شارك العشرات في وقفة احتجاجية بمدينة أم الفحم في الداخل الفلسطيني، لمطالبة السلطات الإسرائيلية بالإفراج عن جثمان الأسير وليد دقة (62 عاماً) الذي استُشهد في إبريل/ نيسان الماضي، وذلك في تحرك هو الثاني بعد احتجاج شهدته بلدة باقة الغربية مسقط رأس الشهيد.
وقضى وليد دقة 38 عاماً في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لكن عندما انتهت محكوميته في مارس/ آذار 2023، رفضت السلطات الإفراج عنه رغم إصابته بالسرطان حيث كان يقبع في مستشفى آساف هروفيه، إلى أن استشهد في 7 إبريل/ نيسان الماضي. وواصل الاحتلال احتجاز جثمانه حتى اليوم.
وتنتظر عائلة الشهيد رد النيابة العامة الإسرائيلية، يوم غد الأحد، على الالتماس الذي تقدمت به للمحكمة العليا الإسرائيلية للإفراج عن الجثمان.
وفي السياق، قالت المحامية نادية دقة لـ"العربي الجديد" إن السلطات الإسرائيلية تبحث تطبيق سياسة احتجاز جثامين الشهداء على المواطنين من الداخل الفلسطيني، مضيفة: "ننتظر غداً الرد، حتى الآن لا شيء جديداً".
من جهته، قال أسعد دقة شقيق الشهيد وليد دقة لـ"العربي الجديد" إن "الوقفات ستستمر لتحرير جثمان الشهيد. أي عقلية لهذه المؤسسة الأمنية العنصرية التي تحتجز الجثمان. هل يشكل خطراً؟ هناك كثير من الأسئلة يسألها أطفالنا. كيف يمكن أن تحتجز جثمان هذا الإنسان المناضل القدير. إذا كان قد أخافهم في حياته، لماذا يخيفهم في مماته؟".
وأضاف دقة: "فكرة الحق وأفكار وليد وإرثه الثقافي كانت مستمرة حتى في حياته وستبقى كذلك في مماته. نحن مستمرون على طريق الشهيد والمطالبة بتحرير جثمانه لكي نقوم بجنازة تليق بهذا الإنسان المناضل. نأمل من جماهيرنا بالداخل وكل المؤسسات أن تقف إلى جانبنا لنحرر الجثمان".
بدوره، علّق الأسير المحرر كريم يونس، في حديث لـ"العربي الجديد"، على احتجاز جثمان دقة بأن الحكومة الإسرائيلية "تتخبط، وفي كل سياستها احترفت التنكيل"، مضيفاً: "نحن نشاهد ما يحدث، ليس فقط هنا وإنما في طولكرم وغزة وفي كل مكان. هؤلاء احترفوا التنكيل وتدفيع الثمن، وما يحدث هو انتقام من كل ما هو فلسطيني، لكن إن دلّ هذا على شيء إنما يدل على أن هذه الدولة لا تعرف إلى أين تتجه وأصبحت دولة عصابات. الكل يفعل ما يريد. حتى الشرطي أصبح يسمح لنفسه بإطلاق النار على أي شخص".
ومضى قائلاً: "هذا يستوجب علينا نحن الفلسطينيين في الداخل أن نقف وقفة رجل واحد في وجه هذه السياسة ليس فقط في قضية وليد دقة إنما في كل القضايا".