خليجيات ثائرات

26 يناير 2015
يتفوقن على الرجال حتى (رسم أنس عوض)
+ الخط -

تواجه المرأة في العديد من دول الخليج العربي عراقيل في مسيرتها المهنية، خصوصاً لجهة عدم اعتياد المجتمع على رؤيتها تقود المشاريع وتصنع السياسات وتؤسس الجمعيات.
لكن، ورغم كلّ العراقيل تبرز نساء خليجيات كأسماء لامعة في ميادينهن، ليتفوقن على الرجال حتى، في التغلب على الواقع وملاحقة الأحلام، إلى حد الثورة على القوالب الجاهزة للمرأة.

فمن ناحيتها، دخلت دينا النهدي موسوعة غينيس للأرقام القياسية بأكبر وأطول شارة مطبوعة للحفاظ على البيئة. كما أنّ السيدة السعودية سبقت كلّ من عداها في تأسيس شركة متخصصة في مجال تحسين البيئة، وهي شركة "إنتك". وقد أسستها عام 1995 بالشراكة مع والدها.
تقول النهدي الحاصلة على ماجستير في الإدارة البيئية من كندا لـ"العربي الجديد": "في البداية واجهت عقبة تسجيل مؤسسة بيئية باسم سيدة لدى وزارة التجارة، لكن سرعان ما تجاوزنا المشكلة". وعلى الرغم من كونها رئيسة المؤسسة، فإنّها تعاني اليوم من غياب العنصر النسائي فيها، وتتمنى أن تضم المؤسسة خبيرات نساء إلى جانب الخبراء الرجال الذين يعملون فيها اليوم. فالتخصص البيئي غير متوافر للفتيات في جامعات المملكة بعد. وتقتصر وظائف الإناث في المؤسسة على العمل الإداري.

تدير النهدي مؤسسة تضم أقساماً لتحسين البيئة، والتوعية، والدراسات والاستشارات، في حقول تقييم مدى التأثيرات الخارجية على البيئة، وتقييم المخاطر البيئية، بالإضافة إلى المراقبة البيئية، ومعالجة مياه الصرف الصحي، وإدارة النفايات الخطرة، وإعادة التدوير. وتتنوع الجهات التي تطلب دراسات من المؤسسة، من القطاعين الحكومي والخاص.
بدورها، لم تجد غادة غزاوي نفسها في العمل كإدارية في مدرسة. لذا قررت ملاحقة حلمها في عالم الأعمال. وكانت البداية من خلال مهنة بيع السيارات، التي لم تكن أيّ سيدة سعودية قد سبقتها إليها. وكان التحدي محركها الدائم باتجاه النجاح واستمراره، بالرغم مما في ذلك من كسر للقوالب النمطية، بحسب ما تقول لـ"العربي الجديد".

واليوم، تملك غزاوي إحدى أكبر الشركات السعودية، في مجال تنظيم المؤتمرات والمعارض والفعاليات التجارية. وشكلت الشركة التي تأسست قبل ثلاثة عشر عاماً ميدان عمل جديداً بالنسبة للمرأة السعودية. وفيه أثبتت غزاوي جدارتها التي توجت أخيراً بحصول الشركة على مناقصة منتدى جدة الاقتصادي. وفيما تشير إلى أنّ أيّ مجال جديد لا بد أن يكون محفوفاً بالمصاعب سواء للرجل أو المرأة، تؤكد أنّ المرأة ما زالت تواجه الكثير من العقبات "لكنّ امتلاك الإصرار اللازم لا بدّ من ان يوصلك إلى هدفك".

أما لمياء الحبسي، التي تشتهر منذ صغرها بلقب "لاميتا"، فتخوض مجالاً أبعد ما يكون عن المرأة الخليجية، وهو مجال عرض الأزياء. ورغم انجذابها منذ صغرها إلى مسابقات الجمال خصوصاً في لبنان، وكذلك عروض الأزياء العالمية، واحترافها، فللشابة العمانية أسلوبها الخاص، فهي محجبة وملتزمة بالاحتشام في العروض التي تشارك فيها. كما تعمل لاميتا خبيرة تجميل في صالونها الخاص. وتؤدي أدواراً تمثيلية في مسلسلات وأفلام قصيرة ومسرحيات كان آخرها مسرحية في مدينة صلالة بعنوان "صرقعة وفرقعة".

وفي عملها كعارضة، تواجه الشابة الكثير من الصعوبات ومع ذلك، تشير إلى أنّ زوجها يستمر في دعمها. وتقول: "مجتمعنا لا يتقبل أن تظهر المرأة نفسها للعامة. ويواجهني البعض بالقول: ما دامت صورك معروضة ويراها الرجال فلمَ لا تخلعين الحجاب؟". وتتابع: "لكنني أصرّ على أن أثبت للجميع أنّ الفتاة لا يشترط أن تتعرى حتى تنجح وتحقق هدفها، فأنا الآن زوجة وأم لطفلين والثالث في الطريق، لكنني مصرة على أن أترك بصمتي".
المساهمون