لبنان: "سوا" تجمع تطوعي يؤسس مطبخاً رمضانياً للاجئين

28 يونيو 2016
استعداداً لتحضير الإفطار في موعده (الأناضول)
+ الخط -


استطاعت منظمة "سوا" للتنمية والإغاثة، أن تجمع شبابًا لبنانيين وسوريين وفلسطينيين ضمن فريق عمل متجانس في "مطبخ سوا الرمضاني" الذي يقدم وجبات الإفطار الرمضانية لأكثر من 4 آلاف لاجئ سوري في قرية شرقي لبنان.

في بلدة سعد نايل التي تبعد عن العاصمة اللبنانية بيروت نحو 45 كلم نحو الشرق، هي إحدى قرى قضاء زحلة، في محافظة البقاع التي تضم مئات آلاف اللاجئين السوريين، يعمل فريق "سوا" بـ"متعة لا توصف" لخدمة الفارين من الحرب، في محاولة للتخفيف من آلام البعد عن الأهل والوطن خلال شهر رمضان المبارك.

في "مطبخ سوا الرمضاني" يبدأ العمل اليومي باكراً وينتهي مع إيصال آخر وجبة للاجئ في أحد مخيمات سعد نايل والقرى المحيطة بها، عمل غير مدعوم من أية منظمة أو هيئة إغاثية إلا من "أهل الخير" (المتبرعين)، أتى استجابة لطلبات النازحين بدل الحصص الغذائية المتعارف عليها "علنا نعيش شيئًا من روح ما فقدناه في سورية"، وفق ما يقول أحد القائمين على هذا المشروع الرمضاني.

حيدر حمّود، مدير ومنسق قسم الإغاثة في منظمة "سوا" أوضح أن "مشروع المطبخ الرمضاني يقام للعام الثاني على التوالي في منطقة البقاع، على أيدي فريق عمل من لبنانيين وسوريين وفلسطينيين، أكثر من 80 في المائة منهم متطوعون".

ولفت إلى أن "الإحصاء الذي أجرته المنظمة قبيل شهر رمضان في عدد من مخيمات البقاع، كشف أن الكثير من العائلات النازحة تتمنى أن تفطر كما كانت تفطر أنواعاً معينة من الطبخ والمأكولات كما في سورية"، مضيفًا أن "المطالب الكثيرة هي التي دفعتنا لاستبدال موضوع توزيع المعونات الإغاثية بإنشاء هذا المطبخ".

وأشار إلى أن "عدد المستفيدين من المطبخ بلغ العام الماضي نحو ألفي شخص يوميًا، أما هذا العام فيبلغ بحده الأدنى حوالي 4 آلاف يوميا".

تحضير وجبات تناسب شهر الصيام (الأناضول)


وأوضح حمّود أن "المتطوعين من المنظمة يقومون بإيصال وجبات الإفطار إلى العائلات النازحة في المخيمات قبيل وقت الإفطار بقليل"، مشيرًا إلى أن "عددًا آخر من العائلات القريبة من مكان المطبخ تأتي إلى هنا وتأخذ وجباتها".

وأكد أن "تكاليف المطبخ باهظة جدًا"، و"ما يخفف عنا، المساهمات التي يقدمها أهل الخير، إلى جانب كوننا نشتري المواد الأولية من خضار ولحوم وغيرها، بأنفسنا من المصدر مباشرة دون أن نتعامل مع تجار، لنخفف من التكاليف".

ولفت حمّود إلى أنه "في كثير من الأحيان يحين وقت الإفطار وفرق العمل لا تزال توزع الوجبات في المخيمات، فيفطرون حيث هم بعيدون عن عائلاتهم وأهلهم"، مشددًا أن "هذا العمل من بداياته حتى نهايته يُشعرنا بمتعة لا توصف".

ولفت إلى أن "ما دفع اللبنانيين والفلسطينيين للعمل أيضًا في هذه الخدمة، شعورهم الإنساني مع اللاجئين ومشاركة أوجاعهم وأفراحهم معًا، وهذا حصل أيضًا بدعم ومساعدة من رابطة شباب سعدنايل".

وعن منظمة "سوا" أوضح حمّود أنها "تأسست بداية كمبادرة شبابية، مع بداية الثورة السورية عام 2011، من فريق متجانس من لبنانيين وسوريين وفلسطينيين، في محافظة عكار شمال لبنان، لمساعدة النازحين السوريين".

وأشار إلى أنه "بسبب تمركز العدد الأكبر من اللاجئين السوريين في منطقة البقاع، مع طول أمد الثورة، قررنا الانتقال إلى هنا، لنأخذ أيضًا بنهاية عام 2012 الترخيص الرسمي من الدولة اللبنانية".

وختم أن "المنظمة تقوم بمشاريع تنموية للاجئين السوريين ومشاريع تعليمية لأطفالهم بسبب طول فترة اللجوء". 
المساهمون