النساء ضحايا الدوالي الوريديّة

16 نوفمبر 2016
المدرّسات من الأكثر تضرراً (دليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -

في مقابل كلّ ثلاث نساء مصابات بدوالي الساقَين أو الدوالي الوريديّة، تُسجّل إصابة رجل واحد فقط، بحسب ما يشير خبراء في المجال. "تغيير نمط الحياة اليومية"، هذا ما يشدّد عليه المتخصص في الطب الداخلي الدكتور عبدو إفرام. ويقول لـ "العربي الجديد" إنّ "الدوالي غالباً ما نجدها بين سنّ الثلاثين والسبعين، إذ كلما تقدّم المرء في العمر تفقد أوردته شيئاً من ليونتها". يضيف أنّ ثمّة "عوامل عدّة تساعد في ازدياد دوالي الساقَين، من قبيل الحمل والبدانة والوقوف لفترات طويلة وكذلك الجلوس وراء المكاتب من دون حركة كافية ومن دون ممارسة الرياضة. ولا ننسى العوامل الوراثية". أمّا المطلوب، فهو "تغيير نمط الحياة وممارسة التمارين الرياضية، وتخفيض الوزن، وتجنّب ارتداء الملابس الضيقة، ورفع الساقَين كلّما أمكن ذلك".

ويؤكد الطبيب المتخصص في الجراحة العامة، الدكتور حكمت الحسيني، من جهته، أنّ "قلة الحركة هي وراء تزايد دوالي الساقَين". إلى ذلك، يقول لـ "العربي الجديد" إنّ "إحصاءات أخيرة بيّنت إصابة ثلاث نساء في مقابل رجل واحد. والسبب يعود إلى التغيّرات الهرمونيّة لدى النساء التي تزيد ارتخاء الأوعية. وفي معظم الأحيان، تبدأ الدوالي بالظهور ابتداءً من الخامسة والثلاثين". ويشير إلى "احتمال أن تتسبّب الدوالي الوريديّة بجلطة دموية مفاجئة وخطرة، في حال لم تُعالج بطريقة صحيحة".

ويتوقّف الحسيني عند أهميّة الأخذ في عين الاعتبار تطبيق القواعد الأساسية للوقاية، قائلاً: "بما أنّ المرأة أكثر عرضة من الرجل للإصابة، عليها تجنّب الملابس الضيقة والأحذية ذات الكعب العالي أثناء المشي واستبدالها بأحذية رياضية، بالإضافة إلى الابتعاد عن ممارسة الرياضات القاسية في النوادي. ويبقى المشي هو المفضّل". يضيف أنّه "لا بدّ من تجنّب البهارات والمأكولات الحارة والقهوة بكميات كبيرة. كذلك، يُفضّل الاستحمام ليلاً بمياه باردة لشدّ عضلات الجسم والأوردة ولبس الجوارب الخاصة بالدوالي". ويتابع: "صحيح أنّ الجراحة تقدّمت في هذا المجال وكذلك العلاجات بالليزر، إلا أنّ الوقاية تبقى الدواء الأفضل".




من جهته، يشير الطبيب المتخصص في جراحة الشرايين والأوعية الدموية، الدكتور غسان أبو ستة، إلى أنّ "البلدان التي يسيطر عليها المناخ الحار مثل دول الخليج، هي الأكثر عرضة للإصابة بدوالي الساقَين". ويشرح لـ "العربي الجديد" أنّ "الأسباب متعددة، ومنها ارتفاع درجات الحرارة. كذلك، فإنّ البدانة - تزيد في تلك البلدان - تؤثّر على ازدياد نسبة الإصابات، إذ إنّ شحوم البطن تؤدّي إلى ثقل وبالتالي إلى ضغط على أوردة الساقَين". يضيف أنّه "لا ينبغي أن ننسى طبيعة العمل والحياة اليومية، خصوصاً العمل وراء المكاتب، بالإضافة إلى السفر لمسافات طويلة، أي أكثر من أربع ساعات. هنا، يُسجّل خطر التخثّر. فننصح بارتداء الجوراب الضاغطة. أمّا العاملون في وظائف مكتبية، فعليهم تخصيص وقت للمشي، أربعين دقيقة على أقلّ تقدير، بهدف تحريك الدورة الدموية". ويشدّد أبو ستة على "أهميّة المتابعة مع اختصاصيين في جراحة الأوعية الدموية، لأنّ ثمّة علاجات مستحدثة لا يتقنها سوى أهل الاختصاص"، محذّراً من "الوقوع في شرك الدعاية. فالعلاج عند غير أهل الاختصاص، يدفع ثمنه المريض من صحته".

ويأتي "التركيز على الحمية المناسبة والابتعاد عن المأكولات الدسمة، التي تزيد من البدانة، من أبرز أساليب الوقاية من الإصابة بالدوالي"، بحسب ما تقول المتخصصة في الطب الداخلي الدكتورة ألين طعمة. تضيف لـ "العربي الجديد" أنّه "لا شكّ في أنّ الحمل والوقوف طويلاً أو الجلوس طويلاً هي من العوامل التي تزيد من احتمال الإصابة. لذا نجد أكثر المتضررين من العاملين في المكاتب والحلاقين ومصفّفي الشعر والمدرّسين والممرضين". وتنصح بـ "اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة كي لا يصل الأمر إلى مراحل أكثر تعقيداً"، مشدّدة على "أهميّة رفع الساقَين قبل النوم، إذ إنّ هذه الطريقة تخفف من الضغط على الأوردة الدموية".

ورداً على سؤال حول احتمال الإصابة بجلطات من جرّاء الدوالي الوريديّة، يجيب الطبيب المتخصص في أمراض الدم الدكتور، كريستيان حداد، لـ "العربي الجديد" أنّ "80 في المائة من أسباب الجلطة الدموية غير معروفة. لكنّنا نعرف أنّها ناجمة عن قلة الحركة". يضيف أنّ "ثمّة فحوصات مخبرية تكشف مدى الإصابة بتجلط الأوردة، إلا أنّ سبب ذلك لا يكون بالضرورة إصابة المرء بالدوالي".

أمّا الطبيب المتخصص في الجراحة العامة، الدكتور رشيد رحمة، فيقول إنّ "ثمّة نوعَين من دوالي الساقَين، داخلي وخارجي، لكنّ الأسباب تتشابه. ونجد الوقوف طويلاً بالنسبة إلى النساء اللواتي يعملن في المطبخ على سبيل المثال، والبدانة، ورفع الأوزان الثقيلة خلال التمارين الرياضية، من شأن ذلك أن يلحق الأذى بسلامة الأوردة". ويلفت إلى أنّه "على الرغم من توصّلنا إلى علاجات متطوّرة، إلا أنّ احتمال الارتكاس وارد في حال لم يتّبع المصاب المطلوب منه. والعلاج الدوائي هو مساعد وليس علاجاً شافياً".

دلالات
المساهمون