جرحى في قصف مركز تطعيم ضدّ شلل الأطفال في شمال غزة

03 نوفمبر 2024
من جولة التطعيم الثانية ضد شلل الأطفال، شمال غزة، 2 نوفمبر 2024 (داود أبو الكاس/ الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تعرض مركز تطعيم ضد شلل الأطفال في شمال قطاع غزة للقصف، مما أدى إلى إصابة ستة أشخاص واستئناف الحملة بعد تأجيل بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة.
- تمكنت الحملة من تطعيم أكثر من 58,600 طفل بجرعة ثانية من اللقاح، وأكدت اليونيسف على ضرورة توفير الأمان لضمان استمرار الحملة بعد اكتشاف الفيروس في مياه الصرف الصحي.
- تهدف الحملة إلى تطعيم 90% من الأطفال في غزة، حيث تلقى أكثر من 560 ألف طفل الجرعة الأولى و452 ألف الجرعة الثانية، رغم محاولات العرقلة الإسرائيلية.

بعد تعرّض مركز مخصّص للتطعيم ضدّ شلل الأطفال في شمال قطاع غزة للقصف، أمس السبت، أُصيب ستة أشخاص، من بينهم أربعة أطفال، وفقاً لما أفاد به المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أدهانوم تيدروس غيبريسوس. ولليوم الثاني، تتواصل المرحلة الثالثة من الجولة الثانية من حملة التطعيم الطارئة ضدّ شلل الأطفال في قطاع غزة التي انطلقت في شمال القطاع أمس السبت، في ظلّ تحديات أمنية وتشغيلية غير مسبوقة، بحسب ما أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) اليوم الأحد.

وبيّنت منظمة يونيسف في دولة فلسطين، في تدوينة نشرتها على موقع إكس اليوم الأحد، أنّ أكثر من 58 ألفاً و600 طفل تلقّوا بالفعل جرعة ثانية من اللقاح المضاد لشلل الأطفال في شمال غزة، أمس السبت في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، في اليوم الأول من استئناف التطعيم في الشمال. وشدّدت المنظمة على أنّ "الأهل يحتاجون إلى الأمان لاصطحاب أطفالهم من أجل التطعيم"، مضيفةً أنّ فرق التطعيم بدورها تحتاج إلى الأمان "لتتمكّن من أداء عملها".

وكانت المرحلة الثالثة من الجولة الثانية من حملة التطعيم الطارئة ضدّ شلل الأطفال في قطاع غزة قد استؤنفت، أمس السبت، في شمال القطاع، بعد تأجيل لمدّة عشرة أيام. وأتى التأجيل بسبب الأوضاع المتدهورة هناك على خلفية العملية العسكرية الأخيرة المكثّفة التي تنفّذها قوات الاحتلال الإسرائيلي على الشمال، في إطار حرب الإبادة التي ترتكبها في حقّ الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وقد أوضح غيبريسوس، في تدوينة نشرها على موقع إكس مساء أمس السبت، بعد تلقّي وكالته التابعة للأمم المتحدة تقريراً "مقلقاً جداً" بشأن الهجوم على مركز للتطعيم في الشمال، أنّ "مركز الشيخ رضوان للرعاية الصحية الأولية في شمال قطاع غزة تعرّض لقصف اليوم (أمس السبت) حينما كان الأهالي يصطحبون أبناءهم من أجل التطعيم ضدّ شلل الأطفال، وذلك في منطقة تشهد هدنة إنسانية جرى التوافق عليها لإتاحة مواصلة عملية التطعيم". لكنّه لم يحدّد طبيعة "الهجوم" بالضبط، أو من يقف وراءه.

ولفت المدير العامة لمنظمة الصحة العالمية إلى أنّ "هذا الهجوم، الذي أتى خلال هدنة إنسانية، يعرّض للخطر حماية صحة الأطفال المقدّسة، وقد يثني الأهالي عن إحضار أطفالهم لتلقّي اللقاح". وشدّد على "وجوب احترام وقف إطلاق النار الحيوي هذا بالكامل".

في هذا الإطار، أفاد أحد عناصر الدفاع المدني في قطاع غزة وكالة فرانس برس بأنّ ثلاثة أشخاص على الأقلّ أُصيبوا بشظايا صاروخ أطلقته مسيّرة إسرائيلية على أحد جدران المركز الصحي الواقع غربي مدينة غزة في الشمال.

