هذا الخريف، يبدأ 100 ألف خريج دراسات عليا (ماجستير ودبلوم عالٍ) سعيهم لخوض مرحلة الدكتوراه في جامعات المملكة المتحدة. يتوقع الطلاب الكثير من التحديات الفكرية والبحثية أمامهم، لكنّ موقع "تايمز هاير إيديوكيشن" يتساءل عن جهوزيتهم أيضاً لتحمّل وتجاوز العوائق الشخصية، في سبيلهم إلى مناقشة أطروحاتهم.
لا يأتي هذا التساؤل من فراغ، فكثير من الدراسات توصلت إلى أنّ نسبة كبيرة من طلاب الدكتوراه تتعرض لانتكاسات شخصية، منها ما يتعلق بالصحة الذهنية، من قلق واكتئاب، ومنها ما يرتبط بظروف أخرى. من ذلك، تقرير صادر عن جامعة "إكستر" البريطانية، عام 2015، أشار إلى أنّ نحو 40 في المائة من طلاب الدكتوراه، البالغ عددهم 165، أجابوا في استطلاع أنّ العمل على أطروحاتهم أثّر سلباً في صحتهم الجسدية والعقلية. يأتي ذلك بالرغم من أنّ معظم الطلاب الذين يواجهون مثل هذه المسألة يترددون للغاية في الاعتراف بما يشعرون به حقيقة، إذ قد ترتفع نسبة المعترفين بالمشاكل الذهنية، لولا الوصمة الاجتماعية المرافقة لها غالباً، خصوصاً في البيئة الاكاديمية.
في المجمل، يشعر طلاب الدكتوراه بضغوط هائلة، كأنّ الجميع من المشرف والزملاء الآخرين والأساتذة وغيرهم يتربصون بأخطائهم عند الزاوية، ويصطادونهم عند أقل هفوة. هذا الوضع الذي يجعلهم ينشدون المثالية، يعزلهم عن الآخرين ويفقدهم الثقة بهم، ويجعل علاقتهم متوترة بالأشخاص الذين يضطرون إلى التعامل معهم، شأن الأستاذ المشرف. يقول أحد الأساتذة إنّ اعتماد طالب الدكتوراه على نفسه فقط، يشبه المشاركة في ماراثون، أو حتى تسلق قمة جبل إيفرست، فهي محاكمة تتطلب اكتفاء ذاتياً مترافقاً مع ألوان من المعاناة.
ليس ذلك، فحسب، بل إنّ الطلاب يقعون في مشكلة مع أطروحتهم نفسها في محاولة تبرير علميتها وقيمتها المعرفية المضافة، فيقعون عندها في فخ الشعور بالفشل، ولوم الذات على التقصير، ليترافق مع كلّ ذلك شعور بالاكتئاب، وهو ما يمنع ما بين 20 في المائة و50 في المائة منهم من استكمال طريقهم إلى نيل الدرجة العلمية المرموقة.
اقــرأ أيضاً
بذلك، لا بدّ للطلاب من التنبه إلى مثل هذه التحديات والتأقلم مع احتمالاتها، كما لا بدّ من تعزيز ثقافة المشاركة والحوار في الجامعات، ولو كان الحوار حول الأطروحات بالذات لما فيه من عوامل دعم أكيدة، بالرغم من قدرة البعض على الإحباط. كذلك، لا بدّ للجامعات من توفير الدعم الطبي، خصوصاً الطب العقلي، والمشورة الاجتماعية المتخصصة لطلابها، مع ضرورة انفتاح المشرفين على طلابهم والتفاعل معهم بشكل إيجابي.
لا يأتي هذا التساؤل من فراغ، فكثير من الدراسات توصلت إلى أنّ نسبة كبيرة من طلاب الدكتوراه تتعرض لانتكاسات شخصية، منها ما يتعلق بالصحة الذهنية، من قلق واكتئاب، ومنها ما يرتبط بظروف أخرى. من ذلك، تقرير صادر عن جامعة "إكستر" البريطانية، عام 2015، أشار إلى أنّ نحو 40 في المائة من طلاب الدكتوراه، البالغ عددهم 165، أجابوا في استطلاع أنّ العمل على أطروحاتهم أثّر سلباً في صحتهم الجسدية والعقلية. يأتي ذلك بالرغم من أنّ معظم الطلاب الذين يواجهون مثل هذه المسألة يترددون للغاية في الاعتراف بما يشعرون به حقيقة، إذ قد ترتفع نسبة المعترفين بالمشاكل الذهنية، لولا الوصمة الاجتماعية المرافقة لها غالباً، خصوصاً في البيئة الاكاديمية.
في المجمل، يشعر طلاب الدكتوراه بضغوط هائلة، كأنّ الجميع من المشرف والزملاء الآخرين والأساتذة وغيرهم يتربصون بأخطائهم عند الزاوية، ويصطادونهم عند أقل هفوة. هذا الوضع الذي يجعلهم ينشدون المثالية، يعزلهم عن الآخرين ويفقدهم الثقة بهم، ويجعل علاقتهم متوترة بالأشخاص الذين يضطرون إلى التعامل معهم، شأن الأستاذ المشرف. يقول أحد الأساتذة إنّ اعتماد طالب الدكتوراه على نفسه فقط، يشبه المشاركة في ماراثون، أو حتى تسلق قمة جبل إيفرست، فهي محاكمة تتطلب اكتفاء ذاتياً مترافقاً مع ألوان من المعاناة.
ليس ذلك، فحسب، بل إنّ الطلاب يقعون في مشكلة مع أطروحتهم نفسها في محاولة تبرير علميتها وقيمتها المعرفية المضافة، فيقعون عندها في فخ الشعور بالفشل، ولوم الذات على التقصير، ليترافق مع كلّ ذلك شعور بالاكتئاب، وهو ما يمنع ما بين 20 في المائة و50 في المائة منهم من استكمال طريقهم إلى نيل الدرجة العلمية المرموقة.
بذلك، لا بدّ للطلاب من التنبه إلى مثل هذه التحديات والتأقلم مع احتمالاتها، كما لا بدّ من تعزيز ثقافة المشاركة والحوار في الجامعات، ولو كان الحوار حول الأطروحات بالذات لما فيه من عوامل دعم أكيدة، بالرغم من قدرة البعض على الإحباط. كذلك، لا بدّ للجامعات من توفير الدعم الطبي، خصوصاً الطب العقلي، والمشورة الاجتماعية المتخصصة لطلابها، مع ضرورة انفتاح المشرفين على طلابهم والتفاعل معهم بشكل إيجابي.