خديجة خويص تصرّ على المرابطة عند الأقصى

23 يناير 2015
مرابطات الأقصى (أحمد غرابلي/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
تنتظر خديجة خويص (37 عاماً) الإثنين المقبل، بفارغ الصبر، ففي ذلك اليوم تنتهي فترة إبعادها الثالثة عن المسجد الأقصى في القدس الشرقية، والتي استمرت هذه المرة 21 يوماً.

وخلال رباطها على بعد مئات الأمتار من باب السلسلة، إحدى البوابات في الجدار الغربي للمسجد الأقصى، قالت "يوم السادس والعشرين من الشهر (الإثنين) سألتقي بمحبوبي، المسجد الأقصى، اشتاق لأن أشرب من مائه وأتنفس هواءه وألتقي أخواتي في رحابه، وإن شاء الله لن يتكرر الإبعاد".

ولخويص قصة متكررة مع قرارات إسرائيلية بالإبعاد عن المسجد الأقصى. قالت "لقد أبعدت عن المسجد الأقصى خلال الأشهر الأربعة الأخيرة ثلاث مرات، المرة الأولى في 15 سبتمبر/أيلول حين تم اعتقالي وإبعادي بتهمة ضرب أحد المستوطنين الإسرائيليين المقتحمين للمسجد، وبطبيعة الحال هي تهم باطلة تلفق لنا حتى يجدوا حجة لإبعادنا عن المسجد".

وأضافت "بعد شهر على عودتي إلى الأقصى تم اعتقالي مجددا،ً وأبعدت لمدة 60 يوماً عن المسجد الأقصى مع كفالة 500 شيكل (128 دولاراً أميركياً) وخمسة آلاف (1282 دولاراً) غرامة إذا دخلت المسجد".

وتابعت خويص "في الرابع من ديسمبر/كانون الأول الماضي، اعتقلت مجدداً وبت ليلة في السجن، وعرضت في اليوم التالي على المحكمة الإسرائيلية التي وجهت لي تهمة التكبير وصدّ الاقتحامات وتحريض النساء في الداخل على صدّ الاقتحامات، وأبعدت لمدة 21 يوماً أخرى عن المسجد الأقصى وغرامة مالية، وينتهي إبعادي الثالث في 26 من الشهر الجاري، إن شاء الله".


16 امرأة فلسطينية أبعدت عن الأقصى


وتشير خديجة إلى أن 16 امرأة فلسطينية ممنوعات الآن من الدخول إلى المسجد الأقصى بقرار من الشرطة الإسرائيلية لفترات متفاوتة.

وفي هذا الصدد يقول محمود أبو عطا، مسؤول الإعلام في مؤسسة الأقصى وهي مؤسسة غير حكومية تختص بمتابعة شؤون المقدسات، "خلال العام الماضي 2014 منعت السلطات الإسرائيلية 100 رجل وامرأة من الدخول إلى المسجد الأقصى لفترات تتفاوت ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أشهر" وأضاف "80% منهم من النساء".

وقالت خويص "نخرج من بيوتنا، نحن المبعدات، ونأتي للرباط عند أي بوابة من بوابات المسجد، وخاصة بابي حطة والسلسلة، في الساعة الثامنة صباحاً وحتى صلاة الظهر، وخلالها نقرأ القرآن، وتخرج إلينا أحيانا بعض الأخوات من المسجد، وندرس تجويد القرآن، ونصلي الظهر ومن ثم نغادر إلى منازلنا".

خلال حديثها "خرج اثنان من المستوطنين من المسجد بعد اقتحامه فلاحقتهما بصيحات "الله أكبر" فهرولا مسرعين من المكان. وتقول وإلى جانبها ثلاثة من المبعدات عن المسجد الأقصى "باب السلسلة استراتيجي إذ إن اقتحام المستوطنين إلى المسجد الأقصى يكون من باب المغاربة والخروج من هذه البوابة، وبالتالي فإن وجودنا هنا مهم واستراتيجي لنثبت للعدو، الذي أخرجنا ظلما وعدوانا، أننا موجودون برغم قهرنا بإبعادنا عن المسجد".



ولكنها أضافت وبصوتها غصة "صاحب المسجد الحقيقي يمنع من دخوله، وهذا المحتل الغاصب المقتحم الذي يدنس المسجد وينتهك حرماته يخرج مصفقاً ومستفزاً ومعتدياً علينا وساخراً منا، ويعتدي علينا بكلامه السيئ، هم من جهة، والشرطة الإسرائيلية من الجهة الأخرى، وكأننا بين فكي كماشة، فالشرطة تترصد لنا كل حين".

وتقول" هناك حواجز وضعتها الشرطة الإسرائيلية في الطرق المؤدية إلى البوابات نمنع من تجاوزها ولذلك نرابط عندها وهذا ما نستطيع فعله". وتلفت خويص إلى أن السلطات الإسرائيلية تتعمد وضع العراقيل أمام وصول المصلين إلى المسجد الأقصى وتعاقب المصلين في حال احتجوا على الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد.

وأضافت "عندما وجد الاحتلال أن المرأة أصبح لها أثر فعال في صدّ الاقتحامات أصبح يستهدف النساء بشكل أكبر".

وأدى القرار الإسرائيلي بمنعها من دخول المسجد الأقصى إلى حرمانها أيضا من الوصول إلى مكان عملها، فخويص تعمل معلمة في مدرسة الأقصى الإسلامية الموجودة داخل أسوار المسجد الأقصى.

وأضافت "رد فعلي على قرارات الإبعاد يكون بحسب الواقع الذي أعيشه، فأحيانا يكون رد فعلي هو التكبير، وأحيانا تصل إلى درجة البكاء بسبب القهر والظلم الذي نعيشه، بينما الأمة الإسلامية صامتة، وكأن المسجد الأقصى مجرد بيت عادي لا أهمية له".

المساهمون