تشهد محافظة القيروان التونسية ارتفاعا كبيرا في الإصابات بفيروس كورونا في ظل عجز المستشفى الجهوي عن استيعاب أعداد المصابين، ووصف السكان المنطقة بأنها "منكوبة"، مطالبين بتوجيه مساعدات، وإقرار حظر صحي شامل.
ونظّم عدد من أهالي القيروان مع نشطاء في منظمات المجتمع المدني، السبت، وقفة احتجاجية أمام مقر المحافظة، للتعبير عن غضبهم، وحمل بعضهم الأكفان في إشارة إلى الموت الذي يتربص بالأهالي.
وأكد المدير الجهوي للصحة في القيروان، محمد رويس، أن "نسبة التحاليل التي تثبت الإصابة بالفيروس عاودت الارتفاع إلى 50 في المائة بعد تراجعها خلال اليومين الأخيرين، والمؤسسات الصحية تشهد إقبالا كبيرا من قبل المصابين، كما تم تسجيل وفاة طفلين بالفيروس"، وأوضح لـ"العربي الجديد"، أن "الوضع الوبائي في الجهة حرج للغاية، وننتظر حلول وفد من اللجنة العلمية لمتابعة تطور الوضع الوبائي، والوقوف على النقائص لتلافيها".
وقالت رئيس فرع المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، سوسن الجعدي، لـ"العربي الجديد"، إن "القيروان تشهد حالة احتقان بين المواطنين نظرا للوضع الصحي المتردي، وتم أمس الجمعة، تسجيل 300 إصابة جديدة بفيروس كورونا، وفاقت نسبة الإيواء بالمستشفى الجهوي طاقتها القصوى، ما استوجب نقل المصابين إلى المحافظات المجاورة، وكورونا أصاب العديد من الفئات العمرية، ومن بينهم الأطفال".
ولفتت الجعدي إلى أن "مدير قسم الأطفال بالمستشفى الجهوي، نبه سابقا إلى هذا، فهناك حاليا 11 طفلا في قسم كوفيد-19، و4 في الإنعاش، واليوم فقدنا رضيعين، وهذا التدهور الصحي يستوجب الحذر، فهناك إنهاك للإطار شبه الطبي، والجهة تحتاج إلى معدات، وإلى انتداب أطباء، وأسرة إنعاش، وأجهزة أوكسجين، وهناك وعود حكومية سابقة ببناء مستشفيات، ولكن في الواقع الجهة تجابه كورونا بمفردها، وبإمكانيات محدودة، وهذا ما يغضب السكان".
وتابعت أن "غضب الأهالي ليس فقط بسبب عدم القدرة على مواجهة الأزمة بالإمكانيات المحدودة، بل لأن ما يحصل هو نتاج عقود من التهميش، وغياب بنية صحية، فالمستشفى الجهوي غير قادر على استيعاب مصابي هذه الموجة، وينبغي تحرك السلطة المركزية لدعم الإطار الطبي وشبه الطبي، وإعلان حالة الطوارئ الصحية في الجهة، وتعميم التلقيح في أقرب وقت، فضلا عن اتخاذ إجراءات لتوفير المياه التي يتواصل انقطاعها في العديد من المعتمديات".
وكلف رئيس الحكومة التونسية، هشام المشيشي، السبت، مديرة المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة، نصاف بن علية، وفريقا من اللجنة العلمية، بالانتقال إلى ولاية القيروان لمعاينة الوضع الصحي على أرض الواقع.