حذّرت منظّمة الأمم المتّحدة للطفولة (يونيسف)، اليوم الجمعة، من أنّ المعارك الدائرة في السودان منذ ثلاثة أسابيع تحصد أرواح أطفال "بأعداد كبيرة مرعبة"، مشيرة إلى تقارير تفيد بسقوط سبعة أطفال كلّ ساعة بين قتيل وجريح.
وقال المتحدّث باسم "يونيسف" جيمس إلدر للصحافيين في جنيف: "كما كنّا نخشى ونخاف، فقد أصبح الوضع في السوادان قاتلاً بشكل مخيف لعدد كبير من الأطفال". وأضاف أنّ المنظّمة تلّقت تقارير من شريك موثوق به - لم تتحقّق منها الأمم المتّحدة بشكل مستقلّ بعد- تفيد بأنّ 190 طفلاً قُتلوا و1700 آخرين أصيبوا بجروح خلال أول 11 يوماً فقط من القتال الذي بدأ في 15 إبريل/نيسان.
وأشار إلدر إلى أنّ هذه الأرقام جُمعت من مرافق صحية في الخرطوم وإقليم دارفور. وأوضح أنّ هذا يعني أنّ هذه الأرقام لا تغطّي سوى الأطفال الذين وصلوا إلى مرافق الرعاية الصحية في تلك المناطق، محذّراً من أنّ "الواقع قد يكون أسوأ بكثير".
فقد أكثر من مليون لقاح لشلل الأطفال في السودان
من جهة ثانية، قالت "يونيسف"، الجمعة، إن أكثر من مليون لقاح مضاد لشلل الأطفال فُقدت في السودان منذ تصاعد العنف هناك في منتصف إبريل/ نيسان.
وقالت هيزل دي ويت، نائبة مدير مكتب برامج الطوارئ في يونيسف، لـ"رويترز"، في رسالة بالبريد الإلكتروني: "تعرض عدد من مرافق سلسلة التبريد للنهب والتلف والتدمير، بما في ذلك أكثر من مليون لقاح مضاد لشلل الأطفال في جنوب دارفور".
وكانت يونيسف تجري سلسلة من حملات التطعيم ضد المرض في السودان بعد ظهوره هناك في نهاية 2022.
وتم إعلان خلو أفريقيا من شلل الأطفال في عام 2020.
وقُتل مئات الأشخاص، كما فرّ مئات الآلاف من منازلهم في السودان، منذ بدأت المعارك قبل ثلاثة أسابيع بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.
واتّفق الجانبان على عدد من الهدنات القصيرة، لكن لم تُحترم أيّ منها بالكامل، واستمرّت الضربات الجوية والاشتباكات المسلّحة الجمعة في الخرطوم لليوم الـ21 على التوالي.
كذلك، شجبت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الوضع المزري في السودان، وحضّت جميع الدول على الامتناع عن إعادة المواطنين السودانيين إلى البلاد.
وقالت مديرة الحماية الدولية في المفوضية إليزابيث تان للصحافيين: "تحضّ المفوضية كلّ الدول على السماح للمدنيين الفارّين من السودان بالوصول إلى أراضيها من دون تمييز".
وأضافت: "هذا ينطبق على المواطنين السودانيين والأجانب، بمن فيهم اللاجئون الذين استضافهم السودان وأولئك المحرومون من الجنسية وأولئك الذين لا يحملون جوازات سفر أو وثائق هوية أخرى".
وذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنّها تستعد لتدفّق 860 ألف شخص من السودان إلى الدول المجاورة، بينما فرّ حتّى الآن أكثر من 113 ألف شخص من البلد.
كما نزح مئات آلاف السودانيين داخل البلاد.
(فرانس برس، رويترز)