المشي لتحسين المزاج

08 فبراير 2017
تكفيهما تمشية بسيطة (سبنسر بلات/ Getty)
+ الخط -
إذا كنت تتذرّع ببعض الأقاويل حول عدم جدوى رياضة المشي، فإنّ دراسة أخيرة خلصت إلى أنّ رحلة قصيرة مشياً لها فوائد عظيمة. الدراسة الصادرة عن "جامعة ولاية آيوا" الأميركية توصلت إلى أنّ المشي لبضع دقائق يفيد في تحسين المزاج بصورة ملحوظة بحسب موقع "بغ ثينك" العلمي.

عن ذلك، قال مؤلفا الدراسة الأستاذان في علم النفس جيفري كونراث وزلاتان كريزان إنّ المشي وحده بمعزل عن المكان والعوامل الخارجية الأخرى هو العنصر الرئيس في تحقيق تلك النتائج على مستوى تحسين المزاج، أي أنّ المشي حين يكون على جهاز داخل غرفة يحقق نتائج مشابهة أيضاً.

تألفت عينة الدراسة من 232 طالباً وطالبة. وفي القسم الأول منها خُيّر الطلاّب على ثلاث مراحل بين المشي أو الجلوس أثناء عرض مؤثرات بيئية متنوعة في كلّ مرحلة بعضها مألوف وبعضها غير مألوف. وجرى قياس المزاج عبر وسائل متنوعة تابعة لمقياس معروف باسم "باناس" وهو جدول للمؤثرات الإيجابية والسلبية على المزاج. وكان ذلك قبل الاختبارات وبعد اكتمالها في كلّ مرحلة من المراحل.

كانت النتائج واضحة: من كانوا من المشاة تحسن لديهم المزاج خصوصاً لدى مقارنتهم بمن كانوا من الجالسين أثناء العروض. كذلك، تبيّن أنّ تحسن المزاج استمر تأثيره حتى عقب تغيير المؤثرات البيئية في كلّ مرحلة من المراحل.

في القسم الثاني من الدراسة، قرر المؤلفان إضافة عنصر آخر لرصد قوة تأثير المشي، فاختبروا ما إذا كان المزاج يمكن أن يتحسن عبر المشي حتى لو سمع الشخص خبراً غير سعيد قبل البدء.

وبما أنّ المشاركين هم من الطلاّب، فقد قال لهم الباحثان مقدّماً: "بعد المشي، عليكم أن تكتبوا في 10 دقائق فقط، مقالة من صفحتين عن العناصر الهندسية للمباني، مع علامات فصلية عليها". حتى تلك الفكرة المرعبة التي من المفترض أن تثير في الطلاب طباعاً حادة ومزاجاً عصبياً بحسب المؤلفين، لم تقلص من مزاجهم المحسّن بالمشي.

تجدر الإشارة إلى أنّ فكرة تحسّن المزاج عبر الحركة قديمة وتعود بعض أصولها إلى العالم تشارلز داروين مؤلف كتاب "أصل الأنواع" وصاحب نظرية الانتخاب الطبيعي الشهيرة، إذ افترض أنّ "اكتساب الحيوانات من جميع الأنواع السرور والبهجة والمتعة يرتبط بتحركها الفعّال، والنشاط الذي تتميز به".

لكلّ ذلك، إذا أردت أن تشعر بالسعادة أو على الأقل تحسّن مزاجك المثقل بالتعب والهموم من مشاغل الحياة التي لا تنتهي، ليس عليك أن تمارس التأمل أو تلجأ إلى العقاقير، بل تكفيك تمشية بسيطة قد لا تتجاوز ربع ساعة يومياً... هيّا تحرّك.

المساهمون