق ريف حمص الشمالي.