معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة الذين تعرضوا لبتر أحد أطرافهم خلال الحرب أو بسبب مضاعفات مرض السكري، أو من يعانون من تشوهات منذ ولادتهم، ألهمت جميعها تقى عبد اللطيف (25 عاما)، رفقة زميلها محمد قاسم، افتتاح مركز لصناعة الأطراف الصناعية والمساند التقويمية في محافظة الموصل العراقية.
"خطوة" اسم المشروع الذي افتتح منذ 3 أشهر بإمكانات بسيطة بهدف مساعدة المعاقين من خلال عمل الأطراف الصناعية والمساند التقويمية.
تقول تقى عبد اللطيف لـ"العربي الجديد": "قضيت سنتين بعيدة عن مدينتي الموصل في تجربة جديدة بقسم الأطراف الصناعية والمساند التقويمية بالمعهد الطبي في قضاء الدور بمحافظة صلاح الدين، وحصلت على شهادة الدبلوم، وهو قسم جديد يفتتح لأول مرة ولا توجد له فروع في الموصل".
اكتشفت تقى عبد اللطيف أن اختصاصها الذي تدرسه يخدم فئة مهمة من فاقدي الأطراف خلال الحرب أو بسبب مضاعفات السكري أو من ولدوا بتشوهات خلقية، تقول: "أكملت الدراسة وحصلت على المركز الأول على القسم بتقدير امتياز، وتوظفت بمركز تأهيل المعاقين، وخدمت به لمدة سنتين".
سعت تقى لنقل خبرتها وإفادة الأهالي ممن لا يجدون سبيلا لخدمتهم في القطاع الحكومي، فيضطرون للسفر إلى خارج الموصل، فأنشأت وزميلها محمد قاسم "مركز خطوة"، الذي يخدم 50 مستفيدا منذ تأسس قبل 3 أشهر، فيما تجري عملية توسيعه ليخدم عددا أكبر من ذلك.
وعن أول شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة صنع له المركز طرفا صناعيا، تقول تقى عبد اللطيف: "صنعنا أول طرف صناعي لشخص فقد رجله قبل عشر سنوات نتيجة انفجار عبوة ناسفة، كانت العملية ناجحة جدا، فكانت دفعة معنوية كبيرة لنا لأننا أخرجنا الرجل من مرحلة اليأس، وجعلناه يترك العكازات ليمشي على قدميه".
و"خطوة" أول مركز يحمل القائمون عليه شهادة اختصاص في مدينة الموصل، التي تعاني من أعداد كبيرة من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وتسببت أحداث الحرب على "داعش" والعمليات الإرهابية وعمليات تحرير المدينة في زيادة أعداد ذوي الاحتياجات الخاصة بأكثر من 1000 شخص بمختلف أنواع الإصابات، ليرتفع عددهم في المدينة إلى حوالي 26500.