طبيب فلسطيني: حالات سوء التغذية تفوق قدرة مستشفيات غزة

15 يوليو 2024
سوء التغذية يهدد حياة أطفال غزة، 9 يوليو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تفاقم سوء التغذية في غزة:** يعاني قطاع غزة من أزمة سوء تغذية حادة، خاصة بين الأطفال دون سن الخامسة، نتيجة للحرب الإسرائيلية المستمرة والحصار المشدد الذي أدى إلى نقص حاد في الغذاء والموارد الأساسية.

- **نقص الغذاء والعلاج:** يواجه سكان غزة صعوبة كبيرة في الحصول على غذاء متوازن، والعلاج المتاح يعتمد على المساعدات الدولية التي لا تكفي لتلبية احتياجات الأطفال، مما يهدد صحتهم بشكل كبير.

- **تدهور الأوضاع الصحية والإنسانية:** الحرب والحصار الإسرائيلي أديا إلى تدهور الأوضاع الصحية والإنسانية في غزة، مع نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، مما يعرض حياة العديد من الأطفال للخطر.

قال رئيس قسم الحضانة في مجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة حاتم الهور، إن حالات كثيرة في قطاع غزة تعاني من سوء التغذية فاقت قدرة المستشفيات، بفعل استمرار الحرب الإسرائيلية المدمرة، والحصار المشدد وإغلاق المعابر الذي ضاعف تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع فضلا عن خروج معظم المستشفيات عن الخدمة.

الصورة
سوء التغذية يهدد حياة اطفال غزة، 9 يوليو 2024 (فرانس برس)
حياة عدد كبير من أطفال قطاع غزة في خطر، 9 يوليو 2024 (فرانس برس)

وأوضح الهور، أن مجمع ناصر والمستشفيات الميدانية العاملة جنوب قطاع غزة تعاني من ارتفاع أعداد الفلسطينيين المصابين بسوء التغذية. مشيراً إلى أن "سوء التغذية انتشر بشكل كبير في قطاع غزة، وهذه الحالات لم نرها بتاتا قبل الحرب، لكننا شاهدناها بكثرة فقط في الحرب إضافة إلى حالات سوء التغذية الحاد، وخصوصًا بين الأطفال دون سن الخامسة".

سوء التغذية يهدد أطفال غزة

وأكد الهور أن قضية سوء التغذية خطيرة جدا في قطاع غزة، وخصوصًا للأطفال أقل من خمس سنوات. مشيراً إلى وجود عدد كبير من الأطفال جنوب قطاع غزة يعانون من سوء التغذية، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب، أهمها: نقص الغذاء وعدم توفر كميات متوازنة من البروتين في ظل الحصار الإسرائيلي المشدد، وعدم قدرة الأهالي على شراء الأغذية المناسبة، بسبب حالة الغلاء الفاحش".

وبشأن ما يتوفر من علاج، قال الهور: يتوفر حاليا في الجنوب العلاج التكميلي، كبعض أنواع الحليب الذي قامت المؤسسات الدولية بتوفيره عبر الوفود القادمة من الخارج. ويتوجب على عائلات الأطفال المصابين بسوء التغذية توفير غذاء متكامل ومتوازن من البروتين والكروبهيدريت لهم، لكن هذا الأمر صعب جدا وغير متوفر لدى كثير من الأهالي في القطاع.

الصورة
سوء التغذية يهدد حياة اطفال غزة، 9 يوليو 2024 (فرانس برس)
يعاني الفلسطينيون النازحون من تدهور في الحالة الصحية، 9 يوليو 2024 (فرانس برس)

وعن حالات الوفاة، قال الطبيب الفلسطيني إن "غالبية الحالات وقعت في الشمال، وهناك حالات قليلة في الجنوب، وذلك لوجود مؤسسات دولية تساعد في تقديم العلاج والدعم لحالات سوء التغذية، بينما تفتقر الحالات في شمال قطاع غزة لأي نوع من أنواع الدعم". مشيرا إلى حاجة "الحالات المصابة بالأمراض المزمنة والتي تعاني من سوء التغذية، إلى غذاء متوازن عالي الطاقة، وهذا الأمر غير متوفر حالياً بسبب حالة الحصار ومنع دخول المساعدات". موضحا أن هذه الأغذية هي اللحوم والبروتين والحليب والبيض، ويجب توفيرها بشكل متوازن، إضافة إلى الخضار والفواكه. وأكد أن "اعتماد الأطفال في قطاع غزة في معظمه يكون على الحبوب والرز والبطاطا والمعلبات، وهذه لا تدعم نمو الأطفال بشكل سليم، وعدم توفر البيض وأنواع عديدة من الحليب سيشكل أزمة حقيقية".

ويعاني الفلسطينيون النازحون من تدهور في الحالة الصحية بسبب سوء التغذية الذي شكل عاملا مساهما في انتشار الأمراض والأوبئة، في ظل تردي الأوضاع البيئية وفق متحدث بلدية مدينة غزة حسني مهنا.

الصورة
سوء التغذية يهدد حياة اطفال غزة، 9 يوليو 2024 (فرانس برس)
سكان غزة ولا سيما محافظتي غزة والشمال على شفا مجاعة، 9 يوليو 2024 (فرانس برس)

والخميس، حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، من أن انهيار نظام الصحة والافتقار للوسائل المستدامة للحصول على غذاء، يعرض حياة عدد كبير من أطفال قطاع غزة للخطر. وفي منشور ومقطع مصور نشره على منصة "إكس"، سلط البرنامج الأممي الضوء على فقدان سيدة فلسطينية تدعى شيماء، ابنها في قطاع غزة بشكل مأساوي بسبب سوء التغذية.

وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، بات سكان غزة ولا سيما محافظتي غزة والشمال، على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من السكان القطاع الذي يحاصره الاحتلال الإسرائيلي منذ 18 عاما.

وفي الثامن من يوليو/تموز الجاري، توفي الطفل الفلسطيني حكمت رعد بدير البالغ ستة أعوام، وسط قطاع غزة، بسبب سوء التغذية الحاد الناجم عن الحصار الإسرائيلي. بينما أعلن مدير "مستشفى كمال عدوان" شمال قطاع غزة حسام أبو صفية، في 22 يونيو الماضي، عن  وفاة أربعة أطفال جراء سوء التغذية خلال أسبوع واحد. وقال أبو صفية، في مؤتمر صحافي: "المستشفى شخَص خلال أسبوعين فقط إصابة أكثر من 250 طفلا بعلامات سوء التغذية"، محذرا من أن قطاع غزة "يواجه كارثة صحية حقيقية بدأت بالأطفال وقد تنتهي بالكبار".

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

وفي السابع من مايو/ أيار الماضي، سيطرت إسرائيل على معبر رفح البري جنوبي القطاع وأغلقته بشكل كامل، ما أدى إلى توقف دخول الأدوية والمستلزمات الطبية والمساعدات وحركة خروج المرضى والجرحى للعلاج، ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل بدعم أميركي حربا على غزة أسفرت عن أكثر من 127 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون