الدنمارك: الشرطة تصفع وتركل شاباً من أصول عربية (فيديو)

5698EA23-7F4D-47FA-B256-09D7BCA82E5A
ناصر السهلي
صحافي فلسطيني، مراسل موقع وصحيفة "العربي الجديد" في أوروبا.
04 سبتمبر 2016
91F66AD7-3F8C-4928-B0C4-E0A7F61F23C2
+ الخط -
أثار شريط فيديو نشره شاب دنماركي من أصول عربية لسيارة شرطة تعتقل شابا آخر حضر إلى الدنمارك من لبنان، وهو صغير جدا، جدلا واسعا في ثاني مدينة في البلاد، آرهوس.

ويبدو واضحا من الفيديو الذي نشره وسام برامز على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قيام شرطي بركل وصفع الموقوف والصراخ بوجهه قبل أن يدخل قدميه إلى داخل السيارة، بينما كان الموقوف يجلس في الكرسي الخلفي للسيارة مصفد اليدين وبجواره شرطي آخر.

والعنف الذي مارسه الشرطي، وكشفته الكاميرا بالجرم المشهود، حدث يوم الخميس، الأول من سبتمبر/أيلول، قرب متجر "هارلدنيبورغ" في ضاحية تيلست القريبة من مدينة آرهوس، التي عادة ما تشهد توترا بين رجال الشرطة والمراهقين. ووفقا لما يرويه وسام، الذي التقط ونشر الفيديو في اليوم التالي للحادثة، فإن "الرجل كان في موقف السيارات التابع للمتجر حين توجه إليه شرطيان، وبدون أن يعرف السبب جرى طرحه أرضا بعد مهاجمته لفظيا وجسديا والإمساك برقبته بحيث كاد يختنق. كنت أنا وغيري من الشهود بحالة دهشة غير مستوعبين لما يحدث".

الشرطة الدنماركية  متهمة (ناصر السهلي)


ثم يظهر في الشريط بعض العنف الذي أثار جدلا كبيرا منذ أمس، السبت. فقد مر يوم كامل دون أن تشير الصحف المحلية إلى الحادثة، حتى وصل عدد مشاهدي الشريط لمئات الآلاف، وعشرات آلاف التعليقات على وسائل التواصل، منقسمة بين من يؤيد تصرف الشرطة "باعتبار أننا لا نرى ما حدث قبلا"، وفقا لما كتب البعض. بينما ذهب آخرون إلى رفض تام لهذه الممارسات والتي شبهها البعض بـ"نموذج أميركي".

وفي حديث خاص بـ"العربي الجديد"، يفيد شبان من ضواحي مدينة آرهوس، بأن "العنف الذي ظهر في الشريط يُمارس في كثير من الأوقات بحقنا دون أن يجري تسجيلها، وأحيانا حتى كاميرا المراقبة يختفي تسجيلها للحوادث التي تكون بالدفع والركل وشتائم غير آدمية". وبحسب البعض من الشبان في تلك الضواحي: "تقوم الشرطة أحيانا وبدون مبرر بتوقيف شاب يركب سيارة حديثة الطراز والشك دائما بأنه سارق للسيارة، رغم أن بعضنا يعمل وكل راتبه يكون لاقتناء مثل تلك السيارات الرياضية، وبعد جدل واسع وعنيف لا يقدم حتى اعتذار أو أسف للتوقيف أمام المارة والسيارات الأخرى". بينما يذهب شاب غاضب إلى القول: "كلما تعرضت الشرطة لانتكاسة، مثلما حدث قبل يوم من الحادثة في كريسيتانيا حيث أصيب شرطيان بطلقات نارية من تاجر مخدرات من البوسنة، كلما شعرت بأنهم ينتقمون ممن يرونه في طريقهم".

أثارت القضية جدلاً واسعاً (ناصر السهلي)


لم يكن ممكنا أخذ تعليق من الشرطة حول تلك المزاعم، فشرطة آرهوس وفي اتصال مع الضابط المناوب تقول: "ليس لدينا تعليق حول القضية".

حالة العنف التي ظهرت في شريط الفيديو المنشور تحولت إلى قضية رأي عام دفعت، أمس السبت واليوم الأحد "سلطة البحث الشرطية المستقلة"، التي تأخذ على عاتقها ملاحقة الشرطيين في حالة مخالفة القانون، إلى "البحث في ما جرى بعد مشاهدة الفيديو المنشور على وسائل التواصل وإمكانية تقديم اتهامات".  

وأعادت هذه القضية إلى الأذهان قيام الشرطة في عام 2001، في المنطقة نفسها، بإطلاق النار على شابين دنماركيين وقتلهما مساء 29 ديسمبر/كانون الأول بالقرب من سلسلة متاجر قريبة وخرجت بتفسير "كنا نبحث عن سارقي سيارات حين لم يتوقف الشابان". وتلك القضية، وبعد 15 عاما، وصلت في مايو/أيار الماضي إلى محكمة حقوق الإنسان الأوروبية، في ستراسبورغ، بسبب عدم ملاحقة الشرطة قضائيا واعتبار المحكمة العليا في الدنمارك أن الأخيرة "تصرفت وفق القانون".

وتتعالى في البلاد مطالب حقوقية بأن يجري تزويد كل رجال الشرطة بكاميرات مثبتة على صدورهم أثناء العمل، وذلك بعد تزايد الشكاوى من ممارسة العنف اللفظي والجسدي أثناء عمليات التوقيف والاعتقال.



دلالات

ذات صلة

الصورة
لبنان (أنور عمرو/ فرانس برس)

مجتمع

تتكرّر حوادث التحرش والاغتصاب في لبنان، وبرزت معلومات حول توقيف مدير مدرسة وأستاذ رياضة وموظف أمن، بتهمة تحرش بقاصرات في إحدى المدارس في بلدة كفرشيما
الصورة

سياسة

أعلن وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، اليوم الأربعاء، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم بـ"عملية هجومية" في جنوبيّ لبنان بأكمله.
الصورة
بات شغوفاً بعمله (العربي الجديد)

مجتمع

أراد ابن جنوب لبنان محمد نعمان نصيف التغلب على الوجع الذي سببته قذائف وشظايا العدو الإسرائيلي على مدى أعوام طويلة فحولها إلى تحف فنية.
الصورة
وقفة تضامن مع جنوب أفريقيا في لبنان 1 (سارة مطر)

مجتمع

على وقع هتافات مناصرة للقضية الفلسطينية ومندّدة بحرب الإبادة التي تشنّها قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة، كانت وقفة أمام قنصلية جنوب أفريقيا في بيروت.