عدوى "زيكا" الفيروسية غزت الأميركتين عام 2013

25 مارس 2016
طفل مصاب بفيروس زيكا (GETTY)
+ الخط -
قال علماء أمس الخميس، إن عدوى زيكا الفيروسية التي تجتاح الأميركتين حاليا، يبدو أنها انتقلت إلى البرازيل عام 2013 ثم بدأت غزوها للمنطقة من هناك.

وفي أول تحليل جينومي لوباء زيكا الذي ارتبط في البرازيل بحالات صغر حجم الرأس، قال الباحثون إن انتقال الفيروس إلى الأميركتين قبل نحو ثلاث سنوات تزامن مع زيادة نسبتها 50 في المائة في عدد الرحلات الجوية للركاب التي تنطلق من مناطق تنتشر فيها العدوى.

ويقول العلماء إن السلالة الفيروسية الشائعة في التفشي الحالي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بسلالة موجودة في بولينيزيا الفرنسية، على الرغم من فرضية أن يكون الفيروس قد انتقل من جنوب شرق آسيا إلى الأميركتين وبولينيزيا بشكل مستقل.

وقال عالم الأحياء بجامعة أكسفورد، أوليفر بايبوس، الذي شارك في البحث مع فريق من معهد "إيفادرو تشاجاس" بالبرازيل، إن هذه النتائج تشير إلى أن تزايد حركة السفر الدولية أسهم في امتداد نطاق العدوى الفيروسية بزيكا.

وقال: "بحثنا في نماذج شاملة لحركة البشر وركزنا على حركة السفر جوا لأناس سافروا إلى البرازيل من دول أعلنت عن إصابات زيكا عام 2012. ومن أواخر عام 2012 فصاعداً، حدثت زيادة بنسبة 50 في المائة في عدد الركاب المسافرين إلى البرازيل من دول بها فيروس زيكا".

وفي أول فبراير/شباط الماضي، أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن عدوى زيكا التي انتشرت بسرعة في الأميركتين ومنطقة الكاريبي، والتي يشتبه بعلاقتها بآلاف من حالات تشوه المواليد في البرازيل، تمثل حالة طوارئ صحية، مشيرين إلى "قرائن قوية" تعضد العلاقة السببية بين الإصابة بالفيروس في أثناء الحمل وحالات صغر حجم الرأس لدى المواليد.

ولا يزال العلماء يجهلون الكثير عن الفيروس وعما إذا كان يتسبب بالفعل في حالة صغر حجم الرأس.

وتضمنت الدراسة الحالية جمع عينات من جينوم فيروس زيكا المرتبط بعدوى في البرازيل منها ما أُخذ من دم متبرع أو حالة وفاة لشاب ومن رضيع مصاب بتشوهات خلقية وحالة صغر حجم الرأس. واستعان الباحثون بتقنيات التسلسل الجيني لرسم خريطة للشفرة الجينية ولاحظوا فروقا وراثية طفيفة فيما بينها.

ويشير ذلك إلى دخول العدوى إلى الأميركتين من مصدر واحد خلال الفترة بين مايو/أيار وديسمبر/كانون الأول 2013، أي قبل أكثر من عام من رصد الفيروس في البرازيل.

وقال الباحثون إن هذه المعلومات الوراثية الأولى المشتقة من الجينوم تمثل علامة مرجعية للأبحاث المستقبلية. وقالوا إنهم درسوا العلاقة بين عدوى زيكا وصغر حجم الرأس وأشاروا إلى أن الأمر يستلزم البحث في نتائج دراسات أخرى خاصة بالأوبئة وغيرها لرسم صورة أوضح ربما تتاح في أواخر العام الجاري.


اقرأ أيضاً:الفقراء أكثر عرضة لخطر فيروس "زيكا"

المساهمون