وكانت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) قد تلقّتا تأكيدات تفيد بأنّ المناطق المخصّصة للتطعيم ضد شلل الأطفال "آمنة"، تلك التي يصطحب الفلسطينيون أطفالهم إليها من أجل تلقّي الجرعة الثانية من اللقاح بعدما تلقّوا جرعتهم الأولى منها في الجولة الأولى من حملة التطعيم في سبتمبر/ أيلول الماضي.

الصورة
نقطة طبية في الجولة الثانية من التطعيم ضد شلل الأطفال في شمال غزة - 2 نوفمبر 2024 (عمر القطّاع/ فرانس برس)
نقطة طبية للتطعيم ضد شلل الأطفال، شمال غزة، 2 نوفمبر 2024 (عمر القطّاع/ فرانس برس)

وتفيد بيانات منظمة الصحة العالمية بأنّ نحو 119 ألف طفل في شمال قطاع غزة ينتظرون تلقّي الجرعة الثانية من اللقاح المضاد لشلل الأطفال، بهدف حمايتهم من المرض الفيروسي الذي من المحتمل أن يخلّف آثاراً خطرة. يُذكر أنّ حملة التطعيم الطارئة ضدّ شلل الأطفال في قطاع غزة أُعلنت في نهاية أغسطس/ آب الماضي، بالتنسيق ما بين وزارة الصحة الفلسطينية ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وشركائها.

وقد أُطلقت الحملة على عجل، على الرغم من محاولات إسرائيلية عديدة لعرقلتها، وذلك بعد اكتشاف فيروس شلل الأطفال من النمط 2 في عيّنات مياه صرف صحي أُخذت من دير البلح في وسط قطاع غزة، وخانيونس في جنوبه، في يونيو/ حزيران الماضي، بحسب ما أفادت به النتائج الصادرة في يوليو/ تموز الذي تلاه. وقد دعا ذلك الاكتشاف الأمم المتحدة، بمختلف وكالاتها المعنيّة، ووزارة الصحة الفلسطينية، إلى الاستنفار من أجل تنفيذ حملة التطعيم الطارئة. يُذكر أنّ الأمر صار أكثر إلحاحاً بعد رصد الإصابة البشرية الأولى بمرض شلل الأطفال الفيروسي لدى رضيع في شهره العاشر، بعد 25 عاماً على الإصابة الأخيرة من نوعها في المنطقة.

وكانت الجولة الثانية من حملة التطعيم الطارئة ضدّ شلل الأطفال في قطاع غزة قد انطلقت في 14 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، بعد جولة أولى أُطلقت في الأوّل من سبتمبر/ أيلول الماضي واختُتمت في الـ12 منه، مع العلم أنّ ثمّة مراكز صحية ظلّت تزوّد من فاتته الجرعة الأولى من اللقاح. وتأتي كلّ جولة في مراحل ثلاث لتغطية محافظات قطاع غزة الخمس، فتبدأ بمرحلة أولى في وسط قطاع غزة الذي يتشكّل من محافظة دير البلح، ثمّ تنتقل إلى المرحلة الثانية في جنوب القطاع الذي يضمّ محافظة خانيونس ومحافظة رفح، لتنتهي في الشمال الذي يشمل محافظة غزة ومحافظة شمال غزة.

وتفيد تقديرات السلطات الصحية بوجوب تطعيم 90% من الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة ضدّ شلل الأطفال، بهدف منع انتشار المرض الفيروسي. وقد تلقّى أكثر من 560 ألف طفل دون العاشرة الجرعة الأولى في الجولة الأولى من حملة التطعيم الطارئة ضدّ شلل الأطفال في القطاع، بحسب بيانات الأمم المتحدة، فيما أشاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية حينها بـ"النجاح الهائل" في هذا الإطار.

أما في الجولة الثانية من الحملة، فقد تلقّى 452 ألف طفل الجرعة الثانية من اللقاح المضاد لشلل الأطفال في المرحلتَين الأولى والثانية اللتَين غطّتا وسط قطاع غزة وجنوبه، فيما استُئنفت المرحلة الثالثة في شمال القطاع أمس السبت في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري بعدما كانت مقرّرة في 23 أكتوبر الماضي.

(العربي الجديد، فرانس برس)

المساهمون