ليبيا: كبار السن أكثر عرضة لمخاطر الأمراض السارية

03 نوفمبر 2024
يجب دمج كبار السن في أوساطهم الاجتماعية (محمود تركية/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أظهرت دراسة للمركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا أن 66% من الليبيين معرضون لخطر الأمراض السارية بسبب التدخين والسمنة وقلة النشاط البدني، مع تزايد الخطر بين الفئة العمرية 45-70 سنة.
- أكدت منظمة الصحة العالمية أن 90% من كبار السن في ليبيا يعانون من أمراض سارية، مشددة على أهمية التثقيف الذاتي ووضع استراتيجيات وقائية تأخذ في الاعتبار التنوع الجغرافي.
- أطلقت حكومة الوحدة الوطنية مبادرة "طبيبك في بيتك" لتقديم الرعاية الطبية المنزلية لكبار السن وذوي الإعاقة، لتخفيف الضغط على المستشفيات وتعزيز المتابعة المستمرة.

حذر المركز الوطني لمكافحة الأمراض الحكومي في ليبيا، من أن أكثر من 66% من الليبيين "معرضون لخطر الأمراض السارية"، استناداً إلى دراسة مسحية حول عوامل الاختطار للأمراض غير السارية في البلاد، نشر المركز نتائجها في مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وذكرت الدراسة أن أكثر من 66% من الليبيين معرضون لخطر الإصابة بالعديد من الأمراض السارية استناداً إلى عدد من عوامل الاختطار، ومن بينها أمراض السكري، وارتفاع ضغط الدم، والتدخين، والسمنة، وقلة النشاط البدني، والأكل غير الصحي.
وأوضحت نتائج الدراسة أن أعمار الذين شملتهم نسبة الخطر تتراوح بين 45 و70 سنة، ولدى غالبية هؤلاء ثلاثة أو أكثر من عوامل الخطر المرتبطة بالأمراض غير السارية، والتي قد تؤدي إلى الوفاة، كما أن 38% من شريحة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و44 سنة، سجلت لديهم ثلاث أو أكثر من عوامل الاختطار.
ونبه المركز في تقرير، إلى أن عدداً من عوامل الاختطار قد تكون مرتبطة بشكل كبير بالإصابة بمختلف أنواع السرطانات وارتفاع معدلاتها. كما أشار إلى أن شريحة كبار السن هم الأكثر عرضة لمخاطر الأمراض السارية، وهو ما يؤكده الجانب الذي نشرته منظمة الصحة العالمية من التقرير ذاته. 
وتؤكد المنظمة الأممية أن أكثر من 90% من شريحة كبار السن مصابون بالعديد من الأمراض السارية، كالسكري، وأمراض الكلى، والاضطرابات العضلية الهيكلية وأمراض الأعضاء الحسية، وهي من الأسباب الرئيسية للإعاقة لكل من الرجال والنساء.
ولا ترى أستاذة الرعاية والخدمة الاجتماعية خولة جنات، أنه يمكن الاستناد إلى هذه التقارير والدراسات إذ أن النسب مبنية على العينات أو المجموعات المختارة، وليس لكامل فئة كبار السن في البلاد، مؤكدة أنه لم يصدر تعداد سكاني في البلاد منذ أكثر من سبع سنوات، ليتم وفقه تحديد نسبة كبار السن. تضيف: "رغم ذلك، فهذه الأرقام والنسب مؤشر هام يمكننا من تحديد سياسات وقائية وعلاجية هامة، وتضع اليد على مشكلة كبيرة تواجه كبار السن، والأخطر أنها مشكلة تتعلق بالأمراض السارية ما يعني أنها ستواجه شرائح الشباب الحالية مستقبلاً".

ينبغي تثقيف وتوعية كبار السن حول مخاطر الأمراض السارية

تتابع أن "الدراسات الاستشرافية يجب أن تضع في حسابها زيادة معدل نمو السكان لاكتشاف حجم الزيادة في أعداد شريحة كبار السن مستقبلاً، ووضع استراتيجيات وقائية من الآن للحد من مخاطر هذه الأمراض المتوطنة"، مضيفة: "من المهم جداً الانتباه إلى التنوع والاختلاف في خريطة انتشار الأمراض السارية بين منطقة وأخرى؛ فالمناطق الريفية حيث الأغذية صحية وغير معدلة جينياً يكون كبار السن فيها أقل عرضة للإصابة بالسكري أو الضغط أو غيرها من الأمراض السارية المرتبطة بالغذاء ونوعه. ومثل هذه الملاحظات تساعد على بناء استراتيجيات وقائية لكبار السن في المستقبل".
وتلفت جنات إلى جانب يتعلق بضرورة عدم الاعتماد على المؤسسات الحكومية والبحثية لمواجهة المخاطر المحدقة بكبار السن، مؤكدة على أهمية تثقيف وتوعية كبار السن أنفسهم، بالإضافة إلى جوانب أخرى تتعلق بضرورة توفير فضاءات خاصة بهم، كالأندية ومساحات لقضاء الوقت ضمن أطر تفاعلية وفق ثقافة كل منطقة أو قرية. وتشدد على ضرورة استمرار اندماج كبار السن في أوساطهم الاجتماعية كإحدى السبل الوقائية للأمراض بجميع أصنافها.

بالإضافة إلى الدراسة التي أعدها المركز الوطني لمكافحة الأمراض، تظهر العديد من الخطوات الأخرى انتباهاً من قبل الجهات الرسمية للاعتناء بكبار السن. فقد أطلقت حكومة الوحدة الوطنية بطرابلس مبادرة تحت اسم "طبيبك في بيتك"، والتي تستهدف كبار السن بالدرجة الأولى. 
ونظمت الحكومة مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، اجتماعاً موسعاً في وزارة الصحة لتفعيل هذه المبادرة من خلال دراسة السبل الكفيلة بدعم فرق الرعاية الطبية المنزلية لقوافل "طبيبك في بيتك"، والتي تهدف من خلالها الحكومة أيضاً لإلى تخفيف الضغط على المستشفيات بتقديم الخدمات العلاجية للمواطنين مباشرة في منازلهم.
وأوضحت الحكومة أن برنامج "طبيبك في بيتك" مصمم لتقديم الرعاية الطبية في منازل كبار السن، وخصوصاً الأشخاص ذوي الإعاقة والحالات الحرجة منهم، ممن لا يستطيعون الذهاب إلى المراكز الصحية. هؤلاء يحصلون على علاجات خاصة كالعلاج الفيزيائي، أو تسحب العينات للتحليل من المنزل. وتقول الحكومة إن تفاصيل هذا البرنامج تساعد في تعزيز المتابعة المستمرة للمرضى دون الحاجة إلى مغادرة أماكن إقامتهم.

المساهمون