عدائية في مدارس عراقية

09 أكتوبر 2018
في إحدى مدارس العراق (Getty)
+ الخط -

مع بدء العام الدراسي الجديد في العراق، تشكو بعض إدارات المدارس من تصاعد حدة السلوك العدائي لدى تلاميذ في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، ما يتطلب تدخلاً حكومياً للحدّ من تفاقمه، بحسب باحثين اجتماعيين.

ويقول حسن عبد الخالق، وهو مشرف تربوي في دائرة صحة بغداد ـ الرصافة: "وصلت إلى الدائرة عشرات الحالات نتيجة اعتداء تلاميذ على زملائهم مستخدمين آلات حادة". ويوضح لـ"العربي الجديد"، أنّ هذا يتكرر في المناطق الواقعة في أطراف بغداد، كأحياء أبو غريب والشعلة والصدر والزعفرانية وبغداد الجديدة والحسينية وأبو دشير وغيرها. يضيف أن بعض تلاميذ المدارس يحملون معهم آلات جارحة وسكاكين صغيرة يستخدمونها خلال أي شجار مع زملائهم، مؤكداً أن هذا خطير جداً ولا بد من الانتباه لسبل معالجته.


ويؤكّد مدير إحدى المدارس في مدينة الصدر (شرق بغداد)، علي الشويلي، لـ"العربي الجديد"، أنّ بعض التلاميذ يأتون إلى المدرسة حاملين معهم آلات حادة ممنوعة. يضيف أن عدداً من تلاميذ المرحلة المتوسطة أصروا بداية العام الدراسي على ارتداء ملابس مشابهة لتلك التي يرتديها عناصر مليشيا "الحشد الشعبي"، إلا أن إدارة المدرسة منعتهم.


ويُلاحظ أن نسبة كبيرة من التلاميذ تستخدم عبارات الوعيد والتهديد بالقتل، مؤكداً أنّ أحد التلاميذ هدّد زملاءه باستقدام عشيرته قبل أيام. وفي اليوم الثاني، حضر إلى المدرسة برفقة عدد من أقاربه للانتقام من زميل له.



في هذا الإطار، يُعرب الباحث الاجتماعي أحمد سعيد عن خشيته من زيادة نسبة التنمر بين التلاميذ، نتيجة الظروف القاسية التي مرت بها البلاد خلال السنوات الماضية. ويؤكد لـ"العربي الجديد"، أنّ العنف لدى التلاميذ ليس وليد الصدفة، بل نتيجة للمرحلة الماضية. يضيف أن استعراض السلاح من قبل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، في المناطق الشمالية والغربية على مدى ثلاث سنوات، كان له تأثير كبير على عادات أطفال تلك المناطق، وقد باتوا في حاجة إلى علاج نفسي. 

يتابع سعيد: "عسكرة المجتمع في بغداد ومحافظات جنوب العراق من قبل الحشد الشعبي كان لها أثر سلبي أيضاً"، موضحاً أن الطفل حين يرى كل هذه المظاهر المسلحة، سيؤمن أنه يمكن انتزاع أي شيء بالقوة. ويقول: "لا بد من الالتفات إلى سلوكيّات الأطفال العنيفة في المدارس والحد منها"، مشيراً إلى أنها قد تنتقل إلى الأسر، وربّما يشهر الطفل سلاحه في وجه والديه وإخوته.

المساهمون