استمع إلى الملخص
- تقديرات باعتقال آلاف الفلسطينيين، بما في ذلك أطفال، منذ اندلاع الحرب على غزة، مع تقارير عن تعرضهم للضرب، الحرمان من النوم، والتهديد بالعنف.
- الخبيرة تطالب بتحقيقات شفافة ومستقلة في الشكاوى، وتحذيرات من استمرار الإخفاء القسري وتعذيب أسرى فلسطينيين بأساليب وحشية، بما في ذلك في معتقل سدي تيمان.
دعت خبيرة حقوقية تابعة للأمم المتحدة، أمس الخميس، إسرائيل إلى التحقيق في قضايا حول تعذيب أسرى فلسطينيين وإساءة معاملتهم. وقالت أليس جيل إدواردز، المقرّرة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بمسألة التعذيب، إنها تلقّت تقارير عن إساءة معاملة فلسطينيين محتجزين في السجون التي تديرها مصلحة السجون الإسرائيلية وفي معسكرات الجيش الإسرائيلي.
وأشارت إدواردز إلى تقديرات باعتقال آلاف الفلسطينيين، بينهم أطفال، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وقالت، لوكالة فرانس برس، إنها كانت تجري "مراجعة شاملة خلال الشهرين الماضيين" استناداً إلى مصادر متعدّدة حول تعذيب أسرى فلسطينيين لكنّ تحقيقها مستمر.
تقارير عن تعذيب أسرى فلسطينيين
وتحدثت المقرّرة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بمسألة التعذيب في بيان عن تلقّي تقارير عن حالات تعذيب أسرى فلسطينيين وأنهم تعرضوا للضرب والاحتجاز وهم معصوبو الأعين ومقيدو الأيدي لفترات طويلة في زنزانات، إضافة إلى الحرمان من النوم والتهديد بالعنف الجسدي والجنسي. وأضافت أنّ هناك أيضاً تقارير تشير إلى تعرض أسرى لمعاملة مهينة، بما في ذلك التقاط صور لهم في أوضاع مسيئة.
ولفتت إدواردز، وهي خبيرة مستقلة في مجال حقوق الإنسان يعينها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ولكنها لا تتحدث نيابة عن المنظمة الأممية، إلى أنه ليس لديها معلومات كافية لتحديد ما إذا كانت الانتهاكات ممنهجة. وقالت إنها أثارت القضية مع السلطات الإسرائيلية وطلبت منها التحقيق والسماح لها و"لمراقبي حقوق الإنسان الدوليين والمراقبين الإنسانيين" بالتواصل مع الأسرى.
وأضافت: "من المهم جدا أن تكون هناك عمليات تفتيش مستقلة". وحضت المقرّرة السلطات الإسرائيلية على "التحقيق في جميع الشكاوى والتقارير المتعلقة بالتعذيب أو سوء المعاملة بسرعة ونزاهة وفعالية وشفافية". كما شدّدت إدواردز على أن المسؤولين، على جميع المستويات، "يجب أن يحاسبوا".
ولطالما كرر نادي الأسير الفلسطيني في بياناته منذ بدء الحرب الدعوات إلى وقف الجرائم بحقّ الأسرى، والتي أدت إلى استشهاد أكثر من 16 أسيراً ممن جرى الإعلان عنهم فقط، محذرا من مواصلة الاحتلال جريمة الإخفاء القسري بحقّ معتقلي غزة، ومنهم الشهداء الذين ارتقوا في المعسكرات، كما روى أسرى أفرج عنهم مؤخرًا أساليب مروعة في التعذيب تتضمن حرمان من الأكل والشرب والاستحمام، واعتداء من قبل السجانين طوال الوقت.
وكشف تحقيق لشبكة "سي أن أن" الأميركية، في العاشر من مايو/ أيار الماضي، عن تعرّض أسرى فلسطينيين من غزة لتعذيب بصور وأشكال وحشية متعددة في معتقل سدي تيمان الذي كان في السابق عبارة عن قاعدة عسكرية في صحراء النقب، قبل أن تحوله إسرائيل إلى مركز احتجاز منذ بدء الحرب على القطاع المحاصر.
وبحسب ما تنقل الشبكة عن شهادات ثلاثة من طاقم السجانين في المعتقل فإن إدارة السجون تبقي الأسرى معصوبي الأعين باستمرار ولا يسمح لهم بالتحرك، ويرتدون الحفاظات، فيما أكدوا أن الأطباء يضطرون لبتر أطراف الأسرى بسبب الإصابات الناجمة عن تقييد اليدين باستمرار، وهو الأمر الذي كانت قد كشفت عنه صحيفة هآرتس الإسرائيلية كذلك في وقت سابق.
(فرانس برس، العربي الجديد